تترقب شركات تصنيع المركبات والآليات بطاريات السيليكون الخاصة بالسيارات الكهربائية، وسط تنافس شديد على تقديم منتجات متطورة وتقنيات حديثة تعتمد على سلاسل توريد مستقرة.
ويأتي استعمال السيليكون بدلًا من الغرافيت، بعد أن شعرت شركات صناعة السيارات في الولايات المتحدة بالقلق، خلال العام الماضي، من جرّاء إعلان الصين قيودًا جديدة على تصدير الغرافيت، المكون الرئيس في بطاريات السيارات الكهربائية.
وبالنظر إلى أن الصين تُعد المورد
الرئيس للغرافيت، يرى المحللون أن هيمنتها على القطاع قد تمثّل مشكلة تقتضي
المعالجة السريعة، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
تُعدّ الشركة الإسرائيلية الناشئة
"ستور دوت" StoreDot أحد الأمثلة الجيدة على التطورات السريعة في مجال بطاريات السيارات
الكهربائية المصنوعة من السيليكون.
وحصلت الشركة على استثمار بقيمة 20
مليون دولار من شركة النفط البريطانية بي بي، في عام 2018، حسبما نشره موقع كلين
تكنيكا (CleanTechnica)، المعني بأخبار التقنية النظيفة والطاقة المستدامة والمركبات
الكهربائية.
ومن بين الشركات الأخرى التي جذبتها
خطة "ستور دوت" لبطاريات السيليكون فائقة الشحن السريع، شركات
"دايملر"، و"فين فاست"، و"فولفو كارز"،
و"بولستار"، و"أولا إلكتريك"، و"سامسونغ"،
و"تي دي كيه".
وبحسب تقنية "ستور دوت"،
يمكن لبطاريات السيارات الكهربائية المصنوعة من السيليكون أن توفر أداءً محسنًا
وشحنًا أسرع من بطاريات الغرافيت التقليدية.
وتهدف شركة "ستور دوت" على
المدى القريب إلى شحن 100 ميل (160.93 كيلومترًا) في 5 دقائق.
وفي غضون عامين تقريبًا، تتوقع الشركة
أن ينخفض شحن بطاريات السيارات الكهربائية لديها إلى 4 دقائق، لتحقيق الهدف
النهائي المتمثل في دقيقتين بحلول عام 2032.
وفي وقت سابق من هذا العام، أعلنت
الشركة بنية جديدة لخلايا البطارية، تهدف إلى تمكين شركات صناعة السيارات من تجميع
خلايا البطارية في حزم بصورة أكثر كفاءة، وهو تحسين يهدف إلى تسريع الإنتاج وخفض
التكاليف.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلنت
"ستور دوت" شراكة إستراتيجية مع شركة تصنيع البطاريات الصينية "إي
في إي إنرجي"، تهدف إلى جلب بطاريات السيليكون "إكس إف سي" إلى
الإنتاج التجاري.
وتصنف شركة "إي في إي"
نفسها على أنها "واحدة من الشركات الـ10 الرائدة في مجال بطاريات السيارات
الكهربائية في العالم، وتتوسع عالميًا، وتتمتع بعلاقات وثيقة مع العديد من شركات
تصنيع السيارات الرائدة في العالم، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
في وقت سابق من الأسبوع الماضي، ترددت
أنباء عن أن الشركة العالمية الرائدة "فيروغلوب"
Ferroglobe قد تعاونت مع شركة كورشل Coreshell الأميركية
المبتكرة للبطاريات، لتطوير بطاريات السيليكون وإنتاجها في الولايات المتحدة.
وتتوقع فيروغلوب وكورشل إنتاج أول
سيليكون معدني جاهز للبطارية، لتطوير بطاريات سيارات كهربائية منخفضة التكلفة
وعالية المدى، بما يتوافق مع قانون خفض التضخم الأميركي، حسبما نشره موقع كلين
تكنيكا (CleanTechnica)، المعني بأخبار التكنولوجيا النظيفة والطاقة المستدامة والمركبات
الكهربائية.
وينضم هذا المزج إلى تقنيات بطاريات
السيارات الكهربائية المملوكة لشركة كورشل مع عملية تنقية السيليكون منخفضة
التكلفة لدى شركة "فيروغلوب".
وأوضحت الشركتان أن "هذه
الابتكارات تتيح، لأول مرة، تطوير بطاريات أيونات الليثيوم مع أنودات السيليكون
المعدنية السائدة، التي تلبي متطلبات المنتج مدى الحياة عبر مجموعة من التطبيقات".
وقال الرئيس التنفيذي لشركة كورشل،
جوناثان تان، في بيان صحفي: "يخزن السيليكون 10 أضعاف طاقة الغرافيت، وهو
متوفر بكمية ونوعية كافية".
وأوضح أنه "المسار الوحيد القابل
للتطبيق لبطاريات السيارات الكهربائية طويلة المدى ومنخفضة التكلفة التي يمكن
توسيع نطاقها بسرعة باستعمال سلسلة توريد محلية بنسبة 100%".
وأضاف: "نحن نعمل على تبسيط السيليكون
وتقليص التكاليف، حتى نتمكن من توفير بطاريات سيارات كهربائية طويلة المدى بأقل
تكلفة في الوجود".