كشف الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا" النقاب عن أن الحكومات قدمت أكثر من 100 مليار دولار إجمالي مساعدات لشركات الطيران على مدى العامين الماضيين، في ظل جائحة كورونا، وتأثيراتها على هذه الشركات، إلا أن قيمة المعونات الحكومية التي تم تقديمها إلى جميع دول الشرق الأوسط في الفترة نفسها بلغت نحو 7 مليارات من الدولارات فقط.
وقال اتحاد "إياتا" إن شركات الطيران، وبشكل خاص في منطقة الشرق الأوسط، أثبتت قوتها وقدرتها على المرونة في ظل الأحداث والأزمات التي تعرضت لها الفترة الأخيرة، مشيرا إلى أن التوقعات كانت تؤكد اتجاه كثير من شركات الطيران إلى الإفلاس، بسبب الأزمات المتتالية، وهو ما لم يحدث، حيث إن الشركات التي أغلقت أبوابها وصلت إلى 86 شركة طيران في الفترة من 2020 إلى 2021، وهى أرقام ضعيفة للغاية مقارنة مع حجم الكارثة.
كما أشار الاتحاد الدولي للنقل الجوي إلى أن 86 شركة طيران جديدة خرجت إلى النور خلال هذه الفترة، وهو ما يثبت أن قطاع الطيران لديه الكثير من المرونة والقدرة على التعامل مع الأزمات، بداية من الأزمة المالية العالمية التي ضربت العالم قبل سنوات، وحتى جائحة كورونا، التي تعد الأسوأ في تاريخ القطاع.
وأعرب الاتحاد الدولي عن تفاؤله إزاء حركة القطاع خلال الفترة المتبقية من العام الحالي، وخلال العام المقبل 2023، انطلاقا من عودة حركة السفر والسياحة في مختلف دول العام، بعد رفع قيود السفر الخاصة بكورونا.
وتوقع أن يصل عدد المسافرين والحمولات في منطقة الشرق الأوسط إلى مستويات عام 2019، وذلك بنهاية العام الحالي، وأن يتجاوز تلك المعدلات خلال عام 2023.
وحول قضية التغير المناخي التي يناقشها مؤتمر شرم الشيخ حاليا، قال "إياتا" إن شركات الطيران عليها التزام بتحقيق مستهدفاتها نحو "صفر انبعاثات" كربونية بحلول عام 2050، مؤكدا أن هذا الالتزام يتطلب التعاون من الجميع، حيث يحتاج إلى استخدام من 60% إلى 65% من وقود الطيران المستدام المعروف بـSAF، والذي يبلغ سعره أضعاف الوقود الحالي.
وأكد أن 38 دولة لديها الآن سياسات لوقود الطيران المستدام، حيث نظمت أكثر من 50 شركة طيران رحلات جوية باستخدام مزيج من وقود SAF والوقود التقليدي، كما تم تسيير أكثر من 450 ألف رحلة باستخدام SAF ، وتوقع أن يصل عدد الرحلات باستخدام وقود SAF إلى مليون رحلة بحلول عام2050.
وأضاف "إياتا" أن فاتورة وقود شركات الطيران ارتفعت بنسبة 30% تقريبًا خلال الفترة الأخيرة، موضحا أن الوقود عادة ما يستحوذ على 20% إلى 30% من إجمالي التكلفة.