ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 1% في نهاية تعاملات أمس الجمعة، كما سجلت مكاسب أسبوعية تراوحت من 1.5% إلى 3% لخامي برنت وغرب تكساس الوسيط.
يأتي ذلك بعد مكاسب في الجلسة السابقة التي دعمتها بيانات ضعيفة لمبيعات التجزئة الأميركية أثارت تفاؤلًا بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يخفّض أسعار الفائدة في وقت أقرب من المتوقع.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها، أمس الأول، على ارتفاع بنسبة 2% بعد جلستين من الهبوط بسبب مخاوف من تراجع الطلب على الخام.
في ختام الجلسة، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي -تسليم أبريل 2024- بنسبة 0.73%، لتصل إلى 83.47 دولارًا للبرميل، كما سجلت مكاسب أسبوعية بنسبة 1.55%.
في الوقت نفسه، صعدت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي -تسليم مارس 2024- بنسبة 1.48% إلى 79.19 دولارًا للبرميل، كما حققت مكاسب أسبوعية بنسبة 3%.
وارتفع الخامان القياسيان (برنت، وغرب تكساس الوسيط)، يوم الخميس، بعد أن عزّز انخفاض أكبر من المتوقع في مبيعات التجزئة الأميركية الآمال بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي (المصرف المركزي الأميركي) سيبدأ قريبًا في خفض أسعار الفائدة، وهو ما قد يكون إيجابيًا للطلب على النفط.
أظهر تقرير وزارة التجارة الأميركية انخفاض مبيعات التجزئة 0.8% في يناير، وهو أكبر انخفاض منذ فبراير 2023، متحاوزًا توقعات اقتصاديون استطلعت وكالة رويترز آراءهم بانخفاض مبيعات التجزئة 0.1%.
وقال رئيس شركة إن إس تريدينغ (NS Trading)، وهي وحدة تابعة لشركة نيسان سيكورتيز (Nissan Securities)، هيرويوكي كيكوكاوا، إن الآمال بتخفيض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة قدّمت الدعم، يوم الخميس، لأسعار النفط، لكن المستثمرين الآن يعدّلون مراكزهم قبل عطلة نهاية أسبوع طويلة في الولايات المتحدة.
وأضاف: "مع مراقبة اتجاهات أسعار الفائدة عن كثب، سيواصل المستثمرون تقييم ما إذا كانت المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط ستمتد إلى سلاسل توريد النفط الخام"، متوقعًا تداول خام غرب تكساس الوسيط في نطاق 70 إلى 80 دولارًا لمدة من الوقت.
ومما يضغط على معنويات السوق، قالت وكالة الطاقة الدولية، يوم الخميس، إن نمو الطلب العالمي على النفط يفقد زخمه؛ إذ قلصت توقعاتها للنمو لعام 2024، في تناقض حاد مع وجهة النظر التي تتبنّاها منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك).
وقال التقرير الشهري لوكالة الطاقة الدولية إنها تتوقع نمو الطلب العالمي على النفط بمقدار 1.22 مليون برميل يوميًا هذا العام، بانخفاض طفيف عن تقديرات الشهر الماضي، في حين التزمت أوبك يوم الثلاثاء بتوقعاتها الأكثر حدة للنمو عند 2.25 مليون برميل يوميًا.
في الشرق الأوسط، قال حزب الله، يوم الخميس، إنه أطلق عشرات الصواريخ على بلدة شمال إسرائيل في "رد أولي" على مقتل 10 مدنيين في جنوب لبنان، وهو اليوم الأكثر دموية بالنسبة للمدنيين اللبنانيين خلال 4 أشهر من الأعمال العدائية عبر الحدود.
في هذه الأثناء، قالت القوات الإسرائيلية، يوم الخميس، إنها داهمت أكبر مستشفى عامل في غزة، إذ أظهرت لقطات فوضى وصراخًا وإطلاق نار في ممرات مظلمة مليئة بالغبار والدخان.
وقال محللون إن خطر نشوب صراع أوسع بالشرق الأوسط قد يستمر في توجيه أسعار النفط الخام.
وقالت مؤسسة شركة فاندا إنسايتس لتحليل أسواق النفط فاندانا هاري: "أتوقّع أن تستمر المكاسب الأخيرة من زيادة علاوة المخاطر في الشرق الأوسط، خاصة مع عطلة نهاية الأسبوع".
وأضافت هاري أن "الهجوم الإسرائيلي الوشيك في رفح لديه القدرة على إطلاق العنان لرد من الحوثيين، الذين ظلّوا هادئين بعض الشيء في الآونة الأخيرة في البحر الأحمر، والميليشيات الأخرى المدعومة من إيران في المنطقة".