تُظهر عقود خيارات الغاز الطبيعي أن المتداولين الأوروبيين ما زالوا يتوقعون احتمالية ارتفاع الأسعار، حتى بعد تراجع المخاوف المرتبطة بالشرق الأوسط.
تظل تكلفة التأمين ضد تقلبات الأسعار قريبة من أعلى مستوياتها منذ بداية موسم التدفئة، ما يدل على أن المستثمرين يستمرون في الرهان على احتمالية صعود الأسعار.
توجه المتداولون في سوق الغاز إلى
عقود الخيارات للتحوط ضد العديد من المخاطر المحتملة في موسم الشتاء الحالي، بما
فيه المنافسة المتزايدة على شحنات الغاز الطبيعي المسال من مناطق ودول أخرى حول
العالم، وانتهاء اتفاقية مرور الغاز بين روسيا وأوكرانيا. كما لعبت الزيادة
المفاجئة في الطلب بسبب برودة الطقس وتصاعد التوترات في الشرق الأوسط دوراً في هذه
التوجهات.
رغم أن المخاطر المرتبطة بالشرق
الأوسط آخذة في الانحسار حالياًَ، إلا أن المتداولين يركزون على المخاوف الأخرى
لتبرير توقعاتهم الصعودية. ويتناقض هذا مع ما يحدث في سوق النفط، حيث لم تسفر الرهانات
الصعودية الأخيرة في عقود خيارات النفط -التي تستند إلى احتمال تعطل التدفقات بسبب
الهجمات في الشرق الأوسط- إلى حدوث نتائج ملموسة.
هبطت أسعار النفط في بداية الأسبوع،
بعد أن تجنبت الضربات الإسرائيلية ضد أهداف في إيران منشآت الخام في الدولة العضو
في "منظمة الدول المصدرة للنفط" (أوبك).
يكشف اتجاه الرهانات ميلاً لأفضلية
عقود خيارات الشراء (التي تراهن على صعود أسعار الغاز) مقارنة بعقود خيارات البيع
(التي تراهن على الهبوط)، مع تداول العقود المستقبلية بالقرب من أعلى مستوياتها
هذا العام. كما تزيد حالات الانقطاع غير المتوقعة في الإمدادات بداية من النرويج
إلى الولايات المتحدة الأميركية من احتمالية السحب من مخزونات الغاز الممتلئة في
المنطقة.