الجمعة 22 نوفمبر

تعدين وطاقة

تضاعف حجم الرهانات على صعود النفط لأعلى مستوى منذ عامين


مضخة نفط في أحد الحقول

سجلت عقود النفط المستقبلية أكبر مكاسبها في أكثر من عام خلال الأسبوع الماضي. وكان الجنون أكبر في سوق الخيارات.

مع قلق المتعاملين من خطر ارتفاع الأسعار بشكل كبير، قفز انحراف خيارات الشراء على عقود خام غرب تكساس الوسيط للشهر الثاني إلى أعلى مستوى منذ مارس 2022، عندما أثار غزو روسيا لأوكرانيا مخاوف من أن تخسر السوق فجأة ملايين البراميل من النفط التي تضخها يومياً إحدى أكبر الدول المنتجة للخام في العالم.

في تحول مذهل، سارعت صناديق التحوط ومستشارو تداول السلع وغيرهم من مديري الأموال إلى تغيير المراكز الاستثمارية في عقود النفط إلى الناحية العكسية، والتي كانت قد تحولت في منتصف سبتمبر إلى مراكز تشاؤمية بسبب الخوف من تراجع الطلب على الخام نتيجة تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين وأماكن أخرى حول العالم، في الوقت الذي كان فيه تحالف "أوبك+" يستعد لزيادة الإمدادات.

قبل نحو أسبوعين، ارتفع حجم خيارات البيع إلى ذروته، حيث أقبل المتعاملون على الخيارات الهبوطية مع انخفاض أسعار النفط في العقود المستقبلية إلى نحو 70 دولاراً للبرميل.

لكن التصعيد في الشرق الأوسط غيّر كل شيء. وفي حين خرج بعض المتعاملين من خيارات الشراء التي باعوها سابقاً، يسعى معظمهم الآن لشراء عقود تؤمنهم ضد ارتفاع الأسعار.

قال أنوراج ماهيشواري، رئيس تداول عقود الخيارات في "أوبتيفر" (Optiver): "شهدنا رهاناً كبيراً على التقلبات وزيادة في الطلب على الاستثمار رهاناً على صعود أسعار النفط". وتجاوزت التقلبات الضمنية أعلى مستوى لها منذ أكتوبر من العام الماضي، "وهو ما يبدو معقولاً نظراً لأن هذا التصعيد قد يكون له تأثير أكبر على إمدادات النفط".

في الأسبوع الماضي، اقتنص المتعاملون خيارات شراء لشهر ديسمبر على خام برنت، رهاناً على وصول أسعار النفط إلى 100 دولار أو أعلى، مع بلوغ إجمالي حجم خيارات الشراء مستوى قياسياً يوم الأربعاء.

قفزت العقود المستقبلية لخام غرب تكساس الوسيط بنحو 11% وسط مخاوف من أن إسرائيل قد تضرب منشآت نفطية رداً على هجوم إيران الصاروخي، مما أثار مخاوف من اضطراب إمدادات الشرق الأوسط.

انحسرت هذه المخاوف قليلاً يوم الجمعة حيث سعى الرئيس الأميركي جو بايدن لأن يثنيها عن هذه الخطوة.

سعى الرئيس جو بايدن إلى ثني إسرائيل عن مهاجمة حقول إيران النفطية في حين تسعى أميركا إلى صياغة رد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على وابل الصواريخ الإيرانية.

قفز صافي المراكز الشرائية لمديري الأموال في مزيج برنت بأكثر من 20 ألف عقد بالأسبوع المنتهي في أول أكتوبر، وفقاً لبيانات بورصة "إنتركونتننتال إكستشينج للعقود الآجلة بأوروبا" (ICE Futures Europe)، ما يعزز التحول التفاؤلي الذي بدأ بقوة بعد إعلان الصين عن حزمة تحفيز ضخمة لتنشيط اقتصادها.

وقالت كارلي غارنر، المحللة الأولى ومؤسسة شركة "ديكارلي تريدينغ" (DeCarley Trading): "تخلى المستثمرون في عقود الخيارات عن فكرة صعود السوق خلال الفترة الماضية، مما جعل التقلبات الضمنية في خيارات شراء النفط قريبة من أدنى مستوياتها منذ سنوات عديدة. ولم تكن السوق مستعدة للمفاجأة بالأساس، والآن تشهد السوق حالة من الخوف من تفويت فرصة (صعود أسعار النفط) بعدما تحركت الأسعار أخيراً لصالح المتفائلين".

بالإضافة إلى خيارات أسعار النفط الخام المباشرة، اشترى المستثمرون أيضاً رهانات غريبة غير عادية على ارتفاع هيكل منحنى العقود المستقبلية بشكل كبير. وتداول المستثمرون عقوداً بأكثر من 5 ملايين برميل تراهن على ارتفاع الفرق بين أقرب عقدين لخام برنت إلى 3 دولارات للبرميل الأسبوع الماضي– وبلغ ذلك الفرق 62 سنتاً يوم الجمعة.

كان الضغط على السوق أكثر بروزاً في العقود قصيرة الأجل، ارتفع التداول المدفوع بالتفاؤل في الأيام الأخيرة، مع إظهار الهيكل الزمني للخيارات "مقياس 25-دلتا"، الذي يشير إلى احتمال ألا تصل أسعار السوق إلى مستوى أسعار التعاقد عند انتهاء صلاحيتها. كما قفز مستوى التقلب الضمني لخيارات الشراء في ديسمبر بأكثر من 30 نقطة الأسبوع الماضي، وبأكثر من ثلاثة أضعاف مستوى التقلب في خيارات البيع، بينما لم يحدث أي تغيير تقريباً لكل من المراكز التفاؤلية أو التشاؤمية لعقود يوليو وما بعدها.

تجاوز التفاؤل بشأن السلعة، سواء على برنت أو خام غرب تكساس الوسيط، مستوى التفاؤل الخاص بالدول المنتجة، التي لا يحتمل أن تستفيد إلا إذا ظلت الأسعار مرتفعة لفترة طويلة.

تحدّت إيران العقوبات الأميركية المستمرة منذ سنوات، واستعادت إنتاجها النفطي إلى ما يقارب طاقته القصوى، إلا أن تدفق الإمدادات يواجه مخاطر مع تصاعد التوترات

ارتفع مستوى التقلب وانحراف خيارات الشراء في عقود الخيارات لأجل شهر واحد على صندوق النفط الأميركي المتداول في البورصة "يو إس أويل فند إل بي" (US Oil Fund LP) أكثر من صندوق "إس آند بي إس بي دي آر" للتنقيب عن النفط والغاز وإنتاجهما المتداول في البورصة (SPDR S&P Oil & Gas Exploration & Production ETF).

قالت ريبيكا بابين، وهي متداولة أولى في حقوق الملكية لدى مجموعة "سي آي بي سي برايفت ويلث" (CIBC Private Wealth): "أدى التصعيد في الشرق الأوسط إلى موجة هائلة من تغطية المراكز البيعية في النفط الخام حيث تحول مستشارو تداول السلع من مراكز البيع إلى الحياد. ولا يزال مستثمرو الطاقة الذين يعتمدون على المؤشرات الأساسية متشائمين إلى حد ما بشأن عام 2025 ويستخدمون خيارات الشراء بدلاً من الهرولة وراء ارتفاع النفط الخام لرفع مراكزهم الاستثمارية رهاناً على اضطراب محتمل في الإمدادات".