الأحد 10 نوفمبر

تقارير

طوفان الحوثي على سفن البحر الأحمر يلتهم اقتصادات أوروبا (تقرير)


هجمات الحوثي

تتزايد أزمة عبور السفن العابرة بالبحر الأحمر مرورًا بمضيق باب المندب، حيث تستهدف جماعة الحوثي السفن التابعة أو الداعمة للاحتلال الاسرائيلي، مبررة ذلك بدعمها للأشقاء في قطاع غزة، مما يزيد من التأثيرات الاقتصادية لأزمة مرور السفن وانعكاساتها في قطاعات مختلفة من الاقتصاد العالمي.

فيتش تتوقع تأثر الشركات الأوروبية بارتفاع تكاليف الشحن

وفي السياق ذاته، توقعت وكالة "فيتش" تأثر شركات أوروبية بسبب ارتفاع تكاليف الشحن، وأسعار الوقود، ما سينعكس على معدلات التضخم، كما مثلت الأزمة عامل توازن في أسواق النفط بمجابهة زيادة المعروض من الخام.

وذكرت "فيتش"، أن أكثر من 2300 سفينة اضطرت لتحويل مسارها بعيدا عن البحر الأحمر وقناة السويس منذ اندلاع الأزمة، وحولت مسارها لتلتف حول الطرف الجنوبي لقارة إفريقيا ما كبد شركات صناعية زيادة في فواتي الشحن والتأمين يتوقع أن ينعكس في نتائج الربع الأول من العام الحالي، ومن بين الأكثر تضررا شركات صناعة السيارات التي انخفضت التوقعات لأربحاها بنسبة 5 في المائة، وأعلنت كل من "تسلا" و"فولفو" وقف الإنتاج من مصانع في أوروبا.

علاوة على أن الأزمة ستؤدي إلى زيادة أسعار السيارات عالميا. 

ويذكر أن شركات التجزئة الكبرى في بريطانيا وعدة دول أوروبية أعلنت عن بدءها في زيادة أسعار السلع بتأثير الأزمة.

وعلى العكس، تزايدت أرباح ناقلات النفط، بعد مضاعفة تكلفة نقل الوقود ثلاث مرات منذ بداية الأزمة، كما ارتفعت مكاسب شركات الشحن وشركات الخدمات اللوجستية.

خطر يداهم أوروبا 

كما صرح مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي، اليوم، بأن التكتل يواجه خطر ارتفاع أسعار المستهلكين وتباطؤ النمو بسبب اضطرابات الشحن عبر البحر الأحمر، لكن الاتحاد الأوروبي لم يشعر بعد بتأثير اقتصادي.


وذكر فالديس دومبروفسكيس، نائب الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية، الذي يراقب اقتصاد التكتل المكون من 27 دولة، أن حركة الشحن عبر البحر الأحمر انخفضت 22 في المائة في شهر واحد بسبب هجمات في البحر الأحمر.


وأوضح أن الانخفاض سيتسارع مع قيام الشركات بتحويل مسار السفن إلى طريق رأس الرجاء الصالح حول القارة الإفريقية، مضيفا أن المفوضية تراقب الوضع عن كثب.


وقال دومبروفسكيس للصحافيين بعد اجتماع لوزراء التجارة بالاتحاد الأوروبي تناول هذه القضية "لم يكن هناك تأثير يذكر في أسعار الطاقة أو تأثير بشكل عام في أسعار السلع حتى الآن. لكننا نرى تأثيرا بالفعل في أسعار النقل التي زادت... إنه بالتأكيد عامل خطر".

وأضاف "التأثير الاقتصادي الأوسع على أسعار المستهلكين واقتصاد الاتحاد الأوروبي بوجه عام سيعتمد بدرجة كبيرة على مدة هذه الأزمة... وبالتالي، من الضروري اتخاذ إجراء سريع".


وذكر دومبروفسكيس أن المجتمع الدولي يتحرك، وأن المفوضية الأوروبية ستحدث توقعاتها الاقتصادية في فبراير وربما تأخذ اضطرابات البحر الأحمر في الحسبان.


ويمر ما بين 12 و15 في المائة من تجارة البضائع في العالم وما بين 25 إلى 30 في المائة من حاويات الشحن عبر قناة السويس في الطرف الشمالي للبحر الأحمر. وجاء للاتحاد الأوروبي 23 في المائة من جميع واردات السلع عن طريق السفن القادمة من آسيا في 2022، والغالبية العظمى منها مرت عبر قناة السويس.


ويحاول الاتحاد الأوروبي تجنب دخول الاقتصاد في ركود مع ارتفاع معدل التضخم، وقد تمنع الاضطرابات طويلة الأمد للتجارة عبر البحر الأحمر البنوك المركزية من خفض أسعار الفائدة هذا العام.


وقال جيفري فان ليوين وزير التجارة الهولندي إن تكاليف الشحن على طريق شنغهاي-روتردام عبر قناة السويس ارتفعت 200 في المائة في بعض الحالات منذ بدء هجمات على السفن في البحر الأحمر.


وأضاف "من الواضح أن هذا سيغذي التضخم... وهذا آخر شيء نحتاجه".

ضربات الحوثيين تصيب النفط القطري 

وكذلك أعلنت شركة "قطر للطاقة"،  أن الهجمات في منطقة البحر الأحمر "قد تؤثر" على جدولة شحنات الغاز الطبيعي المُسال، على عكس الإنتاج الذي طمأنت أنه "مستمر دون انقطاع".

وقالت الشركة المملوكة للدولة في بيان "بينما قد تؤثر التطورات في منطقة البحر الأحمر على جدولة بعض شحنات الغاز الطبيعي المسال من قطر لأنها قد تسلك طرقاً بديلة، إلا أنه يتم إدارة تسليمها مع عملائنا". 

وأكدت أن "إنتاج دولة قطر من الغاز الطبيعي المسال مستمر دون انقطاع" مشددة على أن "التزامنا ثابت في ضمان إمدادات موثوقة". 

منذ شهرين، ينفذ المتمرّدون اليمنيون هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئها، تضامنًا مع قطاع غزة الذي يشهد حربًا بين حركة حماس وإسرائيل منذ السابع من أكتوبر.

ولمحاولة ردع الحوثيين وحماية الملاحة في المنطقة الاستراتيجية التي يمرّ عبرها 12% من التجارة العالمية، شنّت القوات الأمريكية والبريطانية في 12 و22 يناير سلسلة ضربات على مواقع عسكرية تابعة لهم في اليمن لكن الجيش الأميركي ينفّذ وحده بين الحين والآخر ضربات على صواريخ معدّة للإطلاق.

وعلى إثر الضربات الغربية، بدأ الحوثيون يستهدفون السفن الأمريكية والبريطانية في المنطقة معتبرين أن مصالح البلدين أصبحت "أهدافًا مشروعة".