الجمعة 22 نوفمبر

سيارات

شركة صينية لانتاج السيارات الكهربائية تبدأ إجراءات الإفلاس


الأزمات تلاحق شركات السيارات الكهربائية

بدأت وحدة لإنتاج السيارات الكهربائية في إحدى الشركات الصينية العملاقة إجراءات إعلان إفلاسها؛ ما يمثل إشارة إشارة سلبية في الدولة صاحبة ثاني أكبر اقتصاد عالمي، التي تعاني تباطؤ النمو منذ وباء كوفيد-19.

وقالت مجموعة إيفرغراند العقارية الصينية العملاقة، التي كان تعثُّرها خلال العامين الأخيرين من أهم الأنباء الدالة على أزمة في الاقتصاد العالمي، إن اثنتين من شركاتها التابعة لإنتاج تلك المركبات أفلستا بسبب أزمات متلاحقة؛ ما يعني تأزم الوضع في صناعة المركبات الكهربائية أيضًا.

وأشارت إيفرغراند إلى أن إجراءات إفلاس ذراعيها لإنتاج السيارات الكهربائية قد بدأت يوم الجمعة 2 أغسطس/آب 2024، بحسب إعلانها اليوم الإثنين 5 أغسطس/آب 2024، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتعمل إيفرغراند الصينية في 8 قطاعات صناعية وخدمية، أهمها النشاط العقاري، وبدأت العمل قبل نحو 27 عامًا، وفي منتصف يونيو/حزيران 2023 بدأت علامات التعثر على الشركة، وبلغت محفظة ديونها أكثر من 320 مليار دولار أميركي، ووُضع رئيسها هوي يا كان قيد الإقامة الجبرية، في سبتمبر/أيلول 2023.

وأشارت تقديرات سابقة إلى أن أنشطة المجموعة العقارية ترتبط بـ30% من الناتج المحلي الصيني، لذلك كان لمشكلاتها تأثير سلبي في الاقتصاد الكلي للبلاد.

كانت أزمة الديون سببًا رئيسًا بتعثر وحدة السيارات الكهربائية في إيفرغراند الصينية، إضافة إلى تعثّر الشركة الأم.

وقالت الشركة في 28 يوليو/تموز 2024، إن الدائنين تقدموا بطلب إلى المحكمة لإعلان إفلاس شركتي "إيفرغراند نيو إنرجي فيكل" Evergrande New Energy Vehicle و"إيفرغراند سمارت أتوموتيف" Evergrande Smart Automotive.

وفي يونيو/حزيران الماضي، قالت وحدة السيارات الكهربائية في إيفرغراند الصينية إنها تعاني أزمة حادة في التمويل، خلال وقت يحل فيه موعد سداد التزامات الدائنين، إضافة إلى أن الحكومة طلبت استرداد مبالغ قيمتها 1.9 مليار يوان (266 مليون دولار)، كانت قد حصلت عليها في صورة حوافز ودعم.

كما تواجه الشركة مشكلة خسارة حقها في بعض الأراضي التي أُقيمت عليها مصانعها، حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ، اليوم الإثنين 5 أغسطس/آب 2024.

وفي مايو/أيار الماضي، قالت إيفرغراند الصينية إن وحدة السيارات الكهربائية توصّلت إلى اتفاق لبيع 29% من أسهمها؛ ما قفز بسعر سهمها إلى الضعف، لكن منذ ذلك الوقت لم يُعلن اسم المشتري، أو أي تفاصيل إضافية عن الصفقة.

ويمثل إفلاس وحدة السيارات الكهربائية في إيفرغراند الصينية سقوطًا صارخًا لطموحات مؤسس المجموعة الأم هوي كا يان، الذي يقبع الآن في السجن.

وكان يان قد وعد بالسيطرة على سوق السيارات الكهربائية العالمية، وأخذ زمام القيادة من شركة تيسلا الأميركية، خلال 3-5 سنوات.

وفي 2021، شهدت أسهم وحدة السيارات الكهربائية في إيفرغراند الصينية ارتفاعًا هائلًا تجاوزت به قيمة شركتي فورد موتور وجنرال موتورز الأميركيتين، رغم عدم بيع أي مركبة تحمل علامتها التجارية في ذلك الوقت.

لم يكن إفلاس وحدة السيارات الكهربائية في إيفرغراند الصينية، أولى أزمات القطاع الذي يعاني منذ العام الماضي، انتكاسة واضحة للهرولة نحو كهربة قطاع النقل.

وأظهر تقرير تحليلي حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- انخفاض مبيعات السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة وأوروبا دون التوقعات لعام 2024 بنسبة كبيرة؛ ما دفع الحكومات والمنتجين إلى تقليص الاستثمارات، والتركيز على المركبات الهجينة القابلة للشحن وغيرها.

ومن أبرز المشكلات التي تواجه القطاع، ارتفاع التكلفة ونقص البنية التحتية للشحن وهيمنة الصين على سلاسل التوريد.

كما أثر رفع أسعار الفائدة في أوروبا وأميركا إلى الحد من التمويل الموجه، ودفع الشركات المصنعة للمعدات الأصلية إلى التحوّل للسيارات الهجينة وتأخير أهداف السيارات الكهربائية بسبب تشبع السوق.

وتوالت قرارات تأجيل بناء المصانع أو التوسعات من كبريات الشركات العالمية، في 2024، مثل فورد التي كانت تستهدف إنتاج 600 ألف سيارة كهربائية، وخفّضت جنرال موتورز هدفها بمقدار 50 ألف وحدة.

وأرجأت شركة يوميكور البلجيكية (Umicore) بناء مصنع لمواد الكاثود بقيمة 2.8 مليار دولار كندي (مليارَي دولار) في كندا، وتوقعت عامين آخرين من الخسائر في قسم مواد البطاريات.