هو أحد أبرز رجال الأعمال في مصر والشرق الأوسط، الذين تمكنوا من تصدر قائمة أهم ٥٠ شخصية تأثيرًا في الاقتصاد المصري، ونجح في الوصول بمجموعة طلعت مصطفى إلى القمة لتصبح واحدة من أهم ١٠٠ شركة عربية وفقا لتصنيف مؤسسة فوربس العالمية،
فقبل نحو ستين عامًا ولد هشام طلعت مصطفى، وتحديدًا في التاسع من ديسمبر عام 1959، ثم تخرج في كلية التجارة جامعة الإسكندرية عام 1980، ليلتحق بالعمل في شركة والده، ليُحدث بها نقلة نوعية بإدخال قطاع الاستثمار العقاري إلى أنشطتها للمرة الأولى، إدراكا منه بأن هذا القطاع يمثل أحد أهم محفزات النشاط الاقتصادي في بلد بحجم مصر.
ومن هنا ، أطلقت طلعت مصطفى باكورة مشروعاتها التي حملت اسم "الروضة الخضراء" بمحافظة الإسكندرية، ثم تبعه مشروع "فيرجينيا بيتش" بالساحل الشمالي عام 1995. لكن شغف هشام طلعت مصطفى بالنجاح لم يتوقف عند هذا الحد، ففي عام ١٩٩٤، أطلقت الشركة مشروعي "ماي فير" في مدينة الشروق ثم مشروع الربوة بمدينة الشيخ زايد، وهما المشروعان اللذان شجعاه على الاتجاه نحو بناء المشروعات العمرانية المتكاملة في هيئة مدن عملاقة تحقق لقاطنيها الاكتفاء الذاتي وتوفر لهم مختلف الخدمات ، ليظهر مشروع مدينة "الرحاب" بما يمثله من نقله متقدمة في فكر التشييد والبناء بمصر، حيث تمت إقامة المدينة علي مساحة 10 ملايين متر مربع عام 1996 وبفضلها أصبحت مجموعة طلعت مصطفى في طليعة المطورين العقاريين محليًا وعربيًا.
وفي منتصف العقد التاسع من القرن الماضي، وتحديدًا في عامي 1995 و 1996، استشعرت المجموعة الحاجة إلى إضافة المزيد من الفنادق الفاخرة في مصر، فشرعت في استغلال محفظة الأراضي التي تمتلكها لبناء مجموعة من المنتجعات السياحية والفندقية تحت علامة "فور سيزونز العالمية" مثل "منتجع فورسيزونز شرم الشيخ" وفندق "فورسيزونز القاهرة- نايل بلازا' اللذان تم افتتاحهما عام 2002 و 2004 على التوالي.
وبحلول عام 2007، كانت المجموعة قد افتتحت فندقها الثالث في مصر، بمدينة الاسكندرية، حاملًا اسم "فورسيزونز سان ستيفانو".
لكن قبيل هذا التاريخ بعام واحد، كانت المجموعة على موعد مع نقلة نوعية في مسيرتها، حيث تم اطلاق مشروع "مدينتي" الذي يمثل درة التاج في مشروعات الشركة، وأحد أهم أنشطتها الرائدة، بالنظر لكونها أكبر مدينة متكاملة المرافق والخدمات ينشأها القطاع الخاص في مصر والشرق الأوسط، وتقع علي مساحة 33.6 مليون متر مربع شرقي القاهرة.
ومنذ أن بدأت الحكومة في التوجه نحو تنفيذ مشروع العاصمة الإدارية الجديدة قبل أربعة أعوام، سارعت المجموعة لشراء نحو ٥٠٠ فدانا عام ٢٠١٧ لبناء مشروع "سيليا" الذي تقدر استثماراته بنحو 35 مليار جنيه، فضلا عن دراستها لإمكانية تطوير 5 الاف فدان في "حدائق العاصمة" الواقعة على امتداد مدينة بدر، وحدود العاصمة الإدارية الجديدة.
وخلال أربعة عقود نجح هشام طلعت مصطفى بفضل جهوده الكبيرة ورؤيته للمستقبل أن يجعل مجموعة طلعت مصطفى على قائمة كبريات الشركات العقارية بحسب تصنيفات المؤسسات الدولية، حيث تجاوزت استثمارات المجموعة أكثر من 200 مليار جنيه، وبلغ حجم رؤوس أموال وحقوق ملكية المشروعات نحو 43.5 مليار جنيه، فضلا عن أصول تمتلكها المجموعة بقيمة تربو على 102 مليار جنيه، ومبيعات متراكمة في مشروعاتها العقارية والسياحية بلغت 126 مليار جنيه وذلك حتى الربع الثالث من 2019.
وقبل أن يُسدل الستار على عام ٢٠٢٠ حصلت مجموعة طلعت مصطفى على وسام أفضل مجموعة في قطاع العقارات من جهاز مدينة الشيخ زايد تقديرا على ٌاسهاماتها العقارية التي نفذتها بالمدينة، وعلى رأسها مشروع الربوة الذي يعد من أهم ملامح "الشيخ زايد"، وساهم في زيادة معدلات التنمية داخلها.
