تُعد الولايات المتحدة أكبر مستهلك للبنزين حول العالم، إذ كانت تعتمد تاريخياً على الواردات لتلبية جزء من هذا الطلب. ورغم ذلك، تتراجع هذه الاعتمادية بسرعة مع ازدهار قطاع الوقود المحلي.
وتشير التوقعات إلى أن أميركا ستستورد حوالي 318 ألف برميل يومياً من البنزين ومكوناته الشهر الحالي، في أدنى مستوى منذ يناير 2017، وفق شركة البيانات "كبلر" (Kpler). يُرجح أن تتراجع الواردات للشهر السادس على التوالي.
يتزايد إنتاج البنزين عبر مختلف أنحاء البلاد، بما فيها ذلك الساحل الشرقي، الذي كان يعاني تاريخياً من نقص مزمن في الوقود. وحقق الإقليم أعلى إنتاج موسمي للبنزين منذ ما يقرب من 30 سنة.
يعد فوز دونالد ترمب بتغيير جذري في سياسات الطاقة والبيئة في الولايات المتحدة، مع تأثيرات على إنتاج النفط وتطوير طاقة الرياح البحرية ومبيعات السيارات الكهربائية.
يؤثر التراجع في الواردات الأميركية سلباً على ربحية إنتاج البنزين في أوروبا، وهي المورد الرئيسي للوقود إلى ميناء نيويورك. وفق تقرير من "كبلر"، ويُتوقع أن تواصل الأسواق التصديرية المتراجعة عالمياً الضغط على المجمع الأوروبي. وانخفضت التدفقات الأوروبية إلى أميركا خلال أكتوبر إلى ما يزيد قليلاً عن 100 ألف برميل يومياً، في أدنى مستوى منذ سنوات، وأقل بنحو 9% من الرقم القياسي السابق الذي سُجل خلال أكتوبر 2017.
يأتي انخفاض الواردات عقب واحدة من أكثر مواسم صيانة المصافي نشاطاً في الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة، ما أسهم في إجراء الإصلاحات والتحديثات اللازمة. وساعد ذلك في تحسين أوضاع شركات التكرير وتقليل مخاطر الانقطاعات المفاجئة. سجلت شركات إنتاج الوقود في جميع أنحاء البلاد 333 يوماً فقط من التوقفات غير المخططة خلال الربع الثالث، وهو أقل عدد لهذه الفترة وفق بيانات متوفرة منذ 2021.