الأثنين 23 ديسمبر

اتصالات وتكنولوجيا

الشمول المالي الرقمي.. كيف تساهم التكنولوجيا في تمكين الفئات المستهدفة؟


جلسة الشمول المالي

ناقش خبراء ومصرفيون تأثير التكنولوجيا في تعزيز الشمول المالي كركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية وتحسين جودة الحياة لكافة أفراد المجتمع، فضلاً عن إدخال فئات جديدة من الأفراد (الشباب، النساء، ذوي الهمم) إلى النظام المالي الرسمي، مما يسهم في زيادة النشاط الاقتصادي. وأشاروا إلى أن نسبة الشمول المالي للمواطنين قفزت إلى 71.5% بنهاية أكتوبر الماضي.

جاء ذلك في جلسة عُقدت ضمن فعاليات معرض ومؤتمر Pafix، في هذا السياق، استعرض محمد ثروت، رئيس قطاع التجزئة والتمويل متناهي الصغر ببنك القاهرة، استراتيجية البنك خلال الخمس سنوات الماضية، والتي تركزت على التوسع والوصول إلى فئات وشرائح مختلفة عبر شراكات مع شركات التكنولوجيا المالية التي تتميز بالسرعة والديناميكية وفهم أعمق لاحتياجات السوق. وأضاف ثروت أن البنك ساعد الشركات التكنولوجية في الاستفادة من خبرات الإدارات المختلفة وشبكة الفروع القوية لديه، مشيرًا إلى أن شراكة البنك مع شركة "تيلدا" للمدفوعات ساعدت في الوصول إلى فئات جديدة من الشباب، حيث بلغ إجمالي العمليات نحو 25 مليون عملية خلال العام الماضي، 70% منها تمت عبر "أنستا باي".

من جانبها، قالت هند فهمي، رئيس قسم الشمول المالي والتمويل العقاري ببنك مصر، إن البنك سهل فتح الحسابات المصرفية للشباب عبر تطبيق البنك، مما يتيح لهم إجراء المعاملات دون الحاجة للذهاب إلى الفروع.

فيما أكدت هالة حلمي، رئيس قسم المنتجات والشمول المالي بالبنك الأهلي، أن البنك يتبنى رؤية شمولية تهدف إلى توفير الخدمات المالية لكافة فئات المجتمع دون استثناء. وأشارت إلى أهمية تمثيل ذوي الهمم ضمن فريق العمل بالبنك، سواء في الفروع أو العمليات المركزية، لضمان فهم أعمق لاحتياجاتهم وتقديم خدمات متميزة لهم. واستعرضت حلمي مجموعة من المبادرات التكنولوجية التي تم إطلاقها لتسهيل دمج ذوي الهمم في النظام المالي، مثل ماكينات الصراف الآلي التي تم تصميمها خصيصًا لدعم القراءة بطريقة برايل وتوفير تجربة استخدام آمنة وسهلة.

كما لفتت حلمي إلى أن البنك أتاح خدمة تحديد مواعيد مسبقة عبر مركز الاتصال، حيث يمكن لموظفي البنك زيارة العميل في منزله لتقديم الخدمات المطلوبة. كما قام البنك بإطلاق بطاقات مميزة لذوي الإعاقة البصرية لتسهيل التعرف عليها. وأشارت إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في التعرف على احتياجات ذوي الهمم والعمل على استحداث برامج ومنتجات تلبي تطلعاتهم ورغباتهم.

وأكدت حلمي أهمية الشراكات مع الجمعيات المتخصصة، مثل جمعية "نور البصيرة"، لتنفيذ مبادرات تخدم ذوي الهمم بشكل أكثر فعالية. وأوضحت أن البنك حريص على تطوير المزيد من التعاون مع مؤسسات المجتمع المدني لتلبية احتياجات هذه الفئة بشكل شامل ومستدام.

استعرض رامي طه، نائب الرئيس التنفيذي للتجزئة المصرفية والصغيرة ومتناهية الصغر والصرفية الرقمية ببنك الإسكندرية، خطة البنك في تقييم المنظومات التسويقية التي يتم إطلاقها باستخدام التكنولوجيا. 

وأشار إلى أن البنك تعاون مع إحدى الشركات العاملة في مجال شبكات التواصل الاجتماعي لتحليل البيانات والشرائح المستهدفة في الحملات التسويقية، بهدف معرفة درجة تفاعل الجمهور وما إذا كانت رسائل الحملات قد حققت المستهدف ووصلت إلى الشرائح المستهدفة أو إذا كانت بحاجة إلى تعديل.

من جانبه، استعرض عمرو سليمان، عضو مجلس إدارة المجلس القومي للمرأة، برنامج «تحويشة» الذي يهدف إلى شمول المرأة المصرية في القرى الريفية اقتصاديًا وماليًا، وإدماجها في المنظومة المصرفية الرسمية، بالإضافة إلى رفع الوعي المالي ونشر الثقافة المالية بين السيدات المستهدفات. كما يسعى البرنامج إلى محو الأمية الرقمية وتوفير الخدمات المالية للسيدات بجودة عالية، من خلال استخدام التكنولوجيا ورقمنة آلية عمل مجموعات الادخار والإقراض.

وأضاف سليمان أن برنامج «تحويشة» يعمل على تطوير آلية عمل مجموعات الادخار والإقراض التقليدية التي كانت تتم بين مجموعة من السيدات بهدف ادخار الأموال بشكل أسبوعي في صندوق، ليتم الآن تنفيذ ذلك بطريقة رقمية عبر التطبيق، الذي أصبح بديلًا لصندوق الادخار الحديدي المنتشر في القرى والنجوع. وأشار إلى أن المجلس القومي للمرأة قام بتدريب الميسرات وتزويدهن بهواتف ذكية محمل عليها تطبيق «تحويشة»، ليتمكنّ من إنشاء مجموعات من السيدات، على أن تضم كل مجموعة سيدات يجمعهن حساب بنكي مشترك مرتبط بالتطبيق وبطاقة «ميزة» للدفع الإلكتروني.