تستعد شركة مرسيدس-بنز الألمانية (Mercedes-Benz) لإطلاق عدد كبير من الطرازات الجديدة التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي، في اعتراف بفشل خطتها لإطلاق السيارات الكهربائية.
ووفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، سيشهد هذا الاندفاع في الإنتاج على مدى العامين أو الـ3 أعوام المقبلة تحول الشركة إلى إنفاق المزيد على مجموعتها المربحة من المركبات التي تعمل بحرق الوقود.
وقلّصت شركة تصنيع السيارات الفاخرة
خططها للكهرباء في الأشهر الأخيرة، مع تباطؤ الطلب على السيارات الكهربائية.
لكن مرسيدس تأخرت -أيضًا- عن منافستها
بي إم دبليو (BMW)، لأن تشكيلة الطرازات الكهربائية أبعدت المشترين بسبب الأسعار
المرتفعة والتصميمات التي خلقت خلافات عديدة.
وانخفضت مبيعات الشركة من السيارات
التي تعمل بالبطاريات بنسبة 9% خلال الربع الأول من 2024 إلى 50 ألفًا و500 وحدة،
في حين ارتفعت تسليمات منافستها بي إم دبليو إلى 82 ألفًا و700 مركبة.
قال الرئيس التنفيذي لشركة مرسيدس،
أولا كالينيوس، إن المشترين رفيعي المستوى، على وجه الخصوص، "يستمرون في
الوصول إلى سياراتنا ذات محركات الاحتراق عالية التقنية".
وأضاف: "نحن بحاجة إلى المرونة
لمدّة أطول، حتى الثلاثينيات من القرن الحالي"، مع الحفاظ على هدف الشركة
المتمثل في أن تكون محايدة للكربون بحلول عام 2039، وفق التصريحات التي اطّلعت
عليها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة بلومبرغ.
وشدد كالينيوس على التزام الشركة
"بتقديم إصدارات كهربائية من المجموعة بأكملها هذا العقد، ولكن يتعين علينا
أن نضمن أن تظل سياراتنا ذات محركات الاحتراق قادرة على المنافسة".
وستطلق مرسيدس جيلها القادم من
المركبات المبنية على أسس جديدة في العام المقبل (2025)، بدءًا من سيارة "سي
إل إيه" كوبيه ذات المستوى المبتدئ، ولاحقًا سيارة "جي إل بي"
الرياضية متعددة الأغراض.
وتخطط شركة صناعة السيارات -أيضًا-
لطرح نسخة كهربائية مدمجة من "جي-فاغون" في عام 2026، في حين ستكون
"سي إل إيه" متاحة في إصدارات تعمل بالبطارية ومحركات الاحتراق.
ويواجه التحول إلى السيارات
الكهربائية تحديات بسبب التوترات الجيوسياسية؛ إذ من المقرر أن يضفي الاتحاد
الأوروبي الطابع الرسمي على التعرفات الجمركية المؤقتة على السيارات الكهربائية
المصنوعة في الصين هذا الأسبوع، مع ارتفاع الرسوم إلى ما يصل إلى 48%.
وقال كالينيوس، إنه في حالة المضي
قدمًا في الرسوم، فإن نماذج "سمارت" التي يصنعها مشروع مشترك بين مرسيدس
وجيلي (Geely) في الصين ستجذب تعرفة بنسبة 20%، بالإضافة إلى الـ10% الحالية.
وتابع: "عندما تستفيد من الأسواق
المفتوحة كما فعلت ألمانيا منذ عقود، فليس من المنطقي إثارة صراع تجاري محتمل..
نحن نصنع سيارة سمارت في الصين مع شريكنا جيلي، ومن ثم نستورد السيارات إلى أوروبا
على نطاق واسع".
في هذا السياق، فشلت سيارة إي كيو إس
الكهربائية -التي وُصفت بأنها واحدة من أهم عمليات الإطلاق منذ عقود، عندما
قدّمتها مرسيدس في عام 2021-، وسط انخفاض المبيعات.
وأدى السقف المائل لسيارة السيدان
التي تبلغ قيمتها 109 آلاف و500 يورو (117 ألفًا و100 دولار) إلى زيادة
الديناميكيات الهوائية لأقصى حدّ، ولكنه يضيق على بعض عملاء المقاعد الخلفية؛ وهي
مشكلة في الصين، حيث يمتلك العديد من مالكي السيارات سائقين.
كما غاب عن العملاء في هذه السوق
-أيضًا- تفاصيل خاصة، مثل النجمة الثلاثية المميزة لمرسيدس على غطاء المحرك.
وأسهم تراجع المبيعات في قرار مرسيدس
بالتراجع عن هدفها المتمثل في بيع السيارات الكهربائية فقط حيثما أمكن ذلك بحلول
عام 2030، وهدفها الجديد هو أن تكون نصف المبيعات تقريبًا كهربائية بحلول ذلك
الوقت.
وبالمثل، غيّر المنافسون، بما في ذلك
شركة أودي (Audi) التابعة لشركة فولكسفاغن (Volkswagen) وشركة جاغوار لاند روفر (Jaguar Land Rover) التابعة لشركة تاتا موتورز (Tata Motors)، خطتهم، في الوقت الذي تعاني فيه شركة تيسلا الأميركية الرائدة (Tesla) من تراجع عمليات
التسليم.
كما أدى الطلب الفاتر إلى تحديثات
مكلفة في التصميم، إذ تٌعِدّ مرسيدس سيارة "إي كيو إس" المحسّنة للعام
المقبل (2024)، مع المزيد من وسائل الراحة في المقعد الخلفي وعودة النجمة الثلاثية
إلى غطاء المحرك.
خلال الربع الأول من 2024، أدى ارتفاع
الإنفاق على ما أطلقت عليه الشركة "إدارة دورة الحياة" إلى تباطؤ جزئي
في العائدات، التي انخفضت إلى 9% من 14.5% في العام السابق
(2023).