قال الدكتور محمد معيط وزير المالية، إنه تم تحديد سعر الدولار الجمركى بقيمة ١٦ جنيهًا للسلع الأساسية ومستلزمات الإنتاج المستوردة حتى نهاية الشهر الجاري، مؤكداً أن الاقتصاد المصري نجح فى احتواء صدمات الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة، حيث بادرت الحكومة بحزمة مالية متنوعة وتخصيص ١٣٥ مليار جنيه تنفيذًا للتوجيهات الرئاسية، لتخفيف آثار الأزمة العالمية على المواطنين والقطاعات الاقتصادية من خلال تحسين الأجور والمعاشات بتبكير زيادة العلاوات الدورية والخاصة، اعتبارًا من شهر أبريل الحالى، وزيادة حد الإعفاء الضريبي بنسبة ٢٥٪ من ٢٤ إلى ٣٠ ألف جنيه، لتخفيف آثار هذه التداعيات على المواطنين، بقدر الإمكان، والقطاع الصناعي أيضًا، إذ سوف تتحمل الخزانة العامة للدولة قيمة الضريبة العقارية المستحقة عن قطاعات الصناعة لمدة ثلاث سنوات.
وأضاف الوزير، فى لقائه مع رموز جمعية رجال الأعمال المصريين، والجمعية المصرية اللبنانية لرجال الأعمال، أن مشروع القانون الجديد الذى يأذن لوزير المالية فى ضمان الشركة القابضة لمصر للطيران، وشركة مصر للطيران للخطوط الجوية فى رحلاتها من وإلى المطارات الروسية، يُسهم فى العودة التدريجية لحركة السياحة الوافدة من روسيا.
وتابع الوزير، إن الاقتصاد المصرى ينمو ويكبر، بما نشهده من مشروعات قومية، تُشكِّل حراكًا تنمويًا غير مسبوق، يرتكز على بنية تحتية قوية أنفقنا على تطويرها ٤٠٠ مليار دولار خلال ٧ سنوات؛ لتُصبح أكثر قدرة على استيعاب حجم ضخم من الاستثمارات، موضحًا أننا نثق فى إمكانيات وقدرات الدولة المصرية بقيادتها السياسية الحكيمة، مع الإرادة المصرية الصلبة للشعب العظيم، بما يدفعنا للعمل سويًا؛ لتجاوز تحديات الأزمات الاقتصادية العالمية، خاصة أن أداء الاقتصاد المصرى حظى بالعديد من شهادات الثقة الدولية.
أشار الوزير، إلى أننا سنعمل علي دعم وتحفيز الأنشطة الإنتاجية لتعزيز النمو الاقتصادى وتوفير فرص العمل، وأن الأولوية للإنتاج الزراعى والصناعي؛ لاستدامة تأمين احتياجات المواطنين، وتشجيع القطاع التصديري؛ للوصول بحجم الصادرات المصرية إلى ١٠٠ مليار دولار، على نحو يحفز مجتمع الأعمال على التوسع فى الأنشطة الاستثمارية، والإنتاجية؛ بما يساعد فى تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، وقال: «سنبذل كل ما فى وسعنا لمساندة قطاعات الزراعة والصناعة والتصدير، لتخفيف الآثار السلبية لهذه الأزمة العالمية»، موضحًا أن تنفيذ التكليف الرئاسي باستدامة المخزون الاستراتيجى من السلع الأساسية ليكفى من ثلاثة إلى ستة أشهر، جنَّب مصر أزمات كثيرة.
