الأثنين 23 ديسمبر

تعدين وطاقة

المتحف المصري الجديد أول منشأة تراثية خضراء في أفريقيا والشرق الأوسط


العالم يترقب افتتاح المتحف المصري الجديد الذي يعد أحد المنشآت الخضراء

حصل المتحف المصري الكبير على شهادة إيدج المتطورة للمباني الخضراء (EDGE Advanced)، ليصبح بذلك أول متحف أخضر في أفريقيا والشرق الأوسط.

وأعلنت مؤسسة التمويل الدولية، ذراع البنك الدولي لتمويل القطاع الخاص، أمس الإثنين، أن الشهادة تعدّ بمثابة إشادة بأعمال تصميم وإنشاءات المتحف من حيث كفاءة استعمال الموارد ومراعاة المناخ، مما يوفر أكثر من 60% من الكهرباء ويقلل من استعمال المياه بنسبة 34%، مقارنة بمبنى مطابق له في الاستعمال والمساحة.

إذ وضعت الشهادة المتحف المصري أول متحف أخضر في أفريقيا والشرق الأوسط، وأحد المتاحف القليلة التي تحصل على شهادة إيدج المتطورة على مستوى العالم، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وتطلق المباني، من التشييد إلى التشغيل، نحو 40% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية سنويًا، لذا تؤدي المباني الخضراء دورًا في حماية كوكب الأرض من تغير المناخ.

اتخذ المتحف المصري الكبير، الذي تبلغ مساحته نصف مليار متر مربع، تدابير مستدامة تضمنت سقفًا عاكسًا، ومظلات خارجية للوقاية من الحرارة، وإضاءة موفرة للكهرباء، وصنابير مياه ذكية لعدم الهدر، بالإضافة إلى استعمال العدّادات الذكية لاستهلاك الكهرباء.

تُترجَم التدابير إلى توفير في استهلاك الكهرباء، ما يعادل التخلص انبعاثات أكثر من 400 سيارة تعمل بالبنزين من شوارع القاهرة لمدة عام واحد، وتوفير مياه تعادل 63.4 مليون لتر من مياه نهر النيل سنويًا.

وقالت وزيرة التعاون الدولي رانيا المشاط، إن المتحف المصري الكبير يعدّ من أهم المشروعات المصرية، وأكبر متحف يضم قطعًا أثرية لحضارة واحدة، هي الحضارة المصرية القديمة.

وأضافت أن حصول المتحف على شهادة اعتماد المباني الخضراء EDGE بصفته أول متحف أخضر في أفريقيا والشرق الأوسط، يعزز فكر الاستدامة واعتماد المعايير البيئية، ويتّسق مع التزام الدولة بتعزيز البنية التحتية المستدامة والخضراء.

قال المدير الإقليمي لمؤسسة التمويل الدولية لشمال أفريقيا والقرن الأفريقي، شيخ عمر سيلا، "يمثّل المتحف المصري الكبير نموذجًا للبناء الأخضر المُراعي للبيئة، وهو أول متحف يحصل على شهادة في أفريقيا والشرق الأوسط".

وأضاف أن المتحف يعكس التزام مصر بتحقيق معايير الاستدامة في البناء الأخضر والكفاءة في استعمال الموارد وفعالية التكلفة، والعمل لبناء مستقبل يتّسم بقدر أكبر من المسؤولية لمساندة مصر في رحلتها نحو مستقبل منخفض الكربون.

وقال المشرف العام على مشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة، اللواء مهندس عاطف مفتاح: "مُنحت الشهادة الدولية من مؤسسة التمويل الدولية للمتحف المصري الكبير بناءً على تقييم شامل للمعايير في مجالات ترشيد الكهرباء والمياه ونسبة انبعاثات الكربون من المواد المستعملة في البناء، بما يؤكد التزام المتحف بمكافحة آثار تغير المناخ وتعزيز استدامة البيئة تماشيًا مع رؤية مصر 2030 في استعمال الطاقة النظيفة".

وتعدّ شهادة إيدج المتطورة جزءًا من مشروع مؤسسة التمويل الدولية لدعم المباني الخضراء، الذي تمّ إعداده وتطويره بالشراكة مع المركز القومي لبحوث الإسكان والبناء، لتعزيز منظومة المباني الخضراء في مصر، وتشجيع اعتماد مشروعات الإنشاءات التي تدعم اختيار التصميمات الفعالة من حيث التكلفة وتوفير الموارد.

وتركّز الشراكة على زيادة وعي القطاع العام بالجوانب الاقتصادية لإقامة المباني الخضراء المعتمدة، وتنمية المهارات اللازمة لتنفيذ برامج الحوافز الخضراء، ودعم تطوير المباني الخضراء على المستوى المحلي.