شهد شهر يناير المنصرم تنفيذ خمس صفقات كبرى في قطاع الطاقة وذلك على الرغم من الاضطرابات الجيوسياسية الكبيرة التي تشهدها أسواق النفط نتيجة للتوترات العسكرية بالشرق الأوسط والصراع في قطاع غزة والمخاوف من تمدد النزاع العسكري وذلك بالتزامن مع تصاعد العمليات العسكرية في البحر الأحمر وباب المندب.
وتصدّرت الصفقة الجزائرية الليبية قائمة أهم وأكبر 5 صفقات نفطية في يناير 2024، إذ عاودت شركة سوناطراك نشاطها في ليبيا، بعد إعلان مؤسسة النفط رفع حالة القوة القاهرة عن المناطق التعاقدية، في 7 نوفمبر (2023).
ووقّع الجانبان التعديل الأول لمذكرة التفاهم
الموقّعة بينهما، في 10 فبراير (2022)، إذ تضمَّن التعديل -الموقع في 14 يناير
2024، مد مذكرة التفاهم عامين إضافيين، وتوسيع مجالات التعاون الفنية في صناعة
النفط والغاز، والطاقات البديلة والتدريب وتبادل الخبرات.
وبموجب الاتفاق الجديد، أصبح بإمكان سوناطراك
استكمال التزاماتها التعاقدية المتبقية في قطاع النفط الليبي، لا سيما أنه سبق لها
استثمار نحو 150 مليون دولار هناك، كما أعلنت قبل عامين عزمها استثمار 50 مليون
دولار أخرى في 3 قطع استكشافية في غدامس، بالقرب من الحدود الليبية الجزائرية.
وجاءت الاتفاقات التمهيدية بين وزارة الطاقة
الجزائرية وشركة إكسون موبيل الأميركية
(Exxon Mobil) لزيادة إنتاج النفط في الجزائر، في
مقدمة الاتفاقات المهمة، لتحتلّ مكانًا مهمًا في قائمة أكبر 5 صفقات نفطية في
يناير.
وأصبحت إكسون موبيل الأميركية قاب قوسين أو
أدنى من عقد الصفقة الرئيسة مع الجزائر، إذ اتفق وزير الطاقة والمناجم الجزائري
محمد عرقاب، الثلاثاء 9 يناير، على تعزيز فرص الشراكة والاستثمار، وتطوير
المشاورات بين سوناطراك والشركة الأميركية، خاصة بمجال تطوير المحروقات والنفط
والغاز.
ومن المتوقع توقيع الاتفاق رسميًا خلال أيام،
إذ أشار الوزير محمد عرقاب إلى أن هناك فرصًا مهمة للاستثمار والشراكة يوفّرها
قطاع الطاقة الجزائري، مثل التنقيب عن المحروقات وتطويرها واستغلالها في إطار
القانون الجديد للمحروقات.
ضمن أهم 5 صفقات نفطية في يناير 2024، يأتي
قرار شركة سابك السعودية بالاستثمار النهائي بمشروع إنشاء مجمع ضخم للبتروكيماويات
في منطقة فوجيان في الصين، إذ أعلنت الشركة توقيع مذكرة تفاهم مع حكومة فوجيان
الإقليمية.
وبموجب مذكرة التفاهم بين الشركة السعودية
والحكومة الإقليمية، تمضي سابك في تطوير مشروع البتروكيماويات، إذ إن قرار
الاستثمار النهائي يأتي استنادًا إلى مذكرة تفاهم سابقة موقّعة عام 2018، وفق بيان
اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وأعلنت شركة سابك السعودية أن المشروع سيأتي في
إطار الشراكة بين إحدى شركاتها التابعة، وهي "سابك للاستثمارات
الصناعية"، التي ستبلغ حصتها في المشروع نحو 51%، وشركة فوجيان بتروكيمكال،
التي ستبلغ حصتها نحو 49% من المشروع.
يشار إلى أن مجمع البتروكيماويات الضخم سيتكون
من وحدة تكسير متعددة اللقيم، بسعة متوقعة قد تصل إلى نحو 1.8 مليون طن بحدّ أقصى
من الإيثيلين.
احتلّت الإكوادور مركزًا مهمًا في قائمة أكبر 5
صفقات نفطية في يناير 2024، مع توصّلها إلى اتفاقات مهمة، ضمن خططها لضمّ خط
أنابيب النفط أو سي بي
(OCP) إلى ملكيتها، والتي تُجري مباحثاتها مع الشركة
المالكة له باتجاه الإنجاز.
ويبلغ طول الخط النفطي نحجو 500 كيلومتر،
وتمكنت الإكوادور أخيرًا من توقيع اتفاق مشترك مع الشركة المشغّلة له، وهي شركة أو
سي بي إكوادور
(OCP Ecuador)، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
كانت وزارة الطاقة الأكوادورية قد أعلنت أن الخط
كان مقررًا تسليمه في 20 يناير 2024، مع البنية التحتية المرتبطة به والالتزامات
والأصول، إلّا أن العملية واجهت تأخيرات، وفقًا لبيان الحكومة الذي نشرته وكالة
رويترز.
يشار إلى أن خط الأنابيب "أو سي بي"،
الذي أدخل الإكوادور ضمن أكبر 5 صفقات نفطية في يناير، بإمكانه في الوقت الحالي
نقل نحو 450 ألف برميل يوميًا، ولكنه يعمل بأقل من تلك القدرة مؤخرًا.
ولحقت سلطنة عمان بقائمة أكبر 5 صفقات نفطية في
يناير 2024، بتوقيعها اتفاقية مع شركة "سي سي إنرجي ديفيلوبمنت" (CC Energy Development)،
للتوسع في التنقيب عن النفط والغاز.
وأعلنت وزارة الطاقة والمعادن العمانية، في 7
يناير، توقيع اتفاقية امتياز للتنقيب واستكشاف النفط والغاز، في منطقتي الامتياز
رقم 38 و74، الواقعتين في محافظة ظفار، وفق المعلومات التي طالعتها منصة الطاقة
المتخصصة.
وبموجب الاتفاقية الجديدة بين وزارة الطاقة
والمعادن في سلطنة عمان، والشركة المتخصصة في مجال التطوير، ستبدأ الأعمال بإجراء
الدراسات الجيولوجية والجيوفيزيائية، والمسوحات الزلزالية اللازمة لعمليات التنقيب
والاستكشاف.