ومن منطلق اهتمامه بالشأن العام والمتغيرات التي تفرض نفسها علي السوق العقاري المحلي، أطلق هشام طلعت مصطفى مبادرة لتنظيم مؤتمر اقتصادي موسع بمشاركة المطورين العقاريين والبنك المركزي وجهات التمويل لوضع تصور لآليات سد الفجوة بين العرض والطلب، لاسيما مع وجود توقعات ترجح وصول حجم الطلب علي الوحدات السكنية في مصر لنحو ٣٠ مليون وحدة خلال العقود الثلاثة المقبلة.
وبالقدر الذي شكلت المشروعات التي انجزتها مجموعة طلعت مصطفى عبر تلك العقود علامة مضيئة في الاقتصاد المصري، فإن المبادرات الاجتماعية التي نفذتها المجموعة، تحت رئاسة هشام طلعت مصطفي، باتت تمثل بالقدر نفسه حلقة ساطعة في سجل الشركة.
فمنذ دخول طلعت مصطفى مجال العمل العام، أدرك أن المسئولية المجتمعية تعتبر واجبًا أخلاقيًا والتزامًا ادبياً، تستشعره المجموعة تجاه الوطن، وتتسع قاعدته بنسب طردية مع حجم المكاسب والأرباح التي تحققها الشركة. ولم تدخر مجموعة طلعت مصطفي جهدًا أو مالًا منذ نحو نصف قرن في تبنيها للعديد من المشروعات التنموية في مجالات الاعمار والصحة والتعليم وغيرهم.
ففي خلال العام ، وفى خضم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي خلّفتها جائحة كورونا، حملت المجموعة على عاتقها مسؤولية مساندة ودعم جهود الحكومة في التصدي للوباء، وبادرت بالتبرع بنحو 62 مليون جنيه، حيث تم توجيه 25 مليون جنيه منها لصندوق تحيا مصر، فيما تم توجيه 25 مليون أخري لمبادرة حياة كريمة المعنية بمساعدة الأسر الأكثر احتياجًا في مواجهة ظروف الحياة المتأزمة، بينما تم تقديم 8 ملايين جنيه لوزارة الصحة والسكان كدعم نقدي مباشر، فضلا عن التعاون مع غرفة التجارة الأمريكية في شراء 10 أجهزة تنفس صناعي لتوزيعها على عدد من مستشفيات الجمهورية
وحينما لاحت في الأفق بوادر ظهور لقاح فعال لفيروس كورونا فى يناير 2021، بادرت المجموعة بالتبرع مرة اخري لـ "صندوق تحيا مصر" لتوفير أربعة ملايين جرعة من لقاحات كورونا تكفي تطعيم 2 مليون مواطن من غير القادرين، ليكون تبرعها هو الأضخم بين التبرعات التي جمعها الصندوق في مبادرة تستهدف توفير اللقاح للفئات المستحقة مجانا.
ولم تتوقف جهود المجموعة الخيرية خلال ٢٠٢٠ عند هذا الحد، بل تبرعت بنحو 2 مليون جنيع لعلاج غير القادرين في مستشفي وادي النيل. وحينما أعلنت الدولة عن خطة التصالح في مخالفات البناء كانت المجموعة في صدارة المبادرين تلبية لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى للقطاع الخاص للقيام بدورها المجتمعي، ليعلن هشام طلعت مصطفي عن تحمله قيمة مبالغ التصالح في مخالفات البناء عن خمسة الاف أسرة غير قادرة.
وعلى مدار سنوات قليلة ، قدمت المجموعة أكثر من 1,2 مليار جنيه كجزء من مسؤوليتها المجتمعية، توزعت على مشروعات الرعاية الصحية والتعليم ودعم المواهب الرياضية وغيرهم، حيث قامت على سبيل المثال لا الحصر بالمساهمة بأكثر من 10 ملايين جنيه في ترميم معهد الأورام، فضلا عن دعمها المتواصل لمستشفي 57357 لعلاج سرطان الأطفال، ومستشفى أهل مصر لعلاج الحروق، ومشاركتها في قافلة "نور حياة" لعلاج العيون، فيما قامت بتحمل 30 مليون جنيه لتطوير مراكز الشباب، إضافة لرعايتها لاعبين في أولمبياد طوكيو ، كما نفذت المجموعة برامج لتطوير المدارس شملت مدرسة "متولي الشعراوي" التطبيقية، و"دار الحنان" لذوي الاحتياجات الخاصة، وعدد من المدارس الحرفية، وجمعيات المرأة العاملة.
كما كان لمشروعات البنية التحتية نصيبًا من اسهامات المجموعة الخيرية، حيث تبرعت بنحو 151 مليون جنيه لصالح مشروعات تطوير العشوائيات، مثل "أهالينا" و "الأسمرات" و"بشائر الخير"، والمساهمة في تطوير شبكة الطرق القومية مثل طريق السويس، لتسجل المجموعة ، بفضل رئيسها التنفيذي هشام طلعت مصطفى، اسمها بحروف من ذهب على مدى نصف قرن في مجال المسؤولية المجتمعية.