اخيراً سيرى برنامج الطروحات الحكومية النور بعد سنوات من التعثر في سراديب البورصة ، التى عانت من التعثر وعدم وضوح الرؤية والتقلبات العنيفة التي شهدها الاقتصاد العالمي منذ عام 2020.
وتتحدث الحكومة عن تنفيذ برنامج الطروحات الحكومية منذ عام 2016 ، ولكنها لم تتخذ خطوات فعلية لتنفيذ البرنامج على أرض الواقع بحجة عدم ملائمة ظروف السوق للطرح، ولكن مع اتفاقية صندوق النقد الدولي الأخيرة والتي اشترطت رفع حصة القطاع الخاص في عدد من الشركات ليصل خلال 4 سنوات إلى 65% من الاقتصاد المصري، دفع الحكومة للتسريع من وتيرة برنامج الطرح.
كيف سرعت الحكومة برنامج الطروحات؟
وفي سبيل تسريح وتيرة برنامج الطروحات الحكومية، أسس صندوق مصر السيادي، صندوق فرعي لإدارة عملية الطرح لبعض الشركات المملوكة للدولة بالبورصة، أو على مستثمر استراتيجي، وحددت أهداف الصندوق في جذب استثمارات أجنبية في فترة زمنية قصيرة، والإسراع بتنفيذ برنامج الطروحات وذلك في ضوء سرعة اتخاذ القرارات من قبل الصندوق، واستهداف مستثمرين استراتيجيين مما يساعد في قياس مدى الاهتمام المؤسسي قبل الانتقال إلى مرحلة الاكتتاب العام.
الحكومة تكشف عن طرح 32 شركة بالبورصة
وكشف مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، عن طرح 32 شركة، أمام المستثمرين والمواطنين، في البورصة، من بينهم 3 بنوك وشركتين تابعة لجهاز الخدمات القوات المسلحة وبقية الشركات في مختلف القطاعات
وقال مدبولي، في مؤتمر صحفي، إنه سيتم إتاحة القائمة الكاملة أمام المواطنين والمستثمرين اليوم للتعرف على هذه الشركات.
وتشمل الـ 32 شركة المطروحة بنوك وشركات وأصول ومنها بنك القاهرة، المصرف المتحدة، البنك العربي الأفريقي الدولي، شركة مصر لتكنولوجيا التجارة، النصر للإسكان والتعمير، شركة المستقبل للتنمية العمرانية، مصر لأعمال الأسمنت المسلح، شركة حلوان للأسمدة، الشركة الوطنية للمنتجات البترولية، الشركة المصرية لإنتاج البروبلين والبولي بروبلين، النصر للتعدين.
كما تتضمن شركات شركة المصرية لإنتاج الايثلين ومشتقاته، شركة الحفر للبترول، المصرية لإنتاج الالكيل بنزين الخطي"ايلاب"، سيناء للمنجنيز، المصرية للسباك الحديدية، الرباط لأنوار السفن، بورسعيد لتداول الحاويات والبضائع، دمياط لتداول الحاويات والبضائع، شركة الصالحية للاستثمار والتنمية، الفنادق المملوكة لوزارة قطاع الأعمال العام، شركة مصر لتأمينات الحياة، مصر للتأمين، محطة توليد الرياح بجبل الزيت، محطة توليد الرياح بالزعفرانة، محطة بني سويف لتوليد الكهرباء، صافي لتعبئة المياة، تنمية الصناعات الكيماوية "سيد" شركة البويات والصناعات الكيماوية باكين، الأمل الشريف للبلاستيك، مصر للمستحضرات الطبية.
خبير: "يعطي قبلة الحياة للبورصة المصرية"
من جدانبها قالت الدكتورة رانيا يعقوب خبيرة الأسواق المالية عضو مجلس إدارة البورصة المصرية، إن برنامج الطروحات الحكومية يعيد قبلة الحياة للبورصة المصرية على مدار السنوات الماضية.
وأضافت رانيا يعقوب في تصريحات صحفية، أن البورصة المصرية كانت في انتظار قرار الطروحات الحكومية الذي تأجل كثيراً، ولكن جاء إعلان رئيس الوزراء عن الشركات التي سيتم طرحها بالبورصة، بجانب اهتمام الدولة بتخارجها من الأنشطة الاقتصادية، وترجمة ذلك في قرارات واجراءات منها صدور وثيقة ملكية الدولة، والتي تلاها الإعلان عن الطروحات الحكومية في البورصة المصرية.
وأكدت خبيرة الأسواق المالية، أنه من المتوقع أن يكون للطروحات الحكومية، تأثير إيجابي على رفع قيمة رأس المال السوقي وجذب سيولة كبيرة للبورصة المصرية؛ التي تعتبر من أهم المنصات والبدائل أمام المستثمرين لضخ أموالهم فيها".
وأشارت رانيا يعقوب، إلي أن ذلك انعكس على ارتفاع أعداد المستثمرين الجدد في البورصة المصرية بجانب الاهتمام الكبير من الصناديق العربية السيادية بالاستحواذ على الأصول المصرية؛ والتي تعد أصول جيدة ذات ربحية.
وأوضحت خبيرة الأسواق المالية، أن ما تم الإعلان عنه حتى الآن هو الإعلان عن مجموعة قطاعات متنوعة (قطاع الاتصالات وقطاع اللوجستيات وقطاع المواد الغذائية وقطاع البتروكيماويات والأسمدة)؛ تعد أهم القطاعات التي شاهدنا عليها عمليات استحواذات بما يعكس اهتمام المستثمر الأجنبي بهذه الطروحات.
واشارت يعقوب، إلي أن البورصة المصرية من أهم المنصات التي تقوم بتحويل الشركات والمساعدة في جذب السيولة عن طريق الاستثمار الأجنبي غير المباشر، وصعدت في الشهور القليلة الماضية بدافع من اهتمام المستثمرين بـ ضخ سيولة في البورصة نتيجة انخفاض قيمة الأصول التي أصبحت أكثر جاذبية.
وتابعت: يهتم المستثمر الأجنبي بصورة عامة بفكرة "التقييم"، وتعتبر الأصول المصرية من أفضل الأصول الجاذبة للمستثمرين في المنطقة العربية وشمال إفريقيا، وهي تصول ذات معدلات ربحية ، وتتواجد في قطاعات قوية وبعض تلك القطاعات استفادت من أزمة الحرب الروسية الأوكرانية، موضحة أن اهتمام المستثمر العربي بالأصول المصرية يندرج تحت أن المستثمر يستثمر في المستقبل و ليس للحاضر.
وكشفت رانيا يعقوب، أن الأزمة الروسية الأوكرانية تؤثر على جميع الاقتصاديات في العالم، بداية من الاقتصاديات الصناعية الكبرى وحتى الاقتصاديات الناشئة، ولكن تظهر في تلك الأزمات "فرص"، واتضح هذا في الفترة الماضية على مدار عام و نصف".
وأكدت على وجود اهتمام كبير من صناديق و مؤسسات دولية في الاقتصاد المصري، وعلى الرغم من هذه الأزمة، لاتزال مصر تحافظ على بصمتها في المجتمع مما يعزز ثقة المستثمرين بالاستثمار في مصر، و وهو ما يؤكد عملية الاستحواذ التي تمت خلال الفترة المقبلة.