تضافرت عوامل الضغط على سعر الدولار في السوق الموازية ودولار الصاغة، ليتراجع بشكل حاد من أكثر من 70 جنيها إلى 55 جنيه ( وقت مثول الخبر للنشر)، ولم يلبث إلى أن أدى إلى هبوط في سعر الجنيه الذهب أفقده أكثر من 5 آلاف جنيه من قيمته.
أسباب وراء التراجع
وأرجع متعاملون أسباب تراجع دولار السوق السوداء والصاغة إلى تصريحات صندوق النقد الدولي حول تقدم المفاوضات مع مصر، وسبل زيادة قيمة القرض من 3 مليارات دولار إلى نحو 10 - 12 مليار دولار، ولكن أبرز الملامح التي هزت المتعاملين في السوق السوداء، مع ضخ استثمارات إماراتية تزيد على 40 مليار دولار بالتعاون مع مستثمرين مصريين في القطاع السياحي، رغم أن الحكومة المصرية لم تؤكد هذه الأنباء حتى الآن.
علاوة على دعم أوروبي غير محدد القيمة، وتحصل البنك المركزي المصري، يوم الاثنين، على مليار دولار من عطاء لبيع أذون خزانة دولارية، وذلك بعد أن رفع سعر الفائدة الرئيسية 2 %، يوم الخميس الماضي.
إجراءت حكومية لترشيد النفقات
ووافق مجلس الوزراء، برئاسة مصطفى مدبولي، الأسبوع الماضي، على مشروع قرار بشأن ترشيد الإنفاق الاستثماري بالجهات الداخلة في الموازنة العامة للدولة والهيئات العامة الاقتصادية في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية، علاوة على الموافقة على مشروع قرار بإلغاء الإعفاءات من الضرائب والرسوم المقررة لجهات الدولة في الأنشطة الاستثمارية والاقتصادية.
انخفاض سقف سعر الدولار في "التعويم" المقبل
وقال النائب أحمد سمير، عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس الشيوخ، إن ما حدث لدولار السوق السوداء أثبت أن "سعره كان مبالغاً فيه بشدة" وأن السبب الوحيد لذلك عدم توافره فقط وليس ضعفاً في الاقتصاد المصري.
وخفض "سمير" من التوقعات التي كانت تشير بتخفيض الجنيه مقابل الدولار إلى 40 – 45 جنيها للدولار في خطوة التعويم المقبلة، مشيرًا إلى أن السعر العادل الذي يرى أن الحكومة المصرية قد تلجأ إليه عند بدء التخفيض المتوقع : "نحو 36 إلى 38 جنيهاً للدولار، وهو السعر الذي تتوقعه كثير من المؤسسات الدولية".
وأوضح عضو اللجنة الافتصادية بالغرفة الثانية للبرلمان في مصر، أن مشكلات اقتصاد مصر الحالية في عدم توافر الدولار، مشددًا : "إذ حلت مصر مشكلة الدولار فستنهي كل مشكلاتها الحالية لتبدأ العمل فيما بعد على خفض التضخم حتى يشعر المواطن بأهمية هذه الخطوات" .
3 أنواع من دولار السوق السوداء
رغم ثبات سعر العملة الأميركية في البنوك الرسمية عند 30.90 جنيه منذ مارس الماضي، ونتيجة عدم توافرها لدى البنوك، اخترع كل قطاع دولاراً خاصاً به حتى يكون دليلاً يسترشد به في التسعير، فمن دولار السوق السوداء الذي أصبح يتداول على نطاق واسع بين المستوردين والتجار والمنتجين، ودولار الصاغة الذي يستخدمه تجار الذهب والمجوهرات في تسعير الذهب، ودولار البنك التجاري الدولي الذي يستخدمه المستثمرون في البورصة، والذي يقوم من خلاله المستثمر بشراء السهم في بورصة مصر وبيعه في بورصة لندن (أربيتراج) للاستفادة من فرق السعر بالدولار. وتمثل أسهم البنك التجاري الدولي الوزن النسبي الأكبر في بورصة مصر.