أضاف الوزير، أنه تيسيرًا على المجتمع الضريبي؛ فإن مجلس الوزراء وافق على مشروع قانون يتضمن معاملة ضريبية مبسطة وقطعية للبت فى الملفات الضريبية المتراكمة، قبل بدء تطبيق المنظومة الضريبية المميكنة، بنفس فلسفة المحاسبة الضريبية الواردة بقانون تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، وقال: «مصر ليست فى حاجة إلى زيادة سعر الضريبة، وتحتاج فقط إلى تعزيز الحوكمة وحصر المجتمع الضريبي بشكل أكثر دقة، لتوسيع القاعدة الضريبية، وقد ساعدتنا مشروعات الميكنة فى كشف ٥ آلاف حالة تهرب ضريبي، حصلنا منها على أكثر من ٦ مليارات جنيه من مستحقات الخزانة العامة للدولة».
أضاف الوزير، أنه سيتم بدء مرحلة جديدة من المنظومة الضريبية المميكنة بالكامل اعتبارًا من أول يوليو المقبل؛ تسهم فى دمج الاقتصاد غير الرسمى فى الاقتصاد الرسمى.
أشار الوزير، إلى أنه يُمكن، وفقًا للقانون، طلب مد أجل سداد الضرائب المستحقة قبل انتهاء المواعيد المقررة بـ ١٥ يومًا، على أن يتم تحديد المبلغ المراد دفعه، وسداد الجزء المتبقى فى موعد أقصاه نهاية العام المالى مع سداد «مقابل التأخير»، وأن يختار الممول إلكترونيًا السداد الجزئى، لافتًا إلى أن مجلس الوزراء وافق على مشروع قانون لتجديد العمل بإنهاء المنازعات الضريبية مرة أخرى حتى ٣١ ديسمبر ٢٠٢٢، بحيث يتم الانتهاء من كل الملفات في لجان الطعون ولجان إنهاء المنازعات قبل ٣٠ يونيه المقبل للمساعدة في التيسير على الممولين.
من جهته أكد الدكتور إيهاب أبو عيش نائب الوزير للخزانة، أنه سيتم الانتهاء من كل مشروعات تطوير وميكنة المنظومة الضريبية بنهاية يونيه المقبل، على النحو الذى يُسهم فى إرساء دعائم العدالة الضريبية، ودمج الاقتصاد غير الرسمى، واستيداء مستحقات الخزانة العامة للدولة.
أكد المهندس على عيسى رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين، على أهمية التوجيهات الرئاسية باستدامة توفير مخزون استراتيجى من السلع على النحو الذى ساعد الحكومة فى التعامل الإيجابي المرن مع تحديات الأزمة الروسية الأوكرانية، وانعكس فى إقرار حزمة مالية جديدة لتخفيف الأعباء عن المواطنين، مثمنًا جهود الدكتور محمد معيط وزير المالية وحرصه على الاستجابة لمطالب مجتمع الأعمال؛ بما يسهم في تحقيق المستهدفات الاستراتيجية وفى مقدمتها تعظيم القدرات الإنتاجية للدولة، وتعزيز تنافسية الصادرات المصرية من خلال العمل على خفض تكلفة الإنتاج في مصر، الذى تجلى في إعفاء قطاعات الصناعة من قيمة الضريبة العقارية المستحقة عليها لمدة ٣ سنوات.
وأضاف أن الدعم المقدم من الدولة للقطاع الصناعى ينعكس بشكل إيجابي على استمرار عملية الإنتاج والتوسع فى الأنشطة الاستثمارية؛ على نحو يسهم فى الحفاظ على العمالة، وتوفير المزيد من فرص العمل، مطالبًا بإعادة العمل بآلية عقد الصفقات المتكافئة مع روسيا بما يُسهم فى تذليل العقبات أمام المصدرين للسوق الروسية فى الأزمة الأوكرانية.
من جانبه قال المهندس فتح الله فوزى رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية اللبنانية لرجال الأعمال، إننا لمسنا تحركًا إيجابيًا من الحكومة المصرية لمساندة مجتمع الأعمال، في ظل تداعيات التحديات الاقتصادية العالمية، وما تشهده سلاسل التوريد والإمداد من اضطرابات غير مسبوقة وارتفاع تكاليف الشحن نتيجة الأزمة الروسية الأوكرانية.