تضاربت الآراء حول نسبة تأثر قطاع النقل السياحي خلال العامين الماضيين من وقف تنظيم رحلات السياحة الدينية للحج والعمرة نتيجة تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد.
يرى عدد من أصحاب شركات السياحة والطيران في مدينة الإسكندرية أن توقف نشاط الحج والعمرة على مدار العامين الماضيين كان من أسباب معاناة قطاع النقل السياحي الذي أثر بدوره على فرص نمو القطاع المهم والحيوى ، بينما يرى البعض الآخر إن أسطول الأتوبيسات السياحية يضم أعدادًا تقل عن الاحتياجات الفعلية لقطاع السياحة، لافتين إلى أن هذه الفجوة ستظهر بشكل ملحوظ مع تحسن الحركة السياحية وزيادة الأعداد الوافدة إلى البلاد خلال الفترة المقبلة.
وقال عدد من أصحاب شركات السياحة في الإسكندرية أن العائد الاقتصادي الذي يحققه قطاع النقل السياحي المشارك في رحلات الحج والعمرة أفضل من العائد على الرحلات الداخلية.
وفي هذا الشأن ، قال المهندس زين العبيدى عضو لجنة السياحة بجمعية رجال أعمال الإسكندرية، ورئيس مجلس إدارة شركة "فاست تورز" إن تنظيم بعض رحلات الحج والعمرة كان من أهم الأنشطة السنوية التي يعتمد عليها قطاع النقل السياحي، موضحًا أن جزءًا من رحلات الحج والعمرة كان يعتمد على النقل البري، والذي ينعكس على منظومة تشغيل قطاعات النقل السياحي بالشركات التي لديها أساطيل نقل متخصصة.
وكشف أن 25% من قطاع النقل السياحي يعتمد على رحلات الحج والعمرة وما يترتب عليه من نشاط وتحركات وتنقلات.
وأكد أن رحلات الحج والعمرة لها مردود إقتصادي جيد على مُشغل الأتوبيس السياحي ، كما أنها تحقق عائدًا جيدًا للشركات يسهم في الوقت نفسه في سداد الكثير من المصروفات السنوية للأتوبيسات السياحية.
وأوضح أن تلك الرحلات أفضل في عائدها من الرحلات الداخلية، خاصةً أن منظومة الحج والعمرة لها مردود إيجابي على التراخيص والعاملين ولا يجب النظر إليها فقط من منظور نفاد العملة الأجنبية لأن لها جوانب أخرى إيجابية.
وتابع أن رحلات الحج والعمرة يعتمد على النقل البري والذي يسهم في توليد الدخل للشركات وتحقيق الربح.
وصرح بأن قطاع النقل السياحي يشهد استقرارًا في الوقت الراهن نتيجة ضعف فرص النمو الحالية.
وقال عضو مجلس إدارة لجنة شركات السياحة والطيران في الغرفة التجارية بالإسكندرية "محمد عزت" ، إنه لا يوجد عجز حاليًّا في أسطول النقل السياحي المصري.
وكشف عن تعاقدات أبرمها عدد من شركات السياحة لتوفير أتوبيسات جديدة موديل 2020 مع بعض الشركات المصنعة محليًّا، إلا أنه نظرًا لتداعيات جائحة كورونا تم إلغاء عدد من تلك التعاقدات نتيجة توقف النشاط السياحي في ذلك الوقت.
وأشار إلى أن فتح نشاط الحج والعمرة لا يؤثر على حركة أسطول النقل السياحي ولا يضغط عليه، لافتًا إلى أنه في حالة العمل بشكل كامل يمكن أن يحدث نقص في مدة تبلغ نحو 25 يومًا فقط أثناء موسم الحج مع تشغيل النقل البري للحجاج، وهو ما قد يؤدي إلى ظهور بعض النقص في الأتوبيسات السياحية بالسوق المحلية خلال تلك الفترة.
وأشار إلى أن أسطول النقل السياحي يعمل خلال العامين الماضيين بكامل طاقته المتاحة عند الطلب، مشيرًا إلى أنه في حال وجود نقص أو حاجة لتدبير أوتوبيسات جديدة يمكن للشركات أن تقوم بسداد مقدمات تعاقد للشركات المُصنعة بهدف حجز أتوبيسات جديدة.
على جانب أخر، قال حسام الحلو، رئيس مجلس إدارة لجنة شركات السياحة والطيران في الغرفة التجارية بالإسكندرية، أن قطاع النقل السياحي غير متضرر في الوقت الراهن بشكل كبير من وقف تنظيم رحلات الحج والعمرة في الموسمين الماضيين.
وأرجع ذلك إلى أن أسطول الأتوبيسات السياحية يضم أعدادًا تقل عن الاحتياجات الفعلية لقطاع السياحة، لافتًا إلى أن هذه الفجوة ستظهر بشكل ملحوظ مع تحسن الحركة السياحية وزيادة الأعداد الوافدة إلى البلاد خلال الفترة المقبلة.
وأشار إلى أن تلك الفجوة ترجع إلى العقد الماضي والذي شهد عدة تحديات وفي مقدمتها جائحة كورونا التي جعلت الكثيرين يعزفون عن تحديث أسطولهم من أتوبيسات النقل السياحى نتيجة تراجع نسب التشغيل.
وأوضح أنه مع تراجع معدلات الإحلال وزيادة نسب الإهلاك بمرور السنوات فهناك أعداد من السيارت السياحية تتقادم وتخرج من الخدمة للأنشطة السياحية بشكل سنوي.
وأشار إلى أن معدلات دخول الأتوبيسات الجديدة العاملة في أسطول النقل السياحي تقل بشكل ملحوظ عن الأعداد التي تخرج وعن الأعداد التي تحتاجها السوق.
وقال إن النتيجة النهائية من هذا الوضع هي وجود قلة في أعداد تلك الأتوبيسات، موضحًا أن هذه القلة فى الأعداد ستظهر بوضوح مع حدوث انتعاش وطفرة في التشغيل.