الأحد 22 ديسمبر

سيارات

مركبات كهربائية بمدى 1100 كيلومتر بفضل تقنية تعتمد على البنزين


سيارت كهربائية

عقد يوان العزم على شراء سيارته العائلية الأولى فأخذ يجرب سيارات كهربائية تماماً من صنع شركات صينية معروفة مثل "نيو" (Nio) و"شاوبنغ" (Xpeng)، لكن الشاب الثلاثيني كان قلقاً من نفاد الطاقة ومشقة شحن السيارة خلال السفر.

لذا قرر يوان وهو من سكان شنغهاي أن يجرب ضرباً جديداً من السيارات يُسمى المركبات الكهربائية طويلة المدى، وهي معدة لتسير مسافة تداني ألف كيلومتر بشحنة واحدة بفضل محرك احتراق داخلي صغير مخصص لإعادة شحن البطارية تلقائياً، فيما أن مدى السيارات الكهربائية التقليدية هو نحو نصف ذلك.

وجد في هذا النوع من المركبات خياراً أمثل له، فدفع نحو 34 ألف دولار ليشتري سيارة من طراز "لي أوتو إل 6" (Li Auto L6)، وهي سيارة رياضية متعددة الأغراض لخمسة ركاب أصبحت بين أكثر الطرازات مبيعاً في الصين.

وقال يوان، الذي اختار التعريف عن نفسه باسمه الأول فقط بسبب مخاوف متعلقة بوظيفته الحكومية: "لم يخطر لي سابقاً أن أشتري سيارة كهربائية طويلة المدى، لكن بهذا لن نقلق  إن قمنا برحلة طويلة من حين إلى آخر، ولن نضطر للانتظار طويلاً في طوابير محطات الشحن."

تقدمت الصين بشكوى لمنظمة التجارة العالمية بشأن قرار الاتحاد الأوروبي فرض رسوم مكافحة الدعم على المركبات الكهربائية الصينية، مصعدةً نزاعاً يؤثر على علاقتهما المتوترة

أصبحت المركبات الكهربائية طويلة المدى أسرع السيارت نمواً من حيث المبيعات في الصين، وهي أكبر سوق للمركبات الكهربائية المعتمدة حصرياً على البطاريات. قالت خدمة بلومبرغ نيوز إنيرجي فاينانس (بي إن إي إف)، إن مبيعات المركبات الكهربائية طويلة المدى ارتفعت بأكثر من ضعفين خلال السنة الماضية، لتشكل اليوم 30% من إجمالي مبيعات السيارات الهجينة القابلة للشحن في الصين.

ستبدأ هذه المركبات بالوصول إلى الولايات المتحدة العام المقبل مع طرح شركة "ستيلانتيس" (Stellantis)، مالكة شركة "كرايسلر"، لمركبة "رامتشارجر" (Ramcharger) وهي نسخة كهربائية من شاحنة (Ram 1500)، وتقول الشركة إن مدى المركبة الجديدة نحو 1110 كيلومترات بالشحنة الواحدة وهي "مصممة لجذب المترددين" كي يدخلوا عصر المركبات الكهربائية.

فيما تجاهد شركات السيارات حول العالم لإقناع المستهلك العادي باقتناء مركبات كهربائية، برزت السيارات الكهربائية طويلة المدى كحل فعّال للتغلب على أكبر عقبتين تعترضان الإقبال على السيارات الكهربائية وهما السعر والقلق بشأن المدى.

يمكن شحن السيارات الكهربائية طويلة المدى عبر وصلها بالكهرباء، حالها في ذلك كحال كافة المركبات الكهربائية العادية، لكن يمكن أيضاً ملء خزانها بالوقود لتشغيل محرك بنزين صغير يشحن البطارية أثناء القيادة، وهذا يتيح لها قطع مسافات أطول بكثير.

في هذا النمط من المركبات، لا يدفع محرك الوقود العجلات كما في السيارات التقليدية أو الهجينة، بل يعمل كمولد كهرباء فقط. هذا يعني أن السيارة الكهربائية طويلة المدى تحتاج بطاريةً أصغر بحوالي نصف بطارية السيارة الكهربائية العادية، فينخفض بذلك سعرها بنحو 4 آلاف دولار مقارنة بالسيارات التي تعتمد على البطاريات كلياً. وبفضل شحن المحرك للبطارية تلقائياً، لن يحتاج السائق للتوقف عند محطات الشحن خلال الرحلات الطويلة.

قال جيم فارلي، الرئيس التنفيذي لشركة "فورد موتورز" في نهاية مايو حين عاد من رحلة إلى الصين، حيث أبهرته المركبات الكهربائية طويلة المدى، إن هذه السيارات "تأتي ببطارية أصغر، و95% من رحلاتها تتم بالاعتماد على النظام الكهربائي بالكامل، ما يحدّ من القلق حيال المسافة التي يمكنها اجتيازها... لقد أعجبنا فعلاً هذا الحل".

وبما أن هذه السيارات تعتمد على طاقة البطارية معظم الوقت، فهي صديقة للبيئة أكثر من السيارات الهجينة التقليدية، مثل "بريوس" التي تبيعها "تويوتا" منذ أكثر من ربع قرن.

سيارات الصين الكهربائية تسجل مبيعات قياسية في أوروبا قبل زيادة التعريفات

استحوذت العلامات التجارية الصينية على 11% من سوق السيارات الكهربائية الأوروبية خلال يونيو الماضي، محققة أرقاماً قياسية من تسجيلات السيارات الجديدة.

تعمل السيارات الهجينة التقليدية بمحرك احتراق داخلي مدعوم بمحرك كهربائي صغير يُشحن من خلال نظام السيارة الكهربائي والطاقة الحركية الناجمة عن المكابح. في المقابل، تسهم المركبات الكهربائية طويلة المدى بانبعاث كميات أقل من ثاني أكسيد الكربون المسبب للاحتباس الحراري، لأن محرك الاحتراق الداخلي يعمل فقط من حين لآخر لشحن البطارية.

لكن فيما أن حجم بطارية السيارات طويلة المدى أصغر من بطارية السيارة الكهربائية تماماً، إلا أنها أكبر من بطارية السيارة الهجينة التقليدية، ما يعني بالتالي أن سعرها أغلى.

حتى الآن، لم تلتزم أي شركة سيارات عدا "ستيلانتيس" مع "رامتشارجر" بإطلاق سيارة كهربائية طويلة المدى في الولايات المتحدة، ولم تكن "فورد" استثناءً. لكن يبدو أن حماس فارلي لهذه التقنية بدأ ينتقل إلى الفريق التنفيذي في شركته.

وقال مارين غجاجا، مسؤول العمليات في وحدة المركبات الكهربائية "موديل إي" (Model e) في "فورد": "يمكنك شحن السيارة عندما تريد، وليس عندما تضطر لذلك، وهذا تقدم كبير جداً".