الأحد 22 ديسمبر

تقارير

هل تنافس أبل جوجل في السنوات المقبلة؟! .. خبراء الإعلام الرقمي يجيبون


أبل وجوجل

بين مؤيد ومعارض انقسم خبراء الإعلام الرقمي، حول فكرة طرح شركة أبل الأمريكية لمحرك بحثي جديد لمنافسة جوجل الذي يستحوذ على 90% من الحصة السوقية لمحركات البحث في العالم.

ولكن أجمعوا على أن هذه الخطوة إن حدثت فهي تعزز التنافس في هذا السوق الذي تسيطر عليه شركة جوجلوتصب في مصلحة المستخدم.

يأتي هذا بعد أن نشر  موقع «Apple Insider»،  منذ أيام تقريرًا يفيد بأن شركة آبل العالمية تعمل حاليًا على تطوير محرك بحث ويب خاص بها، يركز على المستخدم النهائى على غرار محرك «جوجل».

من جانبه قال محمد الحارثى، استشارى الإعلام الرقمى، إن جوجل تمتلك العديد من المزايا التنافسية التى تجعلها تحتكر سوق محركات البحث، على رأسها امتلاكها نظام بحث متقدمًا عن طريق الخوارزميات، والذى يخضع بشكل مستمر للتحديث والتطوير، بجانب منصة خاصة بالإعلانات، وهى «Google ADS» التى يستطيع المستخدمون من خلالها إدارة الحملات التسويقية بشكل فعال، بما يتوافق مع الترندات فى الوقت ذاته.

وأضاف «الحارثى» أن «جوجل» تستحوذ كذلك على نصيب الأسد من حصة البريد الإلكترونى، ممثلة فى خدمة gmail، علاوة على إتاحة أنظمة الورود والإكسل للمستخدمين، متوقعًا أن يسهم دخول آبل لسوق محركات البحث فى زيادة المنافسة بين الشركتين، خاصة أنها تمتلك تاريخًا كبيرًا فى حلول تأمين المعلومات، ما يعزز من سرعة انضمامها كلاعب جديد فى اللعبة.

وأضاف خالد البرماوى، استشارى الإعلام الرقمى وتطوير المحتوى، أن فكرة إطلاق آبل محرك بحث ليست جديدة، مشيرًا إلى أنه يتم تداولها منذ أكثر من 15 عامًا، وهو الأمر الذى يعكس جدية الفكرة من قبل إدارة الشركة الأمريكية، والتى تمتلك أدوات تكنولوجية متعددة على حد تعبيره تستطيع من خلالها تقديم مزايا للمستخدمين، علاوة على امتلاكها فريقا ضخما من المطورين، واستحواذها على شريحة كبيرة من العملاء حول العالم.

ولفت البرماوى إلى أن آبل تخدم ما يقرب من %20 من مستخدمى الانترنت حول العالم، بينما يستحوذ محرك البحث جوجل على %90 من كعكة سوق محركات البحث، متوقعا ان يسهم دخول آبل فى اعادة ترتيب الحصص السوقية من جديد .

وأكد أن سوق محركات البحث مازال يتسع لدخول لاعبين جدد، مرجعًا ذلك التطور السريع الذى تشهده سوق التكنولوجيا عالميًا يومًا تلو الآخر، إلا أن شركة آبل قد تحتاج إلى 5 سنوات على أقل تقدير للعمل على تطوير المحرك الجديد وطرحه للمستخدمين مع زيادة فرص نجاحها.

وأشار أحمد صبرى، رئيس شعبة الديجتيال ميديا فى غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات CIT باتحاد الصناعات، إلى أن دخول آبل سوق محركات البحث يأتى فى إطار العمل على تقديم خدمة متكاملة لعملائها، وتعزيز تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى الذى تتبناه الشركة الأمريكية منذ سنوات طويلة.

ورأى «صبرى» أن فرص الاستثمار فى محركات البحث صعبة بسبب الاحتياج إلى وجود بنية تحتية متطورة وحجم ضخم من البيانات يتطلب عمليات رقمنة وفهرسة موسعة، ومن ثم ضخ استثمارات طائلة، الأمر الذى يتوافر فى «جوجل» منذ عام 1998، متوقعًا أن تلعب تقنيات الميتافيرس دورًا فعالًا فى تعزيز دور جوجل عالميًا خلال المرحلة المقبلة.

وفى سياق متصل، رأى فادى رمزى، استشارى التسويق الإلكترونى والمحاضر لدى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، أن فكرة إطلاق آبل محرك بحث قد تكون مستبعدة فى الوقت الراهن، مشيرًا إلى تكرار مثل هذه التصريحات قبيل المؤتمر الصحفى للمطورين سنويًا.

فيما استبعد «رمزى» أن تقوم آبل بالعمل على تطوير محرك بحث على غرار جوجل، مرجعًا السبب وراء ذلك إلى طبيعة الاستراتيجية التى تتبناها فى التركيز على تطوير منتجاتها وتعظيم أرباحها فى الأسواق العالمية.

وأكد أن جوجل ما زالت هى اللاعب الأكبر فى سوق محركات البحث، نظرًا لما تمتلك من مقومات تجعلها تستحوذ على النصيب الأكبر من الكعكة، لافتًا إلى وجود تجارب أخرى كمحرك BING التابع لشركة مايكرسوفت، والذى يستحوذ على أقل من %4 من سوق محركات البحث عالميا.

وأشار إلى أن صفقات الاستحواذات والاندماجات تسيطر حاليًا على قطاع الاتصالات والتكنولوجيا العالمى عبر قيام الشركات العملاقة بالاستحواذات على شركات تعكف على تطوير حلول تكنولوجية متطورة تخدم خططها التوسعية.

وبحسب مؤسسة أبحاث الإنترنت «statcounter »، استحوذت شركة جوجل على %92.5 من سوق محركات البحث عالميًا خلال مايو الماضى، وجاء محرك البحث «بينج» التابع لشركة مايكروسوفت فى المركز الثانى، بحصة سوقية 3.1%، تلاه «ياهوو» بنسبة %1.3.

وحصد محرك البحث «يانديكس» المركز الرابع بحصة بلغت 1.1%، ثم الصينى «بايدو » خامسًا بـ%0.79، وسادسًا جاء «Duck Duck Go » بـ%0.62، ويصل عدد عمليات البحث على محرك جوجل إلى 3.5 مليار عملية يوميًا، بواقع 40 ألف عملية بحث فى المتوسط كل ثانية.