قررت شركة هيونداي موتور بشكل مفاجيء الاتجاه نحو مضاعفة إنتاج طرازاتها من السيارات الهجينة، والكهربائية الجديدة ذات المدى الواسع (EREV)، بحلول عام 2030.
وجاء القرار ردًا على تباطؤ وركود
الطلب على السيارات الكهربائية عالميًا في الآونة الأخيرة، وسط توقعات المحللين
بأن التحول إلى تلك السيارات سيكون أبطأ وأكثر تكلفة مما كان متوقعًا في السابق.
ودفع تباطؤ الطلب على السيارات
الكهربائية إلى تخفيض عدد من الشركات استثماراتها، وأبرزها فورد الأميركية التي
أعلنت في يناير خفض استثماراتها في إنتاج البطاريات.
وترى وكالة الطاقة الدولية أن مبيعات
السيارات الكهربائية تتزايد على مستوى العالم، إلّا أنها تظل مركّزة بشكل كبير في
عددٍ قليل من الأسواق الرئيسة.
وأوضحت بيانات صادرة عن الوكالة أن
الصين استأثرت العام الماضي ببيع ما يقرب من 60% من السيارات الكهربائية الجديدة،
بينما وصلت تلك النسبة في أوروبا إلى 25%، و10% في أميركا.
وتظل المبيعات محدودة في البلدان ذات
أسواق السيارات المتقدمة، مثل اليابان والهند، بحسب أحدث التقارير الصادرة عن
وكالة الطاقة الدولية.
تستهدف شركة هيونداي زيادة حجم
مبيعاتها السنوية بنسبة 30% بحلول 2030، مقارنة بمبيعاتها خلال العام الماضي
(2023)، لتبلغ 5.55 مليون سيارة، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.
وتستهدف شركة صناعة السيارات -الثالثة
في العالم بالنسبة للمبيعات، إلى جانب شركتها التابعة كيا كوربوريشين- الإبقاء على
هدف مبيعات السيارات الكهربائية البالغ مليوني سيارة بحلول نهاية العقد.
ورفعت الشركة مستهدف مبيعات السيارات
الهجينة بنسبة 40%، ليصل عددها إلى 1.33 مليون سيارة بحلول عام 2028، ضمن استراتيجيتها
المتوسطة وطويلة الأجل.
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة
هيونداي موتورز جاي هون تشانج، في تصريحات صحفية، إن الطلب على السيارات
الكهربائية تباطأ مؤخرًا.
لكن في المقابل، يتزايد الطلب على
السيارات الهجينة، التي باتت خيارًا رئيسًا لدى الكثيرين.
تخطط هيونداي موتور لمضاعفة سياراتها
الهجينة المطروحة في الأسواق إلى 14 طرازًا، في ضوء توقعاتها بصعود الطلب على تلك
السيارات، خاصةً في قارة أميركا الشمالية.
ولم تقدّم الشركة الكورية الجنوبية
جدولًا زمنيًا لطرح تلك السيارات الجديدة في الأسواق.
وقال المسؤول التنفيذي للعمليات العالمية،
خوسيه مونوز، إن شركته قد تبدأ إنتاج السيارات الهجينة بمصنعها الجديد في ولاية
جورجيا الأميركية، خلال الربع الأول من عام
(2026).
وأضاف مونوز أن الشركة تخطط لتخصيص
أكثر من 30% من الطاقة الإنتاجية لمصنعها للسيارات الهجينة، عندما يعمل بكامل
طاقته.
كما تستهدف الإنتاج الكبير لنماذج من
السيارة الكهربائية ذات المدى الواسع في قارة أميركا الشمالية، والصين بنهاية عام
2026.
ويتماشى تحوّل هيونداي موتور للتركيز
بشكل كبير على السيارات الهجينة، التي تجمع بين محرك كهربائي وآخر للبنزين، مع
تحركات شركتي: تويوتا وفورد المنافستين.
لكن هيونداي موتورز تحاول المضي قدمًا
بخطوات مختلفة، عبر التوسع في شريحتها الهجينة الجديدة نسبيًا، التي تسمّى السيارة
الكهربائية ذات المدى الواسع (EREV).
تحظى السيارة الكهربائية ذات المدى
الواسع بشعبية كبيرة في الصين، أكبر سوق السيارات في العالم، لكنها لم تكتسب
الشعبية نفسها عالميًا.
وتستعمل السيارة الكهربائية ذات المدى
الواسع بطارية أكبر من الخاصة بنظيرتها في السيارات الهجينة القابلة للشحن،
والعاملة بالكهرباء فقط.
يشار إلى أن محرك بنزين السيارة
الهجينة القابلة للشحن يعمل مصدرًا للطاقة، حتى لدى إعادة شحن بطارياتها عند نفاد
شحنها.
ويعوّل الخبراء على هذه الخطوة لزيادة
عدد السيارات المصنّعة منها في السوقين الصينية والأميركية لتوفير أسعار تنافسية
للمستهلكين، ومدى قيادة يزيد على 900 كيلومتر (559 ميلًا) عند شحنها بالكامل.
وتُمثّل السوق الصينية تحديًا كبيرًا
لشركة هيونداي موتور؛ بسبب المنافسة المتزايدة محليًا، خاصة مع خطّتها لبيع 30 ألف
سيارة كهربائية ذات المدى الواسع الجديدة.
أمّا في أميركا، فتستهدف هيونداي
موتور بيع 80 ألف سيارة منها، لكنها تفضّل أن تطرح في البداية نماذج من سيارات
الدفع الرباعي كبيرة الحجم.