الجمعة 22 نوفمبر

سيارات

ضعف الطلب على السيارات الكهربائية يعرقل توسع عملاقة صناعة البطاريات في أوروبا


سيارة كهربائية تشحن في محطة متخصصة

أثر انحسار الطلب على السيارات الكهربائية سلبًا في الخطط التوسعية التي تتبناها أكبر شركة لتصنيع البطاريات المتطورة في أوروبا.

وتعتزم رائدة تصنيع البطاريات السويدية نورثفولت إيه بي (Northvolt AB) التراجع خُطوة إلى الخلف في تنفيذ عدد من مشروعاتها الحالية.

وامتدت تداعيات انخفاض الطلب على السيارات الكهربائية إلى مُصنعي قطع الغيار والموردين، ولم تقتصر على أرقام المبيعات وخطط الحياد الكربوني لنشر السيارات المخفضة لانبعاثات قطاع النقل.

ومع ظهور عيوب جسيمة في السيارات الكهربائية، اضطر معها المصنعون إلى استدعاء عشرات الآلاف منها، مثل حرائق البطاريات وقصر المدى والنطاق إلى جانب التكلفة المرتفعة، حول المُصنعون تركيزهم إلى السيارات الهجينة والعاملة بالغاز، بحسب منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).

تفكر رائدة تصنيع البطاريات السويدية نورثفولت إيه بي -جديًا- في إبطاء وتيرة مشروعات البطاريات الخاصة بها، في أحدث خُطوة في عمليات إعادة تقييم الصناعة عقب تباطؤ التحول إلى السيارات الكهربائية، وفق ما أوردته شبكة بلومبرغ.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة نورثفولت إيه بي، بيتر كارلسون إنه من الممكن أن ترجئ شركته الجداول الزمنية في مواقعها الـ4 الرئيسة، بتصريحات أدلى بها اليوم الثلاثاء 2 يوليو الجاري.

وإلى جانب مصنعها الأكثر تطورًا في شمال السويد، تطور الشركة مصنعًا بالشراكة مع عملاقة صناعة السيارات السويدية فولفو (Volvo)، بالقرب من غوتنبرغ غرب السويد، ومصنعًا آخر في بلدة هايد الألمانية، كما التزمت نورثفولت إيه بي بإنشاء مصنع بطاريات في مدينة مونتريال الكندية.

وتستكشف الشركة مدى جدوى إستراتيجيتها طويلة المدى من حيث "تخصيص رأس المال"، إلى جانب وضع "خطط زمنية واقعية لتلك المشروعات بين العملاء".

ودفع بطء الطلب بأكثر من المتوقع على السيارات الكهربائية شركات تصنيع السيارات إلى تعديل خُططها الخاصة بطرح تلك الطُرز النظيفة، والعدول عن الأهداف الطموحة لكهربة أساطيلها من المركبات.

وبدأت الآثار السلبية الناجمة عن تلك التغييرات تتضح على نطاق واسع، مع إرجاء موعد تنفيذ مشروعات البطاريات، كما لجأت شركات توريد المواد الخام أمثال أوميكور (Umicore) وبي إيه إس إف (BASF)، الألمانية متعددة الجنسيات وأكبر مُنتِج للمواد الكيميائية في العالم إلى إلغاء المشروعات.

تتزايد العراقيل الإضافية أمام نورثفولت إيه بي، الشركة المصنعة لأكثر البطاريات المحلية المتطورة في أوروبا؛ إذ خطا منافسون كبار في مجال تصنيع البطاريات في آسيا، مثل عملاقة صناعة السيارات الكهربائية الصينية بي واي دي (BYD)، خُطوات واسعة نحو تحسين كفاءة بطاريات ليثيوم فوسفات الحديد رخيصة التكلفة، وتوسيع أنواع المركبات التي يمكنها استعمال تلك البطاريات؛ ما يقوض الجهود الرامية للنهوض بصناعة البطاريات في القارة العجوز.

كما تواجه نورثفورت إيه بي مشكلات داخلية في التحول إلى الإنتاج على نطاق كامل، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ولطالما اشتكى عملاء أمثال شركة سكانيا (Scania) التابعة لشركة فولكسفاغن (Volkswagen)، من تأخيرات في تسليم الطلبات المخصصة لهم.

يأتي هذا في الوقت الذي انسحبت فيه رائدة تصنيع السيارات الألمانية بي إم دبليو (BMW) من طلب بطاريات بقيمة ملياري يورو (2.1 مليار دولار أمريكي) على خلفية مخاوف تتعلق بالجودة؛ ما وجه ضربة قاصمة لجهود المنطقة الرامية إلى إنشاء سلسلة توريد مستقلة للسيارات الكهربائية.

قال الرئيس التنفيذي لشركة نورثفولت إيه بي، بيتر كارلسون إن الخسائر التشغيلية لمصنعة البطاريات السويدية قد تضاعفت بأكثر من 3 مرات لتصل إلى 1.03 مليار دولار في العام الماضي (2203) مع مواجهة الشركة تحديات وانتكاسات عدة.

وأشار إلى أن الشركة تتطلع إلى تسريع وتيرة الإنتاج في مصنع إيت (Ett) التابع لها، في بيان رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وارتفعت إيرادات الشركة إلى ما قيمته 128 مليون دولار في عام 2023، بزيادة من 107 ملايين دولار.

في المقابل، قالت نورثفولت إيه بي إنها تستهدف حصة سوقية نسبتها 25% في أوروبا بحلول نهاية العقد الحالي (2030)، ما يعادل سعة إنتاجية بنحو 150 غيغاواط.

وأرجأت الشركة خُططًا لطرح عام مبدئي إلى العام المقبل (2025) بسبب التحديات التي تفرضها السوق بالنسبة لعمليات الإدراج، إلى جانب الصعوبات التشغيلية المتضمنة في تسريع عجلة الإنتاج. وفق ما نشرته بلومبرغ في شهر يونيو/حزيران (2024).

إلى جانب ذلك، وفي وقت بالغ الحساسية بالنسبة لخطط نورثفولت إيه بي، تفقد الشركة جهود وخبرات رئيسها وأحد خبراء الصناعة المحنكين جيم هايغمان سنابي.

ولن يعود سنابي الذي يترأس -كذلك- شركة سيمنس (Siemens) الألمانية، بعد الحصول على إجازة عارضة مدتها 6 أشهر.

وكان سنابي الذي يحمل الجنسية الدنماركية قد شغل مهام منصبه في عام 2022، في مسعى لبناء مجلس إدارة أكثر استقلالًا، ويخلفه في منصبه عضو مجلس الإدارة توم جونستون.