قالت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا إن إنتاج البلاد اليومي من الخام تجاوز المعدل المستهدف لهذا العام، مؤكدة سعيها قدماً لتحقيق أرقام مضاعفة للإنتاج خلال العام المقبل وما يليه.
المؤسسة الوطنية للنفط كشفت أن الإنتاج
اليومي بلغ 1,405,609 براميل من الخام، و52,633 برميلاً من المكثفات، ما اعتبرته
"إنجازاً ما كان ليتحقق في ظل تأخر تسييل الميزانية المخصصة للعام 2024".
وفي سياق متصل، تعهدت المؤسسة بـ"المضي
قدماً لتحقيق أرقام مضاعفة لهذا الرقم خلال العام المقبل وما يليه"، في ظل
النتائج "الأكثر إيجابية بعد إطلاق جولة العطاء العام للاستكشاف ومقاسمة
إنتاج النفط والغاز". وأكدت المؤسسة أن هذا من شأنه أن "يفتح أبواباً
كبيرة للاستثمارات لكبرى الشركات العالمية في البلاد، وبالتالي تحقيق زيادة في
الإيرادات، بمشاركة القطاع الخاص المحلي".
يشهد إنتاج ليبيا من النفط انتعاشاً بعد أن
أدى خلاف بين الحكومتين الشرقية والغربية المتنافستين في البلاد إلى انخفاض
الإنتاج إلى النصف، مما أثار مخاوف من تجدد الحرب. وحل الجانبان نزاعهما بعد شهر.
ارتفع إنتاج النفط الخام من منظمة
"أوبك" للشهر الثاني، مع استمرار تعافي ليبيا من نزاع سياسي أدى إلى
إغلاق أكبر حقولها النفطية.
من شأن زيادة الإنتاج هذه أن تساعد في جذب
السيولة الأجنبية إلى البلاد، بعد تأرجح الإنتاج في السنوات الأخيرة -نتيجة
الاضطرابات إلى حد كبير- مما حد من الإيرادات. وأدى الصراع على السلطة إلى تفاقم
سنوات من الإهمال في تطوير أو تجديد البنية التحتية النفطية.
تجدر الإشارة إلى أن انتعاش إنتاج ليبيا من
النفط وصل في 17 ديسمبر الماضي بحجم الإنتاج إلى أعلى مستوى يومي له منذ 11 عاماً،
متخطياً مستويات 1.426 مليون برميل.
يعود الزخم تدريجياً لقطاع النفط في ليبيا،
إذ استأنفت شركتا "إيني" الإيطالية و"بريتش بتروليوم" (BP) البريطانية نشاطهما الاستكشافي في البلاد بعد توقف لعمليات الحفر في
المنطقة البرية منذ عام 2014. كما تستعد
"ريبسول" الإسبانية لاستئناف عمليات الحفر في حوض مرزق، فيما تباشر شركة
"أو إم في"
(OMV) النمساوية نشاطها في منطقة حوض سرت، وفق ما
أعلنته المؤسسة الوطنية للنفط في أكتوبر.
وتأتي هذه التطورات في ظل سعي الدولة العضو
في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، إلى إعادة شركات النفط الكبرى إلى البلاد
بعد سنوات من عدم الاستقرار وتوقف الإنتاج. إذ تحملت البنية التحتية للطاقة في
ليبيا وطأة العديد من صراعات القوة في البلاد، حيث أوقفت الفصائل والجماعات
المسلحة المختلفة بشكل دوري عمليات الإنتاج، للضغط نحو تنفيذ مطالبها.