أكد الكثيرون أن عام 2023 هوعام الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث انتقل مستثمرو رأس المال الاستثمارى بالفعل من لهوهم المؤسف مع بورصة العملات المشفرة “إف تى إكس” المنهارة ووقعوا فى حب الذكاء الاصطناعى، ورغم من أن هذا التصريح ربما تم الإدلاء به فى أى من السنوات القليلة الماضية، إلا أنهم يقصدونه حقًا هذه المرة.
بعد إطلاق نموذج الجيل اللغوى “تشات جى بى تى” من شركة “أوبن إيه آى” فى
نوفمبر، بقدرته المذهلة على إنشاء فقرات من نص مقنع بسرعة ملحوظة، تفتحت أعين
المستخدمين على قوة الذكاء الاصطناعى التوليدى، وتم تدريب النماذج المتحدثة مثل
“تشات جى بى تى” على كميات هائلة من البيانات التى يتم إدخالها من الإنترنت وهى
قادرة على التعرف على أنماط النصوص والصور ورموز الكمبيوتر والصوت والفيديو
وتكرارها، ولا أحد متأكد تمامًا حتى الآن مما سيكون عليه تطبيقهم الناجح بالضبط،
لكن تم بالفعل إطلاق أكثر من 160 شركة ناشئة لاستكشاف الإجابة.
ولكن المذهل بخصوص الذكاء الاصطناعى التوليدى هو أنه يمكن أن يعزز إنتاجية العاملين فى الصناعات الإبداعية، إذا لم يحل محلهم تمامًا، ومثلما عززت الآلات العضلات فى الثورة الصناعية، كذلك يمكن للذكاء الاصطناعى زيادة القوة العقلية فى الثورة المعرفية، قد تكون هذه أخبارًا جيدة بشكل خاص لمؤلفى النصوص المتعثرين ومبرمجى الكمبيوتر وكتاب السيناريو التلفزيونى وأطفال المدارس اليائسين المتأخرين فى أداء واجباتهم المدرسية، ولكن قد يكون لها أيضًا تأثير كبير على مجالات متنوعة مثل أتمتة خدمات العملاء والمواد التسويقية والبحث العلمى والمساعدين الرقميين، وأحد الأسئلة المفتوحة المثيرة للفضول هو ما إذا كان سيعزز هيمنة محركات البحث الحالية، مثل محرك “جوجل”، أو يقضى عليها.
ويُعد الذكاء الاصطناعى التوليدى مثالًا جيدًا لاتجاه أوسع يسحب التقنيات القوية من أيدى الخبراء ويضعها فى أيدى المستخدمين العاديين، وقد يكون لإضفاء الطابع الديمقراطى على الوصول للتقنيت تداعيات هائلة، وخلق فرصًا غير عادية للعديد من الشركات.
ولعل الشعبية المتزايدة لمنصات برمجيات “الكود المنخفض/ بدون رمز”، على سبيل المثال ، ستمكن عددًا متزايدًا من المستخدمين غير الخبراء من إنشاء تطبيقاتهم القوية على الأجهزة المحمولة والويب.
ولكن فضلا عن الفرص، ينطوى على مخاطر، وأحد أكبر هذه المشاكل هو أن ناتج الذكاء الاصطناعى التوليدى غالبًا ما يكون خاطئًا أو مهلوسًا، ويمكن أن تعطى مثل هذه النماذج أحيانًا إجابات مختلفة عن نفس السؤال اعتمادًا على المدخلات البشرية وبيانات التدريب، وستعطيك التقنيات الحتمية، مثل آلة حاسبة الجيب، نفس الإجابة دائمًا عند النقر على 19 × 37.
وتعطيك التقنيات الاحتمالية، مثل الذكاء الاصطناعى التوليدى، فقط تقديرًا تقريبيًا محتملاً إحصائيًا للإجابة، فهى مثل “ببغاوات عشوائية” كما وصفها الباحث السابق فى “جوجل”، تيمنت جبرو، لهذا السبب، وقام موقع “ستاك أوفر فلو”، وهو موقع إلكترونى للأسئلة والأجوبة لمبرمجى الكمبيوتر، بحظر الاستجابات التى تم إنشاؤها بواسطة “تشات جى بى تى” لأنها غير موثوقة.
وتضع العيوب الواضحة للذكاء الاصطناعى التوليدى مسئولية خاصة على أولئك
الذين يطورون هذه النماذج حتى ينظروا فى كيفية إساءة استخدامها، قبل إطلاقها
للعامة، لكن هذا الأمر يزداد صعوبة نظرًا للسرعة التى تتطور بها هذه النماذج، وقد
يستمتع المستخدمون جيدًا ويستفيدون من استخدامها، ولكن يجب عليهم دائمًا التعامل
معها بحذر.
وفى حين أن الذكاء الاصطناعى التوليدى يمكن أن يساعد فى إلهام الفكرة
الأولى، فلا ينبغى أبدًا الاعتماد عليه فى القرار الأخير.
وعلى مستوى الأعمال المستقلة، بلغت أرباح الشركة 182.2 مليون جنيه خلال 2021 مقابل أرباح بقيمة 112.9 مليون جنيه في العام السابق له.