الثلاثاء 24 ديسمبر

سيارات

انقسام أوروبي واسع بسبب السيارات الكهربائية الصينية


السيارات الكهربائية الصينية

احتدمت الحرب التجارية بين الغرب والصين في سوق السيارات الكهربائية، وبدا واضحاً أن هذه السوق هي إحدى ساحات الصراع العالمية بين الطرفين، في الوقت الذي تسعى فيه بكين للهيمنة على صناعة السيارات الكهربائية في العالم، وبدأت مركباتها الرخيصة تغزو كل مكان في العالم.

وقال مدير مركز إدارة السيارات في جامعة Loughborough، جيم ساكر إن شركة "بي واي دي" افتتحت مصنع في تركيا لتجنب الرسوم الجمركية، مضيفا أن أوروبا منقسمة بسبب السيارات الكهربائية الصينية.

وفي شهر مايو الماضي، وكجزء من حملة أوسع ضد التكنولوجيا الصينية، فرضت الولايات المتحدة رسوماً بنسبة 100% على المركبات الكهربائية الصينية، أما في الثاني من يوليو الحالي فأطلقت كندا مشاورات حول ما سمّته "الممارسات التجارية الصينية غير العادلة" في صناعة السيارات الكهربائية، في مؤشر واضح على القلق الغربي المتزايد من هذه الصناعة.

وبعد ثلاثة أيام، دخلت تعرفة ضريبية مؤقتة تصل إلى 37.6% على المركبات الكهربائية الصينية حيز التنفيذ في الاتحاد الأوروبي. وفي العاشر من يوليو الحالي أشارت وزارة التجارة الصينية إلى أنها لن تتوقف عن الهجوم، وقالت إنها ستدرس ما إذا كانت التعريفات الجمركية التي يفرضها الاتحاد الأوروبي تخلق حواجز أمام التجارة الحرة.

وقال تقرير نشرته مجلة "إيكونوميست"، إن شركات السيارات الغربية التي لديها شراكات كبيرة في الصين تخشى من الوقوع في مرمى النيران المتبادلة بين الطرفين، وتخشى أن تصبح ضحية لهذه الحرب التجارية.

ويشير التقرير إلى أن السلطات الصينية طلبت من الوكالات الحكومية إزالة البرامج والأجهزة التي تصنعها الشركات الأميركية مثل "آي بي إم" و"مايكروسوفت" و"أوراكل"، وذلك ظاهرياً لأسباب تتعلق بالأمن القومي، كما تلقى بعض المسؤولين في بكين أوامر بعدم شراء أجهزة هواتف "آيفون" من شركة "أبل" الأميركية.

وتقول "إيكونوميست" إن الهدف الأكثر وضوحاً للصين في هذه المواجهة هو شركة "تسلا"، حيث تتمتع الشركة الأميركية الرائدة في مجال السيارات الكهربائية بحضور كبير في الصين، وتتنافس باستمرار مع المنافس المحلي وهو شركة (Byd) لتكون أكبر صانع للسيارات التي تعمل بالبطاريات في العالم. ومع ذلك، وبعيداً عن كونها الخاسر الأكبر من الخلاف الجمركي يبدو أن شركة تسلا تحقق فوزاً تلو الآخر في الصين.

ويلفت تقرير المجلة الأميركية الى أن رئيس "تسلا" إيلون ماسك أبرم في أبريل الماضي صفقة لاستخدام بيانات الخرائط الخاصة بشركة محلية في نظام جديد للقيادة الذاتية.

وفي يونيو الماضي حصلت شركة "تسلا" على الموافقة لاختبار مثل هذا النظام في شنغهاي. والأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن حكومة مقاطعة جيانغسو أضافت شركة تسلا هذا الشهر إلى قائمتها الرسمية للموردين، وذلك على الرغم من التقارير السابقة التي تفيد بحظر استخدام سيارات تسلا في أماكن حساسة مثل المطارات لأن أجهزة الاستشعار الخاصة بها تلتقط الكثير من المعلومات.

وتقول "إيكونوميست" إنه من غير الواضح لماذا تبدو شركة "تسلا" محصنة من هذا الصراع التجاري بين الصين والغرب، حيث يشير التقرير إلى أنه "ربما نجح ماسك في إقناع لي تشيانج، رئيس وزراء الصين، بأن سيارات تيسلا لا تشكل تهديداً أمنياً عندما التقى الاثنان في أبريل الماضي في بكين. أو كما يشتبه بعض المطلعين على بواطن الأمور المقربين من مصنع تسلا في شنغهاي، قد تكون نجاحات الشركة مرتبطة بالصداقة الأخيرة بين ماسك ودونالد ترامب، الذي يبدو أنه من الأرجح أن يعود إلى البيت الأبيض بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر، وإذا أصبح رئيس شركة السيارات مستشاراً رئاسياً، كما يتوقع البعض، فقد يتمكن من إقناع الرئيس الأميركي الذي يهاجم الصين بتعديل موقفه.