توافقت توقعات عدد من العاملين في قطاع أجهزة المحمول بمصر، على أن السوق المحلية ستشهد زيادة وتوسعات كبيرة في حجم الإنتاج خلال الفترة المقبلة، على غرار ما حدث في سوق التليفزيونات الذكية وسط توقعات بأن تصبح القاهرة مركز تصدير رئيسي لكل دول الشرق الأوسط.
وأكدت المصادر، على أن التقلبات الجيوسياسية التي يشهدها العالم حاليا مثل العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة والحرب الروسية الأوكرانية لن تغير من حجم الطلب على الهواتف، لاسيما وأن السوق المصرية لها طبيعة خاصة عن المنظومة العالمية وتحكمها عوامل مختلفة.
وعلى النقيض، حذرت الشركة الدولية لتصنيع أشباه الموصلات الصينية والمعروفة اختصارًا بـ “إس إم أي كورب” من أن التعافي المنشود لسوق الهواتف الذكية لن يستمر سوى عام آخر، موضحة أن التوترات الجيوسياسية تثير تخمة خطيرة في السعة العالمية على صناعة الرقائق، وفق ما نشرته شبكة “بلومبرج” الأمريكية.
بينما تتعارض هذه التوقعات مع التصريحات الأكثر تفاؤلا من شركة سامسونج للإلكترونيات الكورية الجنوبية وشركة تصنيع أشباه الموصلات التايوانية بشأن انهيار الطلب على الهواتف المحمولة قريبًا.
وفي السياق ذاته، قال مصدر بارز بالشركة المصرية لصناعات السيليكون ( سيكو تكنولوجي )، إن سوق الهواتف فى مصر لها طبيعة خاصة وتختلف عن باقي الأسواق العالمية ولن تتأثر بالتقلبات الجيوسياسية للمنطقة، مؤكدا أن الطلب على الهواتف الذكية لن يتراجع أو يقل ولكنه مرشح للزيادة
وأوضح المصدر، أن مصر تشهد حاليًا زيادة كبيرة في الطلب على الهواتف الذكية، ويواجه السوق نقصًا في المعروض نتيجة لضوابط الاستيراد ونقص العملة الأجنبية.
فيما أكد على أن الوقت الحالي يشكل فرصة جيدة لتعزيز توطين وتعميق التصنيع المحلي، مع ازدياد فرص التنافس في السوق أمام الهواتف المستوردة، خاصةً مع ارتفاع أسعار السلع الواردة من الخارج.
وأشار إلى أن السوق المصرية تواجه فجوة كبيرة بين المعروض وحجم الطلب، خاصةً مع تراجع الاستيراد، مؤكدًا أنه يتعين التوسع في الإنتاج المحلي لسد هذه الفجوة وتلبية احتياجات العملاء في ظل تقلبات الأسواق العالمية.
ولفت مصدر "سيكو تكنولوجي" ، أن مبيعات الهواتف الذكية قبل جائحة كورونا كانت تصل إلى 1.5 مليون هاتف شهرياً، ولكن انخفضت بنسبة تصل إلى 60% بسبب الجائحة، نتيجة لنقص السيولة الدولارية وصعوبات في التمويل والنقل.
وتتجه مصر الآن تتجه نحو التوسع في الإنتاج المحلي للهواتف النقالة لسد الفجوة بين الطلب والعرض، متوقعًا أن تصل المبيعات إلى 750 ألف جهاز شهرياً، وهي إنجاز يأتي من إنتاج محلي.
وتابع أن هذا النهج نجح في قطاع التليفزيونات، حيث تحول تمامًا من الاستيراد إلى التصنيع المحلي في مصر، وأشار إلى أن هذا السيناريو سيكون قائمًا أيضًا في سوق الهواتف الذكية، حيث تشير العلامات إلى "صنع في مصر"، مشيرا إلى نجاح مصر في تصدير التليفزيونات بأسعار تنافسية للعديد من الدول الأفريقية والعربية.