امتدت تداعيات انخفاض الطلب على السيارات الكهربائية إلى مُصنعي قطع الغيار والموردين، ولم تقتصر فقط على أرقام المبيعات وخطط الحياد الكربوني لنشر السيارات المخفضة لانبعاثات قطاع النقل.
وكان أحدث المتضررين شركة ماجنا إنترناشيونال (Magna International) الكندية، الرائدة في تقنيات التنقل والتصنيع، وأكبر مُصنعي قطاع الغيار في أميركا الشمالية، حسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
ورغم أن المبيعات العالمية تُسجل نموًا فإنها
ما زالت أقل من المأمول لتلبية أهداف خطط الانتشار على نطاق واسع، إذ سبق أن توقعت
وكالة الطاقة الدولية في أبريل الماضي ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية إلى 35%
خلال 2023.
دفع تباطؤ الطلب على السيارات الكهربائية شركة
ماجنا إنترناشيونال الكندية نحو توقعات غير متفائلة فيما يتعلق بالأرباح، خاصة أن
تراجع الطلب اقترن بارتفاع أسعار المواد الخام المستعملة في التصنيع وأسعار
المعادن أيضًا.
وانخفضت توقعات أرباح ماجنا لأرباح العام
الجاري 2024 عن توقعات المحللين، ودفع ذلك نحو انخفاض أسهم الشركة بنسبة 6% اليوم
الجمعة 9 فبراير، وفق ما نشرته وكالة رويترز.
وتدلل نتائج أعمال الشركة للربع الرابع من
العام الماضي 2023 (من أكتوبر حتى نهاية ديسمبر) على ذلك، إذ قُدرت أرباحها بنحو
1.33 دولارًا للسهم، بانخفاض عن توقعات المحللين التي دارت في نطاق 1.48 دولارًا
للسهم.
ويأتي ذلك رغم جني مبيعات الشركة أرباحًا قدرها
10.45 مليار دولار، خلال الربع الرابع، بنسبة ارتفاع 9.2%.
وحول العام الجاري 2024، تتراوح أرباح أكبر
منتج قطع غيار للسيارات في أميركا الشمالية بين 1.60 و1.80 مليار دولار طبقًا
لتوقعات الشركة، التي انخفضت أيضًا عن توقعات المحللين لأرباح تصل إلى 1.90 مليار
دولار.
ما زال ضعف الطلب على السيارات الكهربائية دون
المستوى المستهدف مؤثرًا في العناصر والأطراف المكملة للتصنيع، مثل الوكلاء
والموردين وكذلك تصنيع قطع الغيار أيضًا.
وأكد الرئيس التنفيذي لشركة ماجنا الكندية،
سوامي كوتاجيري، أن الطلب على السيارات الكهربائية شهد انخفاضًا بعدما تغيرت
مستهدفات وخطط الانتشار، مشيرًا إلى أن ما تواجهه الصناعة كان كفيلًا بتغير
الاتجاه من تحديات المعروض إلى تحديات الطلب.
وأضاف أن مبيعات شركة ماجنا، المتخصصة في تصنيع
قطع غيار السيارات، تأثرت سلبًا على المديين القصير والمتوسط بتراجع الطلب على
السيارات الكهربائية.
ولم تقتصر تحديات وضغوط الصناعة على شركة ماجنا
فقط، إذ ألحق تباطؤ الطلب على السيارات الكهربائية ضررًا بعدد من موردي قطع
الغيار، من بينهم شركة بورج وارنر الأميركية.
وتشابهت توقعات أرباح الشركة الأميركية خلال
عام 2024 مع نظيرتها الكندية، إذ انخفضت أيضًا عن توقعات المحللين.
ومع ظهور عيوب جسيمة في السيارات الكهربائية
مثل حرائق البطاريات وقصر المدى والنطاق والتكلفة المرتفعة، تحول المُصنعون إلى
التركيز على السيارات الهجينة والعاملة بالغاز.
وربما زاد من هذا الزخم ارتفاع أسعار المواد
الخام والمعادن، وكذلك رواتب الأيدي العاملة في مجال تصنيع السيارات الكهربائية،
ما أضاف إلى تكلفتها النهائية أعباء جديدة عززت تراجع المبيعات والطلب.