تراجعت عائدات إنتاج الديزل بحدة خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث تجاوزت إمدادات الوقود الصناعي ووقود النقل الطلب، مما دفع شركات التكرير إلى خفض معدلات التشغيل والتركيز بدلاً من ذلك على إنتاج البنزين ووقود الطائرات.
وكان فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي أدفأ من المتوقع، لتظل المخزونات بذلك مرتفعة نسبياً، فيما كان الطلب الصناعي فاتراً. وفي الصين، بدأت شعبية الشاحنات العاملة بالغاز الطبيعي المسال في التزايد فيما قد يكون بداية تحول هيكلي طويل الأمد في الاستهلاك.
انخفضت أرباح شركات التكرير الآسيوية
من إنتاج الديزل من نحو 29 دولاراً للبرميل في أوائل فبراير إلى حوالي 15 دولاراً،
وهي قريبة من أدنى مستوياتها خلال عام. وتهاوت بحدة أيضاً في الولايات المتحدة
وأوروبا خلال الفترة نفسها، بالرغم من تسجيلها انتعاشاً طفيفاً هذا الشهر.
قال بريان مانديل، نائب الرئيس
التنفيذي للتسويق والتجارة بشركة "فيليبس 66"
(Philips 66)، في مكالمة حديثة للأرباح
رداً على سؤال حول الديزل: "بدأنا نشهد انخفاض معدلات التشغيل في أوروبا
وآسيا"، ولا تزال شركة تكرير النفط "بناءة" في توقعاتها التي تشير
إلى ارتفاع الطلب على البنزين خلال موسم القيادة الصيفي وتحسن استهلاك وقود
الطائرات.
ويختلف ذلك كثيراً عما كان عليه الحال
قبل عامين عندما ارتفعت أسعار الديزل بسبب مخاوف الإمدادات عقب الحرب الروسية على
أوكرانيا.
تشكل هجمات الطائرات المُسيرة في
الأشهر الأخيرة على مصافي التكرير في روسيا، وهي منتج رئيسي للوقود، تهديداً
محتملاً للإنتاج إذا تسارعت، لكن حتى الآن تمكنت التحديات الديناميكيات غير
المواتية بين العرض والطلب من تجاوزها.
وعزا يوجين لينديل، رئيس وحدة
المنتجات المكررة في شركة الاستشارات "إف جي إي"(FGE)، ضعف الديزل في أوروبا إلى ارتفاع التدفقات الأميركية إلى المنطقة
وانخفاض أسعار الشحن، الذي جعل وقود آسيا أرخص.
وأوضح: "كنا على حافة جولة أوسع
من خفض معدلات التشغيل، لكن تحسن فرق السعر بين النفط الخام ومنتجات مثل زيت
الوقود والنافتا، بجانب فروق أسعار الديزل المستقرة، قدمت صورة عامة أفضل قليلاً
لهامش الربح".