الأحد 17 نوفمبر

تقارير

المصريون في انتظار "تعويم الجنيه" .. أزمة الاقتصاد تلقي بظلالها على "الفلانتين داي"


هدايا الفلانتين

ألقت الأزمة الاقتصادية بظلالها القاتمة على موسم عيد الحب في مصر (الفلانتين داي)، حيث ارتفعت أسعار هدايا المحبين، التي تأتي في الغالب من خارج البلاد استيراداً من الصين، بنحو 60% في المتوسط على أساس سنوي، بحسب تجار، شكو ضعف الإقبال، في موسم الـ"فلانتاين داي" الذي كان يعرف قبل سنوات برواجه البيعي، وإن ظلت بعض مظاهره قائمة، من حيث تزين المحال بالهدايا والدببة وغلبة اللون الأحمر على منتجات الموسم.


أسعار الهدايا التقليدية 



وأفادت مصادر مطلعة، بأن أسعار الهدايا التقليدية تتراوح ما بين 250 جنيهاً مصرياً و1500 جنيه للدببة بأحجامها المختلفة، وميداليات الفضة التي تبدأ من 400 جنيه ، وزجاجات العطر التي تراوح بين 300 و700 جنيه ، إضافة إلى صناديق الهدايا التي تضم أكواباً وزجاجات ومجسمات فنية للعرض، تبدأ من 500 جنيه، فيما تذهب شرائح مجتمعية أخرى لشراء أحرف ذهبية ومصوغات بأوزان خفيفة.


وأشارت المصادر إلى أن شركات الذهب تطرح عادة في هذا الموسم مصوغات وأشكالاً ذهبية ذات أوزان خفيفة ومن أعيرة ذات نقاء أقل، لولا أن الارتفاع الجنوني في أسعار الذهب خلال الأشهر الأخيرة، أضعف من مبيعات هذا الموسم إلى حدود الندرة، لكن الأمر يختلف من منطقة إلى أخرى، ومن مستوى اجتماعي إلى آخر، وإن كان الغالب ضعف الطلب.



كيف أثرت الأزمة الاقتصادية على المحبين في مصر؟



فيما شرح أحد التجار بمنطقة وسط البلد : كيف كان زبائن هذا الموسم قبل سنوات، حين لم يقتصروا فقط على المحبين والمخطوبين، بل أيضاً المتزوجين وبعض الأصدقاء ، لكن الأزمة الاقتصادية نزعت عنه نفقاته، بخاصة في وقت تستعد الأسر في مصر لشهر رمضان المبارك، الذي يشهد إنفاقاً أعلى من حيث الولائم والعزائم.


ولفت إلى أن غالب منتجاته المعروضة متبقية من موسم الكريسماس، وأن الإقبال هذا العام يواصل حال الضعف الذي استمر عليه منذ ثلاثة أعوام، مقدراً نسبة الإقبال بنحو 40% مقارنة بالعام الماضي الذي كان هو الآخر أقل من ذي قبل، مشيراً إلى أن بعض الزبائن يكتفون بالاستفسار عن السعر، قبل أن يديروا ظهورهم مغادرين المكان.


أولويات تتبدل


وتبدلت أولويات إنفاق المصريين في السنوات الأخيرة، بحسب دراسة حديثة للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أشارت إلى أن الإنفاق على الطعام والشراب تصدر قائمة الأولويات، في وقت تراجعت على سلم هذه القائمة بنود أخرى يرونها أقل أهمية، وتنتمي إلى السلع التي يصطلح على تسميتها بـ"الكمالية" أو الترفيهية.


ويشكو تاجر آخر من ضعف الإقبال هذا العام، ويرى أن افتراش محال المنطقة بالمنتجات الرمضانية من مواد العطارة والزيوت والبقوليات يصرف أنظار المارة نحو أولويات أكثر جدوى وأهمية، علاوة على أن القرب الزماني بين المناسبتين، يضعف من فرص المبيعات في الموسم الحالي لصالح الموسم الرمضاني الذي يشتهر بمبيعات المواد الغذائية.


وأشار التاجر، إلى أن موسم عيد الأم الذي يوافق 21 مارس من كل عام، يأتي هو الآخر متداخلاً هذا العام مع شهر رمضان الذي يحل في الـ11 من مارس المقبل، والذي يعقبه موسم آخر تنشط فيه مبيعات الملابس الجاهزة هو موسم العيد، معتبراً أن التداخل بين هذه المواسم يعطل من فرص بعضها البعض، فيما الغلاء يفرض كلمته الأخيرة، محدداً بوصلة إنفاق الأسر في البلاد.


المصريون يترقبون تعويم الجنيه وأعينهم على أسعار السلع


وتأثرت العملة في مصر، بأربعة تخفيضات للجنيه المصري، إذ حررت البلاد سعر الصرف أول مرة في نوفمبر  2016، فيما كان التعويم الثاني في مارس 2022، إذ خفض الجنيه من 15.77 جنيه للدولار إلى 19.7 جنيه للدولار بتراجع 25 في المئة، بينما كان التعويم الثالث في أكتوبر 2022 إذ خفض الجنيه من 19.7 جنيه للدولار إلى 24.7 جنيه للدولار بتراجع 25.4 في المئة.


في حين كان التعويم الرابع والأخير في يناير 2023 وتقرر خفض الجنيه من 24.7 جنيه للدولار إلى 32 جنيهاً للدولار بتراجع 30 في المئة، فيما يسجل السعر الرسمي للدولار حالياً 30.93 جنيه، بينما يتضاعف الرقم في السوق الموازية إلى مستوى 62 جنيهاً للدولار الواحد.