قال إيجور ديدينكو، رئيس قسم التجارة والاقتصاد لدى سفارة أوكرانيا بالقاهرة، إن قيمة التبادل التجارى بين القاهرة وكييف سجل نحو 450 مليون دولار خلال أول شهرين من العام الجاري، موضحاً أن الحرب الروسية دمرت البنية التحتية للموانئ بجانب الحصار وهو ما صعب على بلاده التجارة مع مصر خلال الممرات البحرية التى تعتبر الناقل الأساسى للتجارة بين الجانبين.
وتوقع ديدينكو أنه مع افتتاح الممرات البحرية عقب اتفاق الأمم المتحدة الموقع فى 22 يوليو الماضى سيتم فتح باب التجارة بين القاهرة وكييف، والمساعدة فى التغلب على أزمة الغذاء، وأن تظل بلاده شريكًا موثوقًا به لمصر، بجانب عدم استخدام صادرات الحبوب كآلية للتأثير على الدول كما تفعل روسيا الآن -وفقًا لقوله-.
ويذكر أن الاتفاق الذى تم توقيعه فى 22 يوليو الماضى فى إسطنبول بين أوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة وروسيا وفَّر القيام بتصدير الحبوب من خلال 3 موانئ هى أوديسا، وبيفديني، وشورنومورسك، مشيراً إلى أن هذا الاتفاق سيكون ساريًا لمدة 120 يومًا منذ تاريخ توقيعه وسيتم تجديده بطريقة تلقائية إذا لم يقدم أى من الطرفين إشعارًا بإنهائه أو تغييره.
وتوضح أحدث البيانات الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، إلى أن حجم التبادل التجارى بين مصر وأوكرانيا ارتفع خلال الـ 4 شهور الأولى من العام الجارى إلى نحو 769.614 مليون مقابل 690.243 مليون دولار فى الفترة المقابلة من العام الماضي، منها صادرات مصرية بقيمة 21.881 مليون مقارنة مع 33.455 مليون دولار، وواردات مصرية بقيمة 747.733 مليون مقابل 656.788 مليون خلال فترة المقارنة السابقة.
وأشار إلى إنه حتى فى هذه الظروف الحالية، لم تتوقف أوكرانيا عن البحث عن الفرص، مضيفًا أنه بمساعدة شركائها وجدت فرصة لتصدير المنتجات والسلع بواسطة النقل البرى ليتم فيما بعد استخدام الموانئ البحرية لشركائها كرومانيا وبولندا وألمانيا؛ وذلك لتفادى حدوث أزمة غذائية فى العالم.
وقال إن العمل البطولى للجيش الأوكرانى سمح لبلاده بأن تجلس على طاولة المفاوضات مع الأمم المتحدة من أجل منع وتفادى أزمة غذائية عالمية، مؤكدًا أن هذه الخطوة ستسمح لهم بالاستعادة الجزئية لإمكانات الصادرات الخاصة بها، وبالتالى بتحسين علاقات التعاون التجارى مع مصر فى المستقبل.
ولفت إلى أن مصر تحتل المركز الأول كأكبر شريك تجارى لبلاده فى القارة الأفريقية، مضيفًا أنه خلال تاريخ العلاقات الثنائية بين الجانبين كانت كييف شريكًا موثوقًا به وضامن للأمن الغذائى للقاهرة.
وأوضح أنه عندما واجهت أوكرانيا أكبر حرب فى أوروبا عقب الحرب العالمية الثانية، لم يتركها حلفاؤها وقاموا بتوفير كافة أشكال الدعم لها.
وأكد أنه بنهاية شهر يوليو الماضى تم احتلال %21 من الأراضى الأوكرانية بصورة مؤقتة، وتحولها لأرض قتال، مضيفًا أنه من حيث الخسائر الاقتصادية وقبل نشوب الحرب كانت المجتمعات الأوكرانية المتأثرة تنتج ما يقرب من %19 من الناتج المحلى للبلاد.
وتابع أن النشاط الاقتصادى لدى المناطق الأخرى تراجع نتيجة انقطاعات سلاسل التوريد والإنتاج وعدم اليقين وازدياد المخاطر وخروج القوى العاملة وغيرها، وبالتالى أشار إلى أن الخسائر من الحرب ستكون كبيرة، وتؤثر على التجارة المشتركة بين مصر وأوكرانيا .
وقال إنه رغم الحرب، أكملت بلاده موسم بذر المحاصيل الزراعية فى %84 من مساحة الأراضى المزروعة بها العام الماضي، وبدأت حصاد المحاصيل الشتوية تقريبًا.
وبحسب رئيس قسم التجارة والاقتصاد لدى سفارة أوكرانيا بالقاهرة، من المتوقع
بلوغ حجم محصول الموسم الزراعى المقبل 69 مليون طن، مضيفًا: لكن وحدات تخزين
الحبوب بالبلاد ما زالت ممتلئة ببعض مما تم حصده العام الماضي، ولم يتم شحنه حتى
الآن فى السفن لتصديره.