تسارعت وتيرة فقد السيارات الكهربائية المستعملة قيمتها السوقية، وفق ما كشفه تقييم حديث، اطّلعت على تفاصيله منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتأتي هذه النتائج في وقت تعاني فيه
هذه المركبات أسوأ أيامها بسبب تلكؤ أسواقها، والحروب التجارية بين الصين من جهة،
وأوروبا وأميركا من جهة أخرى.
وبحسب تقييم مجلة "ويرد"
الأميركية للقيمة السوقية التي تفقدها السيارات الكهربائية بعد مدة من الشراء،
فإنها تخسر 50% في المتوسط خلال عام.
كما كشف التقييم أن هناك طُرزًا من
السيارات الكهربائية المستعملة تخسر قيمتها بسرعة أكبر من غيرها، وشمل التقييم
منتجات من تيسلا ومرسيدس وفورد.
ورغم نمو المبيعات في الأشهر الأولى
من 2024، فإن السيارات الكهربائية حققت مبيعات دون التوقعات، وسجّلت في أوروبا
أبطأ نمو على مستوى العالم خلال النصف الأول من العام الحالي
(2024).
والوضع في أميركا ليس أفضل، إذ تُعاني
مبيعات السيارات الكهربائية الولايات المتحدة تباطؤًا، غير أنه من المتوقع أن تشهد
نموًا متسارعًا، مع إطلاق نماذج جديدة منها ذات أسعار مناسبة.
تسارعت وتيرة فقد السيارات الكهربائية
المستعملة قيمتها السوقية في 2024 مقارنة بالعام الماضي (2023)، إذ كشفت مجلة
"ويرد" أن تلك السيارات أصبحت تخسر نصف قيمتها في المتوسط خلال عام،
مقابل توقعات سابقة في نهاية العام الماضي، ترى أن هذا يحدث خلال 3 سنوات، حسبما
ذكر موقع "كوارتز"، اليوم الإثنين 19 أغسطس/آب 2024.
واختبرت "ويرد" وتيرة تراجع
أسعار السيارات الكهربائية المستعملة في أسواق كل من المملكة المتحدة وأميركا.
ووجدت أن بعض الطُرز كانت أسوأ من
غيرها في فقد قيمتها السوقية، ففي المملكة المتحدة خسر طرازا شركة فورد
"ماتش-إي" و"بوليستار 2" نحو 52% من سعرهما خلال 12 شهرًا،
وهبطت قيمة طراز "تيسلا 3" بنسبة أقل في المدة نفسها، وكانت 45%.
وكان طراز "مرسيدس إي كيو
إي" الأسوأ أداءً على الإطلاق، إذ فقدَ نحو 50% من قيمته خلال 12 أسبوعًا
فقط، أو ما يعادل ربع عام، أو خسارة 615 دولارًا يوميًا.
وترى "ويرد" أن من أسباب
تسارع هبوط أسعار السيارات الكهربائية المستعملة، هو التطور السريع بالطُّرز
الجديدة في الأسواق، إذ شبّهتها بأجيال الهاتف المحمول، التي تتسبب المنتجات
الحديثة والمتطورة تقنيًا في تراجع أسعار السابقة منها، والعمل على تحسين الأداء
والسرعة والنطاق وخفض التكلفة.
تعتقد مجلة "ويرد"، التي
خلصت إلى نتيجة مفادها تسارع وتيرة فقد السيارات الكهربائية قيمتها السوقية، أنه
من أسباب ذلك، ارتفاع تكلفة الإنتاج، إضافة إلى مخاوف بشأن نطاقها ومحطات شحن
بطارياتها.
لذلك يعمل المنتجون على تطوير الأجيال
الجديدة تقنيًا، ويعملون على تحسين النطاق والسرعة والأداء والشحن السريع.
وبسبب التكلفة، فازت الصين بالهيمنة
على صناعة السيارات الكهربائية العالمية، حيث تتميز منتجاتها بانخفاض الأسعار
مقارنة بنظيرتها في أوروبا وأميركا، إضافة إلى أن طُرزها تتميز بالتصميمات
المتنوعة التي تناسب الفئات المختلفة، ما جعلها أكثر قبولًا في هاتين السوقين.
وأثار ذلك مخاوف أوروبا وأميركا، لذلك
فرضتا رسومًا جمركية على وارداتهما من السيارات الكهربائية الصينية، للحدّ من هيمنة
بكين على أراضيها.
كما تواجه أسواق السيارات الكهربائية
العالمية أزمة أخرى مؤخرًا، وهي تحقيق مبيعات دون المتوقع، وإفلاس عدد من
المنتجين، في وقت تسعى فيه الدول إلى زيادة الاعتماد على تلك المركبات، لخفض
انبعاثات كربون قطاع النقل، الذي يمثّل نحو 30% من تلك الانبعاثات.
وبيعَت 1.5 مليون سيارة كهربائية في
أوروبا في النصف الأول من عام 2024، بزيادة 1% فقط، مقارنة بالمدة نفسها من عام
2023، وقد هبطت المبيعات في ألمانيا بنسبة 9% في مدة المقارنة نفسها، وفقًا لما
رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ودفعت تلك البيانات رائدة تصنيع
البطاريات السويدية نورثفولت إيه بي (Northvolt AB) إلى إبطاء وتيرة تدشين مشروعات جديدة.