لم يسلم المجرى الملاحي المصري "قناة السويس" أحد اهم الممارات الملاحية في العالم، من تأثيرات هجمات جماعات الحوثي باليمن على السفن العابرة في مياه البحر الأحمر، وذلك تزامنًا مع بداية الحرب الدائرة في قطاع غزة أوائل أكتوبر الماضي.
ومن جهته قال الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، إن الأزمة الملاحية بالبحر الأحمر أكدت أهمية قناة السويس، خصوصاً في ضوء اعتراف الجهات والمؤسسات الدولية بعدم وجود بديل للقناة بين مسارات آسيا وأوروبا وشمال أفريقيا.
وأضاف ربيع، أن هيئة القناة تواصل دعم عملائها في أوقات الأزمات تأكيداً على العلاقة الاستراتيجية بينهما، وذلك عبر تبني حزمة آليات وخدمات بحرية، من شأنها الحد من تداعيات الأوضاع، تشمل تقديم خدمات إصلاح وصيانة السفن بترسانات الهيئة، والتزود بالوقود والمؤن الغذائية والمياه، وخدمات الإسعاف والإنقاذ البحري ومكافحة التلوث.
وكشف رئيس الهيئة، عن أن الخطوط البحرية العالمية أكدت استعدادها للعودة لقناة السويس فور انتهاء الأزمة، مشيراً إلى أن القناة ترحب بعقد شراكات واستثمار الفرص الواعدة التي تطرحها مشروعات وشركات قناة السويس في مجالات الخدمات البحرية واللوجستية.
وتطرق ربيع، إلى أن قناة السويس وضعت أنشطة ومبادئ الاقتصاد الأزرق على قمة أولويات استراتيجيتها الطموح، حين أطلقت في عام 2020 استراتيجية "القناة الخضراء 2030"، حيث تسعى هذه الاستراتيجية إلى التحول لقناة خضراء تسهم في خفض الانبعاثات الكربونية للسفن العاملة بين آسيا وأوروبا، مشيراً إلى نجاح قناة السويس في خفض 55 مليون طن من الانبعاثات الكربونية والحد من استهلاك الوقود بمقدار 17 مليون طن خلال عام 2023.
وتابع رئيس الهيئة أن قناة السويس عكفت في الوقت ذاته على تعزيز استخدامات الطاقة النظيفة في مختلف مرافق ووحدات الهيئة، علاوة على بدء نشاط جديد لجمع مخلفات السفن العابرة لقناة السويس بالشراكة مع شركة "آنتي بوليوشن" اليونانية، لتصبح القناة نموذجاً يحتذى به للممرات الملاحية المستدامة الصديقة للبيئة.
كما أكد رئيس هيئة قناة السويس، الفريق أسامة ربيع، على أن الهيئة تستهدف تنويع مصادر الدخل بإقامة مشروعات لوجيستية وبحرية تخدم حركة التجارة العالمية في المنطقة.
وشدد "ربيع" حرص هيئة قناة السويس على تعزيز علاقات التعاون مع عملائها واستثمار التقارب لفتح آفاق جديدة للعمل، عبر عقد شراكات وجذب الاستثمارات ضمن استراتيجية الهيئة التي تستهدف تنويع مصادر الدخل وعدم الاقتصار على رسوم عبور القناة بإقامة مشروعات لوجيستية وبحرية تخدم حركة التجارة العالمية في المنطقة.
وتتزامن تحركات هيئة قناة السويس لتنويع مصادر الدخل مع تأكيد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم الاثنين الماضي تراجع عائدات قناة السويس بنسبة تراوح بين 40 و50 في المائة منذ بداية العام الحالي، بسبب اضطراب حركة الملاحة في البحر الأحمر نتيجة هجمات المتمرّدين الحوثيين.
وكان الفريق ربيع أعلن في تصريح إعلامي أن إيرادات الممر الملاحي الدولي تراجعت من 804 ملايين دولار سجلت في يناير العام الماضي، إلى 428 مليون دولار خلال الشهر نفسه هذا العام، بعجز نسبته 46 في المائة، عازياً ذلك إلى أزمة الملاحة في البحر الأحمر.
وتشكّل عائدات القناة أحد أبرز مصادر النقد الأجنبي في مصر، إضافة إلى تحويلات المصريين العاملين في الخارج والصادرات والسياحة. وحقّقت القناة في العام المالي 2022-2023 عائدات مالية بلغت 9.4 مليار دولار، وهي أعلى إيرادات سنوية تسجّلها، بزيادة قدرها نحو 35 في المائة عن العام السابق، وفق ما أعلنت الهيئة في يونيو الماضي.