في رحاب معرض أبوظبي الدولي للكتاب يطِلّ "كليلة ودمنة" على جمهور القرّاء مجددا تحت عنوان "كتاب العالم"، بسرديّته التي تتجاوز حاجز الزمن، وتدور في فلك الحكايات الخرافية والعبر الأخلاقية الصالحة لكلّ وقت وأرض، ولم يأتِ اختيار "كليلة ودمنة" عبثيّاً، بل لأنّه يجسّد حالة سامية تهدف إلى الإصلاح الاجتماعي، وينتمي إلى جنس أدبيّ يسمى "مرآة الأمراء" ويقوم على تربية ملوك المستقبل، من خلال إسداء النصائح على لسان شخصيات ينتمي بعضها للبشر
في رحاب معرض أبوظبي الدولي للكتاب يطِلّ "كليلة ودمنة" على جمهور القرّاء مجددا تحت عنوان "كتاب العالم"، بسرديّته التي تتجاوز حاجز الزمن، وتدور في فلك الحكايات الخرافية والعبر الأخلاقية الصالحة لكلّ وقت وأرض، ولم يأتِ اختيار "كليلة ودمنة" عبثيّاً، بل لأنّه يجسّد حالة سامية تهدف إلى الإصلاح الاجتماعي، وينتمي إلى جنس أدبيّ يسمى "مرآة الأمراء" ويقوم على تربية ملوك المستقبل، من خلال إسداء النصائح على لسان شخصيات ينتمي بعضها للبشر والبعض الآخر للحيوانات.
وتأتي مبادرة "كتاب العالم" للمرة الأولى في الدورة الحالية للمعرض، ترسيخاً للإرث الثقافي العالمي، حيث سيتمّ سنويّاً اختيار واحد من بين الكتب الأكثر تأثيراً في الوعي الإنساني، بناءً على معايير نقدية عدّة.
وفي جلسة حملت عنوان "كليلة ودمنة: من المخطوطات إلى القراءات الأدبية الحديثة" ناقش المعرض تفاصيل متعلّقة بخصوصية الكتاب، وكيفية توظيف الخرافة لتعزيز قيم الفضيلة ، أدارها الإعلامي حسن الشاذلي، بحضور كلّ من الدكتور محمد سليمان، رئيس قطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية، والكاتب والناقد الصحافي إيهاب الملاح، الباحث المتخصص بالتراث والتاريخ الثقافي، والمؤلفة والباحثة المتخصصة الدكتورة شهرزاد العربي.
واتّفق الباحثون الثلاثة على كون النسخة العربية لعبد الله ابن المقفع هي الأصل الذي نقلت عنه كل الترجمات الأخرى، وأن الكتاب، الذي بقي محلّ اهتمام العديد من المنظرين، يتقاطعُ مع المعارف والعلوم المختلفة في الاجتماع والسياسة والأسلوب السردي الخالص الذي يعتمد عليه، وهو ما يجعل تأويله بشكلٍ واحدٍ صعباً، ويضع الباحثين في مواجهة إسقاطات عدة، جميعها صحيحة، الأمر الذي يمنح الكتاب صفة الاستمرارية