الأثنين 25 نوفمبر

تعدين وطاقة

أسعار النفط تسجل أكبر ارتفاع أسبوعي خلال ستة أشهر


صهاريج تخزين نفط بالولايات المتحدة

قلصت أسعار النفط مكاسبها بعد أن سعى الرئيس جو بايدن إلى ثني إسرائيل عن مهاجمة حقول النفط الإيرانية.

ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط 0.9% لتتم تسويته فوق مستوى 74 دولاراً للبرميل يوم الجمعة، بعد صعوده في وقت سابق بما يصل إلى 2.5%. وتقلص الصعود بعد أن قال بايدن للصحفيين في البيت الأبيض، فيما يتعلق بالانتقام الإسرائيلي المحتمل ضد إيران بسبب هجومها الصاروخي الأخير، "لو كنت مكانهم لفكرت في بدائل أخرى غير مهاجمة حقول النفط".

سعى الرئيس جو بايدن إلى ثني إسرائيل عن مهاجمة حقول النفط الإيرانية، حتى عندما قال إن البلاد لها الحق في الرد بعد وابل الصواريخ الباليستية الذي أطلقته طهران.

ومع ذلك، لا تزال أسعار النفط مرتفعة 9.1% هذا الأسبوع، مسجلة أكبر صعود أسبوعي منذ مارس 2023،  حيث يزيد تصاعد الأعمال العدائية من احتمالية تعطيل إمدادات النفط في الشرق الأوسط. وبينما تتواجه إسرائيل وإيران، وكذلك وكلاء طهران في لبنان وغزة واليمن، على مدار العام الماضي، فإن تفاقم التوترات هذا الأسبوع يثير المخاوف من صراع شامل يمكن أن يمتد إلى بلدان أخرى.

قال بيارن شيلدروب، كبير محللي السلع الأولية لدى "إس إي بي" (SEB AB): "رغم أن احتمالات تحقق السيناريو الأسوأ منخفضة للغاية، إلا أن الجميع ما زالوا يترقبون ما سيحدث في الأيام المقبلة بينما ننتظر الهجوم الانتقامي الإسرائيلي على إيران".

أطلقت إيران وابلاً من الصواريخ على إسرائيل في وقت سابق من هذا الأسبوع بعد أن كثفت إسرائيل هجومها ضد حزب الله المدعوم من طهران، بما في ذلك إرسال قوات إلى جنوب لبنان. ودعت مجموعة الدول السبع دول المنطقة إلى "التصرف بمسؤولية وضبط النفس".

ويمثل الشرق الأوسط نحو ثلث إمدادات النفط الخام في العالم. وتضخ إيران نحو 3.3 مليون برميل يومياً في الأشهر الأخيرة، مما يجعلها ثالث أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول.

تحدّت إيران العقوبات الأميركية المستمرة منذ سنوات، واستعادت إنتاجها النفطي إلى ما يقارب طاقته القصوى، إلا أن تدفق الإمدادات يواجه مخاطر مع تصاعد التوترات

وقدّرت "سيتي غروب" أن تؤدي أي ضربة كبيرة من جانب إسرائيل على قدرة التصدير الإيرانية إلى سحب 1.5 مليون برميل من الإمدادات اليومية بالسوق. وإذا هاجمت إسرائيل بنية تحتية صغيرة فقد يتم فقدان ما بين 300 ألف إلى 450 ألف برميل من الإنتاج.

هناك أيضاً مخاوف من أن طهران قد تزيد المخاطر من خلال استهداف البنية التحتية للطاقة في دول أخرى أو طرق الإمداد مثل مضيق هرمز الحيوي. وقالت شركة "كلير فيو إنرجي بارتنرز" (Clearview Energy Partners) إن توقف التدفقات عبر الممر المائي عند مصب الخليج العربي قد يؤدي إلى ارتفاع سعر النفط الخام بمقدار 13 إلى 28 دولاراً للبرميل.

وعلى الجانب الآخر، شكك آخرون في احتمال حدوث اضطراب كبير في السوق. إذ اعتبرت مجموعة "إيه إن زد هولدينغز" (ANZ Group Holdings) هجوم إسرائيل على منشآت النفط الإيرانية هو الخيار "الأقل احتمالا". وأوضح المحللان دانييل هاينز وسوني كوماري في تقرير أن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تزعج شركاء إسرائيل، بما في ذلك الولايات المتحدة، وقد تؤدي أيضاً إلى رد فعل أكثر شدة من طهران.

ومع ذلك، تومض أسواق الخيارات بعلامات تحذيرية وسط رهان المستثمرين على ارتفاع أسعار النفط أكثر.

سجلت خيارات شراء خام غرب تكساس، التي تستفيد من صعود الأسعار، أوسع علاوة مقابل نظيرتها البيعية في عامين ونصف في إغلاق يوم الخميس. كما ارتفعت التقلبات الضمنية.

وبدأت الأزمة أيضاً في الانتشار إلى قطاع الشحن، مع ارتفاع كلفة استئجار ناقلات النفط منذ التصعيد الأخير. يبدو أن إيران نقلت بعض سفنها بعيداً عن محطة تحميل نفط رئيسية.

غادرت ناقلات النفط التي كانت تنتظر قرب أكبر منشأة تحميل النفط الخام في إيران المنطقة خلال الأيام التي تلت إطلاق طهران وابلاً من الصواريخ نحو إسرائيل الاثنين الماضي.

في هذه الأثناء، تحول مستشارو تداول السلع، الذين يعتمدون إلى حد كبير على خوارزميات تتبع الاتجاه، إلى تسجيل صافي مراكز شرائية لخام برنت بحلول الجمعة، مقارنة بصافي مراكز بيع بنحو 55% يوم الثلاثاء، وفقاً لبيانات من مجموعة "بريدجتون ريسرش".

وقال برنت بيلوت، الذي يدير شركته الاستشارية لتجارة السلع الأساسية التي تركز على الطاقة، "كايلر كابيتال": "السوق المادية الأساسية لا تعكس الارتفاع البالغ 7 دولارات الذي شهدناه خلال الأسبوع الماضي"، و"قد يعطي هذا فرصة عظيمة للرهان على الهبوط إذا هدأت الأمور".