تراجعت أسعار النفط هامشيًا خلال تعاملات اليوم الخميس 29 فبراير، وسط مخاوف من ركود اقتصادي قد يحد من الطلب.
يأتي ذلك بعد زيادة أكبر من المتوقع في مخزونات الخام الأميركية، ما أجّج المخاوف بشأن تباطؤ الطلب، في حين زادت الضغوط من علامات على أن أسعار الفائدة الأميركية قد تظل مرتفعة.
وكانت
أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها، أمس الأربعاء 28 فبراير، على تباين، مع صعود خام
برنت وتراجع خام غرب تكساس الوسيط.
بحلول
الساعة 06:55 صباحًا بتوقيت جرينتش (09:55 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، تراجعت
العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم أبريل، بنسبة 0.04%، مسجلةً نحو 83.65
دولارًا للبرميل.
في
الوقت نفسه، انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم أبريل،
بنسبة 0.05%، لتصل إلى 78.5 دولارًا، وفق الأرقام التي اطّلعت عليها منصة الطاقة
المتخصصة.
وقالت
إدارة معلومات الطاقة، أمس الأربعاء، إن مخزونات النفط الخام الأميركية ارتفعت، في
حين انخفضت مخزونات البنزين ونواتج التقطير الأسبوع الماضي، مع تشغيل مصافي
التكرير عند أقل من أدنى مستوياتها الموسمية، بسبب تعطل مخطط له وغير مخطط له.
وزادت
مخزونات الخام للأسبوع الخامس على التوالي، إذ زادت 4.2 مليون برميل إلى 447.2
مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 23 فبراير، مقارنة مع توقعات المحللين، في
استطلاع أجرته رويترز، بزيادة قدرها 2.7 مليون برميل.
قال
محلل السلع الأولية لدى راكوتين للأوراق المالية، ساتورو يوشيدا: "المخزونات
الكبيرة زادت من مخاوف المستثمرين بشأن تباطؤ الاقتصاد، وانخفاض الطلب على النفط
في الولايات المتحدة".
وأضاف:
"إن توقع تأجيل تخفيضات أسعار الفائدة الأميركية أثّر أيضًا في معنويات
السوق، لأنه قد يقوّض الطلب على النفط".
وعادة
ما تؤدي تكاليف الاقتراض المرتفعة إلى خفض النمو الاقتصادي والطلب على النفط.
وقد
خفّض المتداولون توقعاتهم بشأن تخفيضات أسعار الفائدة الأميركية، بعد سلسلة من
البيانات القوية، بما في ذلك قراءات مؤشر أسعار المستهلكين ومؤشر أسعار المنتجين،
إذ يتوقعون أن تبدأ دورة التيسير في يونيو، مقارنة ببداية عام 2024 عندما كانت
الرهانات في مارس.
وينتظر
المشاركون في السوق الآن صدور مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات
المتحدة، وهو المقياس المفضّل لدى الاحتياطي الفيدرالي للتضخم، لمزيد من الإشارات
التجارية.
ومن
المتوقع أن يظهر المؤشر، الذي سيصدر اليوم الخميس، ارتفاع الأسعار بنسبة 0.3% على
أساس شهري في يناير.
تتطلع
السوق -أيضًا- إلى التمديد المحتمل لتخفيضات إنتاج النفط الطوعية من أوبك+، التي
حدّت من انخفاضات أسعار النفط الخام في الوقت الحالي.
وقال
المحللان في بنك إيه إن زد (ANZ)، دانييل هاينز وسوني كوماري، في مذكرة
للعملاء: "مع استمرار عدم اليقين في توقعات الطلب، نعتقد أن أوبك+ سيمدد
اتفاق الإمدادات الحالي حتى نهاية الربع الثاني".
وأضاف
المحللون، أن توقعات أسعار النفط تظل دون تغيير، إذ يتوقعون متوسط الأسعار
السنوية لعام 2024 عند 86 دولارًا لبرميل برنت، و81 دولارًا لخام غرب تكساس الوسيط.
وقال
يوشيدا من راكوتين، إنه من المتوقع أيضًا أن يحافظ الصراع في الشرق الأوسط على حد
أدنى لأسعار النفط، بعد أن دعت حركة حماس الفلسطينيين أمس الأربعاء إلى التوجه
للمسجد الأقصى في القدس مع بداية شهر رمضان الشهر المقبل، ما يزيد من المخاطر في
المفاوضات للتوصل إلى هدنة في غزة، التي يأمل الرئيس الأميركي جو بايدن أن تكون
سارية بحلول ذلك الوقت.
لكن
إسرائيل وحماس قللتا من احتمالات التوصل إلى هدنة، وقال وسطاء قطريون إن القضايا
الأكثر إثارة للجدل ما تزال دون حل.