كشفت مجموعة "مرسيدس-بنز" في عام 2021 عن سيارة السيدان الكهربائية الفاخرة "إي كيو إس" (EQS)، وتفاخر المديرون حينها بتصميمها الانسيابي الجذري، واعتبروها أهم ما أطلقته الشركة منذ عقود. شارك المخرج جيمس كاميرون والمغنية أليشيا كيز في الإطلاق وأشادوا بالسيارة التي يتخطى سعرها حاجز الـ100 ألف دولار.
بعد ثلاث سنوات، تواجه السيارة الفاخرة من الفئة "إس" شبح الفشل الذريع، وقد تتحول إلى واحدة من أسوأ إخفاقات الشركة على الإطلاق، إذ ساهمت عيوب واضحة في تصميم السيارة بقرار "مرسيدس" التراجع عن هدفها المتمثل في التحول لبيع السيارات الكهربائية فقط بحلول عام 2030.
تعثر شركة صناعة السيارات الألمانية
يُبرز المخاطر التي تواجهها شركات صناعة السيارات الفاخرة في محاولتها منافسة
"تسلا" وشق طريق لنفسها وسط عملائها المحافظين الذين اعتادوا السيارات
التي تعمل بالوقود. كذلك يسلط هذا التعثر الضوء على الحاجة الملحة لإيجاد طرق أفضل
للحفاظ على قيمة إعادة بيع السيارات الكهربائية.
لطالما اعتمد الزعماء السياسيون ورجال
الأعمال على سيارات مرسيدس الفخمة من الفئة "إس" ذات التصميم الواسع
لعقود من الزمن، وحظيت السيارة بشعبية خاصة في صفوف النخبة الصينية. ومع ذلك،
اختارت "مرسيدس" تصميماً أقل تقليديةً لسيارة "إي كيو إس"
الكهربائية بالكامل، والتي تم بناؤها على أسس تقنية تم تطويرها خصيصاً للسيارات
الكهربائية. لم يقتصر الأمر على أن التصميم الانسيابي - الذي قارنته الشركة بطريقة
غير متواضعة بالقطار السريع ووصفه النقاد بأنه يشبه حبة حلوى جيلي - يساعد على
تقليل مقاومة الهواء وتعزيز الكفاءة ومدى القيادة فحسب، بل سيجعل "إي كيو
إس" أيضاً مميزة بوضوح عن السيارات التي تعمل بمحركات احتراق. حتى أن
"مرسيدس" تخلت عن نجمة الشركة المألوفة ذات الثلاث نقاط على غطاء
المحرك، واستبدلتها بشعار مدمج في لوحة أمامية سوداء أنيقة.
مع ذلك، ومع مرور الوقت، اتضح أن
قرارات التصميم هذه كانت خاطئة. لا يهتم عملاء "مرسيدس" المدللون كثيراً
بمدى القيادة ومقاومة الهواء بقدر اهتمامهم بالفخامة وتوفير مساحة كافية للاسترخاء
في المقاعد الخلفية، وهو ما يرى النقاد أن التصميم الخلفي على شكل كوبيه فشل في
توفيره.
على الرغم من بعض التقنيات المذهلة -
كشاشة العرض العملاقة "هايبرسكرين" التي تمتد على كامل عرض لوحة القيادة
- إلا أنني أميل إلى الاتفاق على أن السيارة لا تبدو مهيبةً مثل الفئة
"إس" المعتادة.
وفقاً للتقرير السنوي لشركة
"مرسيدس"، انخفضت مبيعات سيارة السيدان الكهربائية الفاخرة "إي كيو
إس" بنسبة 40% العام الماضي لتصل إلى 14,100 وحدةٍ فقط. فشلت تخفيضات الأسعار
في الصين، وعروض التأجير المخفضة في الولايات المتحدة بشكل كبير في تنشيط الطلب،
بل على العكس، قوضت استراتيجية الشركة التي تركز على القيمة العالية بدلاً من حجم
المبيعات. تجاوزت عمليات تسليم الفئة "إس" التي تعمل بمحركات احتراق
الوقود نظيرتها الكهربائية بأكثر من ست مرات.
حاول كالينيوس، الرئيس التنفيذي لشركة
"مرسيدس"، بث التفاؤل في صفوف المستثمرين في فبراير الماضي، مؤكداً في
تصريحات على سعادة العملاء بسياراتهم الجديدة. رغم ذلك، فإن إعلان الشركة الأخير
عن إجراء تحسينات كبيرة على السيارة الكهربائية الفاخرة يكشف قصة أخرى. بالإضافة إلى
بطارية أكبر، تشمل هذه التحديثات التي تركز على "تعزيز المكانة
الاجتماعية" للسيارة بشبكة مبرد أكثر تقليدية مع قضبان مطلية بالكروم، ونجمة
بارزة على غطاء المحرك، بالإضافة إلى خيارات جديدة للمقاعد الخلفية لتوفير راحة
أكبر للركاب. ساهمت التكاليف المرتبطة بهذه التحديثات في انخفاض حاد في ربحية قسم
السيارات لدى "مرسيدس" في الربع الأول، إذ انخفضت مبيعات الشركة من
السيارات الكهربائية بالكامل بنسبة 8% مقارنة بالعام السابق.