الجمعة 22 نوفمبر

سياحة وطيران

خبراء: استغلال ارتفاع الغاز لجذب السياحة الأوروبية للساحل الشمالي خلال الشتاء ليست جديدة.. وتواجهها معوقات؟!


الساحل الشمالى

طرح عدد من الخبراء فكرة استقدام السياحة الأوروبية في فصل الشتاء ، لتنشيط السياحة بالساحل الشمالي الغربي المهجور، من خلال استغلال ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا هذا الشتاء، والذي يبدو أنه سيكون قارس البرودة بعد تهديدات روسيا بقطع إمدادات الغاز إلى اروروبا حال استمرار العقوبات الأوروبية بسبب حربها على أوكرانيا، وهو ما رفع أسعار الغاز بشكل جنوني، والذي من المتوقع معه أن ترتفع فواتير الغاز على مواطنين.

وأكد عدد من الخبراء أن هذه الفكرة ليست جديدة ، ولكنها تواجه العديد من المعوقات والتي يتمثل أبرزها في نقص الخدمات وإغلاق معظم أصحاب المحال ، خلال فصل الشتاء نتيجة قلة النشاط السياحي بالساحل خلال تلك الفترة.

فيما أوضح البعض أنه كان من الضروري ،  تدشين حملة دعائية لهذا النوع من السياحة قبلها بفترة معقولة لاجتذاب الأوروبين خصوصا من شمال أوروبا قارس البرودة للساحل الشمالى معتدل الطقس كما فعلت تركيا، ونجحت في إجتذاب هذا النوع من السياحة الموسمية.

من جانبه قال المهندس زين عبيدى الخبير السياحى، وعضو لجنة السياحة فى جمعية رجال أعمال الإسكندرية، إن التطورات الراهنة فى أسعار الغاز العالمية تشير إلى أن الفترة الحالية مثالية للترويج لمواطنى بعض الدول الأوروبية، للإقامة فى مصر خلال الموسم الشتوى المقبل.

ولفت إلى أن البعض يطرح وفقا لبعض الحسابات أن إقامة مواطنى بعض الدول الأوروبية، فى مصر خلال الموسم البارد ستكون تكلفتها أقل من أسعار الغاز فقط الذى سيستخدمه للتدفئة خلال الشتاء المقبل.

وأكد أن الفكرة ليست جديدة وهى تأتى استكمالا للمبادرة التى طرحت منذ عقود لقطاع كبير من السياحة، لاستغلال الساحل الشمالى، خاصة من شمال أوروبا خلال فصل الشتاء.

وأضاف أن تركيا على سبيل المثال، قطعت خطوات كبيرة فى هذا النوع من السياحة منذ سنوات، واعتمدت على التسويق السياحى بشكل أكبر من مصر، رغم أن الكيانات المحلية كانت سباقة فى طرح تلك الفكرة منذ سنوات.

وشدد "عبيدى"، على ضرورة  بالاهتمام بالسياحة الخارجية، حتى يكون للسوق المصرية نصيب من حصة سكان الدول الخارجية حول العالم، بما يمكن من تنشيط الساحل الشمالى فى فترة الشتاء واستغلال الفنادق التى ضخت فيها مليارات الجنيهات.

وتابع: "أن الاهتمام بالسياحة الخارجية تتعاظم أهميته فى هذا التوقيت كونها مصدرا رئيسيا لجلب العملات الأجنبية، خلال الفترة الحالية".

وكشف أن بعض الدول المحيطة بنا مثل "تونس"  تقوم باستغلال هذه الفترة وشواطئها الآن ممتلئة بالكامل، فضلاً عن أنها تستغل فصل الشتاء أيضا.

ولفت هانى توفيق رئيس لجنة السياحة الخارجية فى شعبة السياحة والطيران بالغرفة التجارية فى الإسكندرية، إلى أن نوع السياحة القائمة على الإقامة الطويلة نسبيا، يتم طرحها فى الفترة الأخيرة للاستفادة من الساحل الشمالى، مع ارتفاع أسعار تدفئة وتكلفة الغاز فى دول أوروبا، لكنها غير قابلة للتطبيق فى الوقت الراهن نتيجة عدة عوامل.

ولفت إلى أن منطقة الساحل الشمالى غير مؤهلة فى الفترة الحالية لاستقبال هذا النوع من السياحة نتيجة أن العديد من الخدمات والمولات والسوبرماركت وما إلى ذلك يقوم بالإغلاق خلال فترة الشتاء، وبالتالى فمن حيث المبدأ الفكرة جيدة لكن تنفيذها يواجه صعوبات.

وأكد أنه كان لابد أن يتم البدء فى إطلاق حملة دعاية لهذا النوع من السياحة منذ فترة، حتى يكون لدى العاملين فى القطاع القدرة على الاستفادة من الإمكانيات الكبيرة والثروة العقارية المهجورة فى الساحل الشمالى الغربى الآن.

وأوضح أن المشكلة تكمن فى أن معظم تلك الخدمات تقوم بالإغلاق خلال الموسم الشتوى مما يعيق فكرة الانتفاع بهذا النوع من السياحة، مشيراً إلى أن المنشآت السياحية، كانت على وشك ترسيخ هذا النوع من السياحة قبل ثورة 25 يناير وتحويل مدينة الغردقة إلى مشتى للأوربيين، ولكنها لم تستكمل ولم يكتب لها النجاح بسبب قيام الثورة.

وكانت شركة "غازبروم" الروسية خفضت تدفقات الغاز الروسى عبر خطوط الأنابيب إلى أوروبا كجزء من نتائج الحرب الروسية الأوكرانية، وذلك فى الوقت الذى كانت موسكو على مر التاريخ أكبر مورد للغاز إلى الاتحاد الأوروبى، إذ غطت حوالى %40 من احتياجات دوله.

وعلى مدار الأشهر الماضية تحاول بعض دول أوروبا تدبير بدائل عن الوقود الروسى وتسابق الحكومات الزمن لتأمين احتياجاتها من الغاز الطبيعى والفحم، لكن هذه المساعى للحفاظ على دفئها فى الشتاء المقبل تعتمد بشكل كبير على ثلاث دول فى الجانب الآخر من العالم، وهى اليابان، وكوريا الجنوبية، والصين.

وتشترك بعض الدول الآسيوية فى ذروة الطلب على التدفئة خلال فصل الشتاء مع أوروبا، لكن يمكن تقييم الوضع حال تحديد تنبؤات دقيقة أنماط الطقس فى الشتاء، خاصة بعد أن ارتفعت حدة المنافسة الدولية على الوقود منذ أن أدى الغزو الروسى لأوكرانيا إلى قلب التدفقات التجارية العالمية، الأمر الذى أدى بدوره إلى ارتفاع أسعار الفحم والغاز الطبيعى إلى مستويات قياسية.