الجمعة 22 نوفمبر

تعدين وطاقة

فرنسا تنسف واحدة من أخر محطتي كهرباء تعملان بالفحم


تفجير برج تبريد في محطة كهرباء تعمل بالفحم في فرنسا

أطلقت فرنسا خطّتها لتحويل محطة كهرباء تعمل بالفحم إلى الهيدروجين، من خلال تفجير أطول برج في محطة كهرباء بإقليم موزيل بالديناميت. وفي ثوانٍ معدودة، انهارت 10 آلاف طن من خرسانة برج التبريد رقم 5 في محطة كهرباء إميل أوشيه بمنطقة سان أفو، الذي يبلغ ارتفاعه نحو 120 مترًا، أمام أعين مئات المتفرجين.

 وتعدّ إميل أوشيه واحدة من محطتين فقط تعملان بالفحم ما تزالان تعملان في فرنسا، مع محطة كوردوما في إقليم لوار-أتلانتيك، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وقد أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في نهاية سبتمبر 2023، تحويل المحطتين إلى الكتلة الحيوية، بدلًا من الفحم.

جُهِّزَ نحو 200 شخص، بما في ذلك خبراء المتفجرات وضباط إنفاذ القانون، يوم الأحد الماضي، لتنفيذ عملية تفجير البرج التي وقعت في الساعة 11:00 صباحًا، وفقًا لرئيس شركة غازيل إنرجي (GazelEnergie)، التي تدير المحطة، جان ميشيل مازاليرا.

ومن المفترض أن تصبح المحطة في سان أفو "منصة بيئية"؛ إذ تخطط لمشروعات أخرى مثل "إميل إتش واي" (اختصارًا لـ إميل أوشيه والهيدروجين)، الذي من شأنه أن يسمح بإنتاج الهيدروجين المنخفض الكربون والمتجدد عن طريق التحليل الكهربائي للماء، بحلول عام 2027.

وقالت المتحدثة باسم شركة غازيل إنرجي، كاميل جافريلو، إنه تتمّ حاليًا الدراسات الهندسية، ومن المقرر أن تبدأ المشاورات العامة في نهاية فبراير، وفق ما أفادت به قناة "بي إف إم تي في" (BFMTV) المتلفزة الناطقة باللغة الفرنسية.

ومن المخطط أن يصل المشروع إلى قدرة إجمالية تبلغ 400 ميغاواط وإنتاج 56 ألف طن من الهيدروجين سنويًا، بحلول عام 2030.

وفي البداية، سيجري خلال المرحلة الأولية تزويد شركة ستال هيولدينغ سار (Stahl Holding Saar) الألمانية لصناعة الصلب -التي تقع في الجهة المقابلة- باستثمارات تُقدَّر بقيمة 780 مليون يورو (840.25 مليون دولار).

كان من المقرر في الأصل إغلاق محطة الكهرباء التي تعمل بالفحم نهائيًا في بداية عام 2022، ولكن فرنسا اضطرت إلى تشغيلها مرة أخرى في يناير 2023 لتأمين إمدادات البلاد، في سياق التوتر في مجال الطاقة.

في العام الجاري، شُغِّلت محطة الكهرباء لمدّة أسبوعين في شهر يناير، خلال الموجة شديدة البرودة، وفق ما صرّحت به المتحدثة باسم الشركة المشغّلة، كاميل جافريلو.

وأتاحت هذه الأيام المضي قدمًا نحو تحويل الموقع إلى كتلة حيوية، من خلال اختبار حرق الكريات الخشبية.

وتقول شركة غازيل إنرجي، وهي شركة تابعة لمجموعة إي بي إتش (EPH) التابعة لرجل الأعمال التشيكي دانييل كريتنسكي، إنها "واثقة" بعد هذه الاختبارات، وستقترح "خريطة طريق" لهذا التحويل.

ويجب -أيضًا- إنشاء مشروع آخر يسمى بارك (PARKES) لإعادة تدوير البلاستيك على منصة كارلينغ سان أفو، وستُوَفَّر الطاقة المتجددة من قبل شركة غازيل إنرجي.

وأُغلِقَت محطة الكهرباء الفرنسية الأخرى التي تعمل بالفحم في كوردوما بداية فبراير الجاري من قبل الاتحاد العام للعمل، الذي أعرب عن شكوكه إزاء مستقبل مشروع تحويل الكتلة الحيوية.

وردّت شركة كهرباء فرنسا (EDF) -مشغّلة المحطة- بأن "الإزالة التدريجية للكربون" جارية بالفعل، مع ما يصل إلى "20% من الكتلة الحيوية لتحلّ محلّ الفحم"، مؤكدة أن الاختبارات "سارت بشكل صحيح".