الأثنين 23 ديسمبر

تقارير

رأس الحكمة .. جنة حقيقية تنتظر من يكتشفها


رأس الحكمة

رأس الحكمة، رأس البر، رأس التين، هذه الرؤوس، أو الخلجان الصغيرة المتميزة على ساحل البحر المتوسط في شمال مصر، هي واحدة من أجمل وأفضل شواطيء العالم، بدليل أنها كانت المقرات الصيفية المفضلة لحكام مصر السابقين، ومن هنا، نالت هذه الرؤوس، ومن بينها رأس الحكمة، شهرتها وقيمتها.

وخلال الأيام الماضية، تصدرت رأس الحكمة عناوين الأخبار ومناقشات المصريين على وسائل التواصل الاجتماعي وفي برامج التوك شو المسائية، بعد تردد أنباء حول قرب توقيع اتفاق ضخم بين الحكومة المصرية ودولة الإمارات، مقابل مبلغ يصل إلى 22 مليار دولار، يتم سداد جزء منه كمقدم، في مقابل حصول تحالف إماراتي على حق إقامة مشروع مدينة عالمية في رأس الحكمة، وسط معلومات تفيد بأن الأمر قد يحسم خلال فترة أسبوع أو عشرة أيام.

ولمن لا يعرف، فإن رأس الحكمة، هي قرية تابعة لمحافظة مطروح، وتقع في الكيلو 215 من طريق الإسكندرية مطروح، على الساحل الشمالي الغربي، وموقعها تحديدا إلى الشرق من مدينة مطروح، وتبعد عنها قرابة 70 كيلومترا، وترتبط بمطروح والإسكندرية والقاهرة بشبكة طرق متقدمة للغاية، أهمهما طريق الضبعة مطروح، وطريق فوكا الجديد الذي يربط القاهرة بالساحل الشمالي، وطريق الساحل الشمالي بين الإسكندرية ومطروح، مما يجعل الوصول إليها سهلا، فضلا عن أنها تقع بالقرب من مشروع طموح للغاية، وهو مشروع القطار الكهربائي السريع القادم من عين السخنة، والمتجه إلى مطروح.

رأس الحكمة.. موقع متميز

رأس الحكمة، تقع في الأساس، وقبل الحديث عن المشروع الإماراتي، ضمن منطقة ساحلية رائعة وخلابة، تمتليء بالقرى والشاليهات السياحية، وهي بالفعل ضمن مخطط الدولة الاستراتيجي لتطوير منطقة الساحل الشمالي الغربي، وتنميته، لتحويله إلى منطقة جاذبة للسكان والسائحين، والمستثمرين ورجال الأعمال من مصر وخارجها، أو ما يعرف بخطة 2052.

رأس الحكمة كمنطقة تقع على مساحة 55 ألف فدان، وتنقسم إلى 11 منطقة هي: البوابة الشرقية، باب الشمس، التل الأبيض، حي التصميم، مدينة القبائل، جزيرة الحكمة، وادي التين، الحي القديم، شاطيء السلاحف، الخليج، والبوابة الغربية.

وسبق أن حاولت الحكومة إقامة مشروع سياحي كبير عليها عندما صدر قرار جمهوري بذلك منذ عام 1975، إلا أن إخلاء المنطقة من سكانها البدو الأصليين كان مشكلة كبيرة، في ظل عدم توافر بديل لهم، إلا أن دخول المدينة أو المنطقة ضمن مخطط التنمية العمرانية للساحل الشمالي الغربي قبل سنوات، ساعد الدولة على تعويض السكان، ومنح مساكن بديلة مناسبة لهم.

رأس الحكمة.. أبرز المعالم

ومن أبرز المنشآت الموجودة في منطقة رأس الحكمة حتى الآن، الاستراحة الرئاسية، وهو قصر كبير، كان قد أنشأه الملك فاروق، وكان يستجم به كل من الرئيسين السابقين أنور السادات وحسني مبارك، كما أن بها مستشفى جيد، وتتميز المنطقة بوجود جميع المرافق بها، من مياه وكهرباء وصرف صحي.

رأس الحكمة .. عناصر جذب متعددة

وتتمتع رأس الحكمة بمقومات وعناصر جذب هائلة، تجعلها قادرة على أن تصبح شرم الشيخ الجديدة، ولكن على البحر المتوسط، أولا بسبب مياهها الزرقاء الرائعة، ورمالها البيضاء المميزة، وطقسها المعتدل طوال أيام السنة، فضلا عن قربها من مناطق جذب سياحية فاخرة، مثل الساحل الشمالي والعلمين الجديدة، وشواطيء مطروح الخلابة، بالإضافة إلى اهتمام الدولة عامة بالمنطقة، لوجود محطة الضبعة النووية بالقرب منها، والأهم من ذلك أنها تصلح لأن تكون منطقة جذب سياحي للأجانب، بحكم ما تمتلكه محافظة مطروح بشكل عام من أماكن تاريخية لها مذاق خاص، مثل مقابر الكومنولث، وكهف روميل، وغيرها.

رأس الحكمة هي باختصار جنة حقيقية على أرض مصر، تنتظر من يكتشفها، ويقدمها كهدية للعالم، في صورة جديدة جاذبة.