الأثنين 23 ديسمبر

سيارات

منظومة القيادة الذاتية تضع تيسلا في مرمى الانتقادات


منظومة القيادة الذاتية في سيارات تيسلا

يبدو أن الجهات التنظيمية الأميركية المعنية بالسلامة المرورية لديها شكوك حول مستويات الأمان في منظومة القيادة الذاتية بسيارات تيسلا الكهربائية، بعد سلسلة جديدة من حوادث هذه السيارات على الطرق.

وقالت الإدارة الأميركية للسلامة المرورية على الطرق السريعة (NHTSA)، إنها بدأت تحقيقًا جديدًا يتعلق بمدى الأمان المُتحقق بمنظومة القيادة الذاتية في السيارات الكهربائية التابعة لتيسلا بعد تلقيها تقارير عن 20 حادثة شملت مركبات حُدِّثت برامج القيادة الذاتية بها بموجب آخر استدعاء قامت به الشركة، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وأكدت إدارة السلامة المرورية الأميركية، أن التحقيق يتضمن التدقيق في مدى كفاية الخطوة التي اتخذتها تيسلا في ديسمبر 2023، لاستدعاء أكثر من مليوني سيارة لإضافة تحديثات أكثر أمانًا إلى منظومة القيادة الذاتية بسياراتها.

قالت الإدارة الأميركية للسلامة المرورية على الطرق السريعة، إنه ينتابها مخاوف بعد استقبالها التقارير الخاصة بالحوادث الـ20 الجديدة، فضلًا عن وجود شكوك من جانبها حول نتائج الاختبارات الأولية التي أجرتها الهيئة على المركبات التى جرى إدخال تحديثات عليها، وفقًا لما نشرته وكالة رويترز، في 26 أبريل 2024.

ويغطي التحقيق الجديد طرازات: واي، وإكس، وإس، وثري، ومركبات سايبر ترك في الولايات المتحدة الأميركية المُزودة بمنظومة القيادة الذاتية، وبالتحديد الطرازات المُنتجة بين عامي 2012 و2024.

وقالت الهيئة أيضًا، إنها أغلقت تحقيقها في الخلل الذي استمر لقرابة 3 سنوات في منظومة القيادة الذاتية بسيارات تيسلا، مؤكدة أنها اكتشفت ما وصفته بـ"فجوة أمنية خطيرة" في المنظومة.

وأوضحت أنه خلال تحقيق السلامة الخاص بمنظومة القيادة الذاتية للسيارات التابعة لتيسلا -الذي أُطلق في أغسطس 2021- حُدد ما لا يقل عن 13 حادثة تصادم خاصة بالشركة المملوكة لرجل الأعمال إيلون ماسك، ما أدى إلى وفاة شخص واحد على الأقل، فضلًا عن العديد من الحوادث الأخرى التي تسببت في إحداث إصابات خطرة، لعبت فيها الفجوة الأمنية المُشار إليها دورًا كبيرًا.

كما رصدت الهيئة الأميركية تقارير عن 54 إصابة خطيرة في حوادث منظومة القيادة الذاتية بسبب الفجوة الأمنية، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

دخل المُشرّعون الأميركيون على خط المواجهة، إذ أصدر عضوا مجلس الشيوخ الأميركي، إد ماركي، وريتشارد بلومنثال، تحذيرات تستهدف منع تيسلا من استعمال منظومة القيادة الذاتية على الطرق غير المخصصة لها، كما طالبا إدارة السلامة المرورية على الطرق السريعة باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمنع هذه المركبات من "تعريض الأرواح للخطر".

وأثارت الهيئة الأميركية مخاوف أخرى من أن استعمال منظومة القيادة في السيارات التابعة لتيسلا "قد يدفع السائقين إلى الثقة المفرطة".

وفي فبراير الماضي، قالت منظمة كونسيومر ريبورتس (Consumer Reports)، وهي منظمة بحثية غير ربحية، إن اختبارها للتحديثات التي جرت على منظومة القيادة الذاتية للسيارات التي استُدعيت في ديسمبر، وجدت أن هذه التحديثات لم تعالج بصورة مناسبة العديد من مخاوف السلامة التي أثارتها الإدارة الأميركية للسلامة المرورية، وحثت الهيئة على مطالبة شركة تيسلا باتخاذ "خطوات أكثر جدوى".

تجدر الإشارة إلى أن تيسلا تواجه تحديات كبيرة في السوق الأميركية والعالمية، جعلتها تفتتح العام الجاري (2024) بتحقيق خسائر كبيرة، كما أنها اضطرت إلى تخفيض أسعار سياراتها بسبب ضعف الطلب عليها.

ورصدت منصة الطاقة المتخصصة أن الشركة الأميركية تُخطط لتسريح 693 موظفًا في منشآتها بولاية نيفادا، بوصفه جزءًا من خطتها لخفض أكثر من 10% من قوتها العاملة العالمية وسط انخفاض المبيعات وارتفاع المنافسة، بحسب ما نشرته رويترز.

وكانت تيسلا قد أعلنت في وقت سابق من شهر أبريل 2024 أنها ستسرّح ما يزيد على 6 آلاف موظف في مصانعها بولايتي تكساس وكاليفورنيا.

تجدر الإشارة إلى أن عدد الموظفين العالميين للشركة قد بلغ أكثر من 140 ألفًا في أواخر عام 2023، وفقًا لبيانات الحكومة الأميركية.