أعربت بيلاروسيا اليوم الثلاثاء عن استعدادها لنقل التكنولوجيا الى مصر في مجال الصناعات الثقيلة، ومساعدة مصر في جهودها لتوطين الصناعة، فضلا عن إقامة مجمعات لتخزين الحبوب في مصر.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء البيلاروسي رومان جولوفيتشينكو خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء عقب محادثاتهما في مقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، والتي حضرها عدد من الوزراء والمسئولين.
وقال جولوفيتشينكو إن هذه الزيارة تمثل خطوة جادة لتعميق التعاون بين البلدين، مشيرا إلى أن مصر وبيلاروسيا حققتا العديد من الإنجازات في مجال التعاون التجاري، على الرغم من العوائق وعدم الاستقرار في العديد من المناطق حول العالم، بالإضافة إلى ما يتعلق بالمشكلات المالية والاقتصادية التي أثرت بشكلٍ كامل على العلاقات الاقتصادية مع دول عديدة.
وتابع أنه تم اليوم توقيع العديد من مذكرات التفاهم المهمة في تطوير العلاقات وتعزيز التعاون، مشيرا إلى أننا بدأنا العمل المشترك الدءوب للتعاون في المجال الصناعي، وخاصة الصناعات التكميلية وتجميع المُعدات الثقيلة، وذلك اعتماداً على مصانع الجرارات الزراعية، مؤكداً سيتم العمل على توسيع نطاق هذا التعاون في مجالات عدّة.
وأشار إلى أنه تم خلال السنوات العشر المنقضية، توريد أكثر من 40 ألف جرار زراعي إلى السوق المصرية، مؤكدًا استعداد بلاده توسيع هذا التعاون، ليس فقط في مجال الجرارات الزراعية، ولكن أيضًا في مختلف المجالات المتعلقة بالآلات الزراعية والنقل الثقيل ومعدات البناء والإنشاء، وتوطينها في السوق المصرية، ليس ذلك فحسب، بل إعادة تصديرها من خلال مصر إلى السوق الإفريقية.
وقال أيضا : نحن على استعدادٍ لنقل التكنولوجيا إلى مصر، وتوطين تلك الصناعات وتوسيعها، فضلًا عن توسيع قائمة المنتجات، بما يسمح بزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين.
ولفت رئيس الوزراء البيلاروسي إلى أن التعاون في المجال الزراعي بشكل خاص، يُعد تعاوناً هامًا وحيويًا ضمن بنود أجندة التعاون بين الدولتين، قائلا: نحن نتعاون بشكلٍ مُكثف في هذا المجال، وتود بيلاروسيا أن تكون لها مجمعات لتخزين الحبوب في مصر، وأن يتم أيضًا التصنيع المشترك للأعلاف والمنتجات الزراعية والغذائية داخل مصر، وهي أحد أهم تلك الصناعات في الاتحاد الأوراسي، موضحًا تفوُّق بيلاروسيا في هذ المجال.
ومن جانبه، أكد مدبولي أن العلاقات المصرية البيلاروسية الوثيقة تمتد إلى كافة المجالات التجارية والصناعية والاستثمارية والسياحية، حيث أن الإمكانات البيلاروسية في إنتاج المعدات والميكنة الزراعية والجرارات معروفة في كافة ربوع الريف المصري، كما تُساهِم جهود البلدين في زيادة معدلات التصنيع المشترك في هذا المجال وغيره من المجالات التقليدية والمستحدثة سواءً بسواء، فضلاً عما توفره مصر من مزايا وحوافز يمكن الاستفادة منها من جانب المستثمرين البيلاروسيين.
وأضاف أن الوفد المرافق لرئيس وزراء بيلاروسيا، والذي يضم مديرين تنفيذيين للعديد من الشركات البيلاروسية المرموقة، يعكس ما تتطلع إليه مصر من دعم لدور القطاع الخاص، كقاطرة للتنمية، ومن هنا، قال إننا نتطلع لعقد منتدى رجال الأعمال المشترك على هامش الزيارة.
كما أعرب مدبولي عن ترحيبه بالسياح البيلاروس الوافدين إلى مصر، وتحديداً إلى المدن الساحلية على البحر الأحمر، خاصة أن مصر تزخر بالعديد من المواقع الأثرية والسياحية الجديرة بالاهتمام، متطلعا في هذا السياق إلى زيادة معدلات السياحة البيلاروسية الوافدة إلى البلاد، وكذلك السياحة المصرية إلى بيلاروسيا.
وأكد رئيس الوزراء أن التبادل السياحي والاستثماري بين مصر وبيلاروسيا يجب أن يكون مُحفِزاً كذلك لزيادة معدلات التبادل التجاري بين البلدين الصديقين، حيث انها لا ترقى حتى الآن، للمستويات المرجوَة أو تُحقِق الاستفادة القصوى من الموقع الجغرافي المُتميِز لمصر وشراكاتها التجارية المتعددة في المنطقة العربية والقارة الأفريقية، فضلاً عن الموقع المُتميِز لبيلاروسيا وعضويتها كأحد مُؤسِسي الاتحاد الاقتصادي الأوراسى.
ونوه رئيس الوزراء إلى أن جلسة المباحثات الثنائية التي اختتمت منذ قليل تطرقت إلى سبل تعزيز التبادل التجاري والاستثماري، وكيفية حل وإزالة التحديات التي من الممكن أن تواجه الجانبين، وذلك بما يسهم في زيادة حجم التبادل التجاري، لا سيما في مجالات الصناعات الغذائية والدوائية، وأيضاً الصناعات الثقيلة.