تتجه أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا نحو تكبد أكبر خسارة أسبوعية منذ أكثر من شهرين مع تراجع مخاطر الإمدادات في المنطقة. ومن المتوقع أن تنخفض العقود المستقبلية القياسية 6% تقريباً خلال الأسبوع الجاري، حتى مع تقلب العقود يوم الجمعة بين صعود وهبوط، وبذلك يصبح هذا أكبر انخفاض أسبوعي منذ أبريل على الأقل، عندما بدأ التجار في إعادة بناء المخزونات قبل موسم الشتاء.
ارتفعت مستويات تخزين الغاز في أوروبا إلى 80%، وهي نسبة أعلى من المعتاد في هذا الوقت من العام. وهدأت المخاوف بشأن انخفاض إمدادات الغاز الطبيعي المسال جراء ارتفاع الطلب في أماكن أخرى، وذلك بفضل امتلاء المخزونات، إلى جانب توليد الطاقة المتجددة بشكل متزايد، واستمرار التدفقات من النرويج.
ورغم معاناة جنوب شرقي أوروبا من موجات الحر الشديد، إلا أن الشمال الغربي من القارة شهد طقساً أكثر برودة من المعتاد حتى الآن خلال الصيف، وهذا يعني انخفاض الطلب في الشمال على الغاز لإنتاج الكهرباء من أجل استخدامها في تشغيل مكيفات الهواء.
يجري المسؤولون الأوروبيون محادثات للحفاظ على تدفق الغاز عبر خط أنابيب بين روسيا وأوكرانيا، بينما يتسابقون لمنع حرب موسكو من الإضرار أكثر بإمدادات الطاقة للقارة.
كتب محللو "إنرجي أسبكتس" (Energy Aspects) في مذكرة بحثية الأسبوع الجاري: "يمكن أن يؤثر ضعف الطلب وارتفاع المخزونات بشكل أكبر على تداولات عقود الغاز الطبيعي في هولندا خلال الفترة المتبقية من موسم التخزين"، في إشارة إلى الفترة التي تشهد تخزين الغاز الطبيعي في أوروبا.
مع ذلك، شهدت الأسعار تقلبات منذ مطلع 2024، حيث أدى انقطاع الإمدادات إلى ارتفاع الأسعار بسرعة. وتسود بعض المخاوف من احتمال انقطاع التدفقات المتبقية التي تصل عبر خطوط الأنابيب إلى المنطقة من روسيا في وقت أبكر من المتوقع.
يتوقع محللو "إنرجي أسبكتس" أن تظل أسعار الغاز عرضة للارتفاع مجدداً في حال ظهور أي انقطاعات في تدفقات الغاز الطبيعي المسال حول العالم. واستقرت العقود الآجلة الهولندية لأقرب شهر -والتي ينظر لها كمعيار رئيسي لسوق الغاز في أوروبا- عند 31.09 يورو لكل ميغاواط في الساعة بحلول 9:22 صباحاً بتوقيت أمستردام.