تباطأت وتيرة مبيعات السيارات الكهربائية الصينية، في أول شهرين من العام الجاري (2024)، مقارنةً بالعام الماضي (2023)، وفق بيانات جمعية السيارات الملاكي الصينية.
وأظهرت البيانات، التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، أن تباطؤ المبيعات يأتي في وقت تحتدم حدة المنافسة مع شركة "بي واي دي" BYD قائدة السوق المحلية؛ ما دفعها إلى تخفيضات أكبر لأسعار منتجاتها.
وتهيمن السيارات الكهربائية الصينية
على السوق العالمية؛ ما دفع إلى مطالبات عديدة مؤخرًا، من المسؤولين في الدول
الغربية للتصرف حيال هذا التهديد من إنتاج بكين للصناعة في عقر دارهم.
وأصدرت إدارة الرئيس الأميركي جو
بايدن، نهاية الشهر الماضي، بيانًا أشارت فيه إلى أن "شركات صناعة السيارات
الصينية تسعى إلى إغراق الأسواق في الولايات المتحدة والعالم؛ ما يشكّل تهديدات
جديدة لأمننا القومي، وأن الرئيس بايدن لن يسمح بحدوث ذلك".
ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية
الصينية، خلال شهري يناير وفبراير 2024، بنسبة 18.2%، مقابل زيادة بنسبة 20.8% في
مبيعات العام الماضي، وفق بيانات حديثة، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
ويعكس هبوط وتيرة مبيعات السيارات
الكهربائية الصينية، تراجع اهتمام المستهلكين بها، بسبب الآثار السلبية لتغيرات
الطقس في هذا النوع من المركبات.
وأشارت دراسات عديدة إلى أن الطقسين
الحار والبارد يضعفان السيارة الكهربائية وبطاريتها، ما يحد من النطاق الذي يمكن
أن تقطعه، كما يخفض من العمر الافتراضي للبطارية.
ويزداد حجم هذا التأثير مع تساقط
الأمطار ووجود الثلوج؛ ما يضعف ثقة المستهلكين بهذه المركبات، وفق تعليق جمعية
السيارات الملاكي الصينية، في بيان اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتذبذبت بيانات مبيعات السيارات الكهربائية
الصينية، في شهر فبراير الماضي، تزامنًا مع عطلة السنة القمرية التي حلّت خلال هذا
الشهر في 2024، وبلغت 8 أيام، في حين كانت تلك العطلة 7 أيام، وحلت في يناير2023.
دفع تأثير الطقس السلبي في المركبات
الكهربائية إلى تباطؤ مبيعات السيارات الكهربائية الصينية، خلال أول شهرين من
2024، وزيادتها للوحدات التي تعمل بالتقنيات الجديدة، مثل الهجينة التي يمكن
تشغيلها بمحرك حرق الوقود والبطارية.
وزادت مبيعات السيارات الهجينة بنسبة
37.5% في شهري يناير وفبراير 2024، مقابل 36.2% في 2023، في حين صعدت مبيعات كل
سيارات الركوب بنسبة 16.3%، وفق بيانات جمعية السيارات الملاكي الصينية.
ورغم تأثر مبيعات السيارات الكهربائية
الصينية بعوامل الطقس؛ فإنها تتقدم بكل قوة نحو الأسواق العالمية؛ ما يخيف
المسؤولين والمهتمين بالريادة الغربية في القطاع الصناعي.
وعلى سبيل المثال، أثار نبأ مساعي
"بي واي دي" -أكبر شركة لصناعة السيارات الكهربائية الصينية- لبناء مصنع
جديد في المكسيك العام الماضي، مخاوف نظيرتها الأميركية.
وأنتجت "بي واي دي" سيارات
كهربائية تعمل بالبطارية أكثر من شركة "تيسلا"
Tesla الأميركية، خلال الربع الرابع من
العام الماضي؛ لتصبح أكبر شركة مصنّعة للسيارات الكهربائية في العالم.
ويخشى تحالف المصنّعين الأميركيين
تدفّق السيارات الكهربائية الصينية رخيصة الثمن عبر الحدود إلى بلادهم، واصفين
إياه بأنه "حدث كارثي" بالنسبة لشركات صناعة السيارات الأميركية ومئات
القطاعات التي تعتمد على تصنيع السيارات.
وأطلق مدير شركة السيارات الفرنسية
العملاقة "رينو" (Renault) لوكا دي ميو، نداءً، الشهر الماضي، لكل الدول الصناعية في أوروبا، مثل
فرنسا وبريطانيا، لإعداد ردّ قوي على التهديد القادم من واردات السيارات
الكهربائية الأجنبية الرخيصة، خاصة الصينية، وفق الكاتب ماثيو لين، في مقال نشرته
صحيفة "التليغراف".
وحذّر الكاتب، في مقاله، من السيارات
الكهربائية الصينية، ومنتجات الطاقة المتجددة، وكل عمليات تحول الطاقة التي تهيمن
عليها بكين، وإمكانات سلب الدولة الآسيوية العملاقة عجلة القيادة لصناعة السيارات
بصورة عامة من أوروبا، وفق المقال الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.