السبت 23 نوفمبر

سيارات

الصين تواصل قيادة سوق السيارات الكهربائية في العالم رغم تباطؤ المبيعات


بي واي دي الصينية تزيح سيارات تسلا من الصدارة

واصلت الصين قيادة سوق السيارات الكهربائية في العالم على الرغم من تشكك المراقبين في استمرار صعود مبيعات تلك السيارات في ظل الإشكالات والتحديات التي تواجه صناعة السيارات الكهربائية، حتى في الدول الغربية التي تستهدف استبدالها بالسيارات التي تعمل بالوقود التقليدي.

 وقال مراقبون ومتخصصون أنه لوحظ خلال العام الماضي وجود مجموعة من الملاحظات الرئيسة في أسواق السيارات الكهربائية العالمية، أولها كان تباطؤ نمو المبيعات، على الرغم من الحصص المضللة التي تُعلَن بشأن مبيعات هذه السيارات عالميًا.

وأوضح رجب عزالدين الباحث بمجال الطاقة إن لأرقام المتعلقة بمبيعات السيارات الكهربائية حول العالم نمت بنسبة 31% خلال عام 2023، إذ بلغ عدد السيارات المبيعة 13.6 مليون وحدة، من إجمالي 88 مليون سيارة بيعَت حول العالم".

لكن إجمالي عدد السيارات على الطريق حول العالم بلغ 1.5 مليار وحدة من مختلف الأنواع، كان من بينها نحو 26 مليون سيارة كهربائية على الطريق في 2022، وقد تصل إلى نحو 40 مليون وحدة بإضافة مبيعات العام الماضي 2023.

ويوضح الباحث، أن هذا الرقم يعبّر عن فجوة كبيرة جدًا، إذ إن رقم 40 مليون سيارة، لا يعدّ كبيرًا، مقارنة مع إجمالي 1.5 مليار سيارة على الطريق.

وذكر الباحث إنه بشأن صناعة السيارات الكهربائية الصينية، فإن بكين تستحوذ في الوقت الحالي على صناعة هذا النوع من السيارات موضحا أن شركة بي واي دي الصينية استطاعت إزاحة منافستها الأميركية تسلا عن عرش المبيعات، بالإضافة إلى وجود منافسة قوية جدًا فيما يتعلق بالأسعار، إذ إنه عندما حاولت الشركات الأميركية خفض الأسعار، شهدت هزة قوية جدًا في أرباحها.

ولفت إلى أن هناك ملاحظة ثانية، تتعلق بتراجع أرباح شركة تسلا الأميركية (Tesla)، إذ إنه للمرة الأولى تتراجع الأرباح التشغيلية إلى النصف، خلال الربع الأخير من العام الماضي 2023، في حين تراجعت الأرباح بنسبة 30% على أساس سنوي.

وتابع: "فيما يخص انخفاض أرباح تسلا، يشير الأمر هنا إلى نوع من التحدي، إذ جاء بعد محاولة من مالك الشركة إيلون ماسك لخفض الأسعار، ليتمكن من منافسة شركة "بي واي دي" (BYD) الصينية، التي سبق له أن سخر منها في عام 2011، في أحد اللقاءات المتلفزة، حينما سألوه عن السيارات الكهربائية في الصين، فردّ بأنه لا يشعر أن الصينيين لديهم تكنولوجيا".

وأردف: "خلال العام الماضي 2023، تمكنت شركة بي واي دي الصينية من إزاحة تسلا عن عرش أكبر بائعي السيارات الكهربائية حول العالم، وحازت على هذا اللقب، فيبدو أن سخرية إيلون ماسك ارتدّت إلى صدره".

الملاحظة الثالثة، وفق الباحث، هي أن السيارات الكهربائية ما زالت حتى الآن منحصرة في نماذج السيارات الفاخرة، إذ أشار تقرير لإدارة معلومات الطاقة الأميركية أن نحو 91% من مبيعات السيارات العاملة بالبطارية في الولايات المتحدة خلال الربع الثالث من 2023 كانت من الفئة الفاخرة.

ومن المفارقات، وفق عزالدين، أنهم سبّبوا هذه الظاهرة، بإعلانهم أن هذه الفئة هي القادرة على الدفع، لذلك ما زالت المركبات الكهربائية تعاني من العجز في اختراق الفئة الأساسية من المستهلكين، بسبب ارتفاع الأسعار، رغم الإعانات والحديث عن الإعفاءات الضريبية.

قال الباحث في وحدة أبحاث الطاقة رجب عزالدين، إن الحديث بدأ يتصاعد عن إشكالات وتحديات السيارات الكهربائية بداية من الأسعار، مرورًا بتكاليف التأمين المرتفعة عليها، ومشكلاتها المتعلقة بالوزن الثقيل، وتآكل الإطارات، وصولًا إلى تنافرها مع أنماط الحياة التي تعوَّد عليها البشر.

وأضاف: "مسألة تنافرها مع حياة البشر تعدّ نقطة مهمة، لأن الأصل أن الإنسان يبحث في مسألة السيارات عن الراحة، لذلك يرى بعضهم أن السيارة الكهربائية غير مألوفة بالنسبة لأنماط حياة تكونت على مرّ السنين، إذ يريد الإنسان أن يملأ خزان الوقود بسهولة، ولا يريد أن يشعر بالقلق حول ما إن كانت هناك محطة لشحن السيارة أم لا، وهل ستعمل، أم تكون معطلة".

ولفت الباحث رجب عزالدين، إلى أن بعضهم يرون أن السيارات الكهربائية يمكن أن تقيّد حركة المسافر، لأن أماكن انتشار نقاط الشحن ليست واسعة، فيخشى بعضهم أن تفرغ البطارية وتتوقف السيارة.

وأشار إلى تقرير نشرته منصة الطاقة المتخصصة، عن المشكلات الضريبية المرتبطة بالسيارات الكهربائية، وما سيحدث بشأن الضرائب التي ستؤخذ على الوقود، والتي من المتوقع أن تتلاشى مع استبدال هذه السيارات، لا سيما أنها تُقدَّر في أوروبا بنحو 160 مليار دولار.

بالإضافة إلى ذلك، وفق الباحث، ستحتاج السيارات الكهربائية إلى دعم أكبر بكثير من ذلك، فهي من ناحية ستخفض الحصيلة الضريبية للدول، ومن ناحية أخرى ستحتاج إلى إعانات، لذلك فإن الأمر يمثّل إشكالًا كبيرًا بالفعل، على الرغم من أن الحديث هنا عن دول وضعها المالي قوي، فما بال الدول الأخرى التي تواجه أزمات مالية؟

وتابع: "لاحظنا كذلك وجود زيادة في مخزونات السيارات الكهربائية، وصلت في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي 2023 إلى الارتفاع بنسبة 500%، وهو ما يعني وجود ضعف شديد في تصريف المركبات الكهربائية، مما أدى إلى أن بعض الشركات خفضت خطط إنتاجها، مثل فورد (Ford) وجنرال موتورز (GM)، لحين تصريف الإنتاج الزائد".