2024/12/13

"جنرال موتورز" تجمد مشروع لانتاج سيارات ذاتية القيادة بسبب حادث خطير

أعلنت مجموعة «جنرال موتورز» الأميركية العملاقة المصنّعة للسيارات في بيان أنها ستتخلى عن مركبات الأجرة ذاتية القيادة المصنعة من شركة «كروز» التابعة لها للتركيز على تطوير أنظمة متقدمة للمساعدة على القيادة في السيارات المباعة للأفراد.

وكانت «كروز» من بين رواد تكنولوجيا القيادة الذاتية، مع أسطول من سيارات الأجرة ذاتية القيادة (أو روبوتات الأجرة) في مناطق مركزية في مدن أميركية عدة، إلى أن وقع حادث خطر في أواخر عام 2023 في سان فرانسيسكو تمثّل في دهس مركبة مصنّعة منها إحدى المشاة بُعيد تعرضها للصدم من سيارة أخرى مع سائق.

وكانت السلطات سحبت التصريح الممنوح للشركة، لا سيما بسبب طريقة تعاملها مع الحادث، بعد أن احتاج موظفوها أياما عدة قبل أن يكشفوا أن سيارة الأجرة الذاتية القيادة لم تتوقف عن الحركة عند وقوع الحادثة. وقد تسببت مناورة مركبة الأجرة الذاتية القيادة للانسحاب من موقع الحادث في جر الضحية أمتارا عدة.

بعد هذه الحادثة، عززت «جنرال موتورز» (GM) من عمليات المراقبة على شركة «كروز» التي اضطر كايل فوغت، المشارك في تأسيسها، إلى الاستقالة، فضلا عن تسريح «كروز» 900 من العاملين فيها، أي ربع موظفيها.

وكانت الشركة قد استأنفت أنشطتها التطويرية تدريجا، تحت إشراف مشدد، كما كان مقررا إتاحة مركبات الأجرة الذاتية القيادة عبر منصة «أوبر» خلال النصف الأول من عام 2025.

لكن «جنرال موتورز» أعلنت، الثلاثاء الماضي، قرارها بدمج مهندسي «كروز» في فرقها للعمل على تكنولوجيا المساعدة على القيادة.

وأشارت المجموعة العملاقة إلى أنه "تماشيا مع أولويات تخصيص رأس المال، لن تموّل جنرال موتورز بعد الآن أعمال تطوير سيارات الأجرة الآلية الخاصة بشركة كروز، نظرا للوقت والموارد الكبيرة التي قد تكون مطلوبة لتوسيع نطاق الشركة، خصوصا في سوق أكثر تنافسية".

وعلّق كايل فوغت عبر منصة إكس "إذا لم يكن الأمر واضحا من قبل، فقد بات كذلك الآن: جنرال موتورز تدار من مجموعة فاشلين.

وكانت هوندا، المستثمرة في «كروز»، تخطط لإطلاق خدمة سيارات الأجرة الذاتية القيادة في اليابان في عام 2026، لكن المجموعة اليابانية «ستعيد تقويم مستقبل المشروع وستجري التعديلات اللازمة، بما في ذلك احتمال الإلغاء، بمجرد انتهاء كروز من إعادة هيكلتها»، على ما أعلن الفرع الأميركي في هوندا لوكالة فرانس برس.

وقد حققت شركة «وايمو» التابعة لمجموعة «ألفابت» (الشركة الأم لـ«جوجل»)، تقدما في هذه السوق من خلال سيارات «جاجوار» ذاتية القيادة مستخدمة على نطاق واسع في عدد من المدن الأميركية الكبيرة، مثل فينيكس (أريزونا) وسان فرانسيسكو.

وفي أوائل أكتوبر، كشفت «تيسلا» عن سيارة أجرة آلية تسمى "سايبركاب" ، لكنها كشفت أنه من غير المتوقع أن يبدأ الإنتاج حتى عام 2026.

وتخضع المركبات ذاتية القيادة من "زوكس" ، وهي شركة تابعة لـ«أمازون»، حاليا لمرحلة تجريبية مع نشرها في مناطق ضيقة في لاس فيجاس وسان فرانسيسكو.

على عكس «كروز» و«وايمو»، لا تضم مركبات «زوكس» أي عجلة قيادة، والمقاعد الأربعة متقابلة في الداخل، ويمكنها القيادة في الاتجاهين من دون الدوران.

وقالت «جنرال موتورز» الثلاثاء الماضي إنها لا تزال «ملتزمة تماما» بالسعي إلى تطوير أنظمة القيادة الذاتية للسيارات الاستهلاكية.

وأكدت رئيسة المجموعة ماري بارا خلال مؤتمر للمحللين: "التزامنا لا يتزعزع على صعيد أنظمة المساعدة على القيادة والتكنولوجيا المستقلة لجعل القيادة أكثر أمانا وسهولة وأقل إجهادًا".