تسعى شركتان أمريكية وروسية لتقديم عروض للجهات المعنية في مصر لإنشاء مفاعلات نووية سلمية بقدرات تصل إلى 300 ميغاواط. وتأتي هذه الخطوة في إطار خطة الاقتصاد العربي الأكبر لتنويع مصادر إنتاج الطاقة، وتنفيذ محطات الطاقة النووية بمنطقة الضبعة بمحافظة مرسى مطروح.
ويهدف مشروع الضبعة النووي لتوليد الطاقة الكهربائية إلى إنشاء أول محطة طاقة نووية في مصر بتكلفة 28.5 مليار دولار، وتنفذه شركة "روساتوم" الروسية.
وأفادت المصادر بأن الشركتين الأمريكية والروسية قد أجرتا مناقشات مع مسؤولي هيئة المحطات النووية المصرية بشأن التعاون في مجال الطاقة النووية السلمية، والتشاور بشأن تقديم عرض رسمي يتضمن إنشاء مفاعلات طاقة نووية صغيرة.
وتتميز هذه المفاعلات بإمكانية تصنيع أكثر من وحدة توليد طاقة في منشأة واحدة، وسهولة نقلها وتوطينها في مواقع نائية. كما أنها تكلف أقل من المفاعلات الكبيرة ويمكن تشييدها وفق مراحل أسرع وبوقتٍ أقل، لكنها تولّد إشعاعات نووية أكثر لكل وحدة طاقة تنتجها مقارنة بالمفاعلات الكبيرة.
يذكر أنه حول العالم حالياً توجد 3 مفاعلات نووية صغيرة ناشطة، تولد الطاقة الكهربائية في كل من روسيا والصين والهند، و4 مشاريع لمفاعلات نووية صغيرة وصلت لمراحل متقدّمة من الإنجاز في كل من روسيا والصين والأرجنتين.
ويتوقع أن تحظى مصر باهتمام كبير من الشركات العالمية في مجال الطاقة النووية السلمية، نظراً لتبني الحكومة لسياسة تنويع مصادر الطاقة، وتعزيز الاستدامة البيئية، وتحسين كفاءة استخدام الموارد الطبيعية. وسيساعد توسيع نطاق استخدام الطاقة النووية على تحقيق أهداف التنمية المستدامة في مصر، وتوفير فرص عمل جديدة في هذا المجال.
ومن المتوقع أن تحتاج مصر إلى الكثير من الطاقة النووية السلمية في المستقبل، خاصة مع توسع العديد من الصناعات الحيوية والتقنية في البلاد، وتزايد عدد السكان، وتحديات تغير المناخ والاحتباس الحراري. ويأتي هذا التعاون مع الشركات الأمريكية والروسية في إطار التعاون الدولي في مجال الطاقة النووية السلمية، وتعزيز الشراكات الاستراتيجية بين مصر والدول الأخرى في هذا المجال الحيوي و الاستراتيجي.