شرعت شركتان هولندية وهندية في بناء أول سفينة هيدروجين لنقل البضائع من الجيل التالي، تمهيدًا لإطلاقها في 2025، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
والشركتان هما مزودة حلول اللوجستيات الهولندية "سامسكيب" Samskip وشركة بناء السفن الهندية "كوتشين شيبيارد" Cochin Shipyard.
وكانت سامسكيب طلبت من كوتشين إنتاج سفينتين تعملان بوقود الهيدروجين
في مارس 2023، ووفق الشركة الهولندية، فإن سفينة الهيدروجين الجديدة سوف تسهم بخفض
انبعاثات الكربون في قطاع الشحن البحري.
وتبلغ انبعاثات الشحن البحري 3% من إجمالي الانبعاثات العالمية، لكن
نقل البضائع يعتمد بنسبة تزيد عن 90% على الشحن البحري؛ ما يهدد بزيادة نصيب
القطاع من الانبعاثات، في وقت يسعى العالم فيه لمكافحة تغير المناخ، تجنبًا لتفاقم
الكوارث الطبيعية الناجمة عنه.
ورغم ذلك، أبدى بعضهم تخوفًا كبيرًا من استعمال الأمونيا في الشحن
البحري، مثل دراسة صادرة الشهر الماضي عن جامعة "تشالمرز للتكنولوجيا" (Chalmers University of Technology ) في السويد، إذ
وجدت أن ذلك قد يسهم في بثّ كميات أكبر من انبعاثات غازات الدفيئة المسببة
للاحتباس الحراري، خاصة غاز الضحك، الأكثر تأثيرًا في البيئة وتغير المناخ.
صُممت أول سفينة هيدروجين لنقل البضائع، التي أعلنتها شركتا سامسكيب
الهولندية وكوتشين الهندية، لإيجاد ممرات خضراء بين قارة أوروبا ومنطقة الدول
الإسكندنافية، حسبما ذكر موقع "أوفشور تكنولوجي"، اليوم الإثنين 4 مارس
2024.
وقالت شركة سامسكيب، إن المنتج الجديد سيكون أول سفينة هيدروجين خالية
الانبعاثات لنقل البضائع في العالم؛ كونها ستعتمد على الهيدروجين الأخضر الناتج من
مصادر الطاقة المتجددة.
ويبلغ طول أول سفينة هيدروجين لنقل البضائع 135 مترًا، وستحتاج إلى
3.2 ميغاواط من وقود خلايا الهيدروجين، لكنها ستحتوي على محركات وقود الديزل
للتشغيل عند حدوث أيّ أعطال.
ومن المتوقع أن تخفض السفينتان نحو 25 ألف طن من انبعاثات ثاني أكسيد
الكربون عند التشغيل سنويًا؛ ما يساعد على تحقيق الحياد الكربوني في المواني،
وتعزيز استعمال الوقود الأخضر على الشواطئ، وفق ما أكدته سامسكيب.
قال مسؤول الاستدامة في شركة سامسكيب الهولندية لورانس دورليجن،
تعليقًا على إعلان بدء بناء أول سفينة هيدروجين لنقل البضائع: "عندما يتعلق
الأمر بالاستدامة، فإننا نؤمن بالشفافية وتحديد الأهداف وتحمل المسؤولية.. قدّمنا
خطة تكشف اتجاه الاستدامة الخاص بنا لتسريع أهدافنا البيئية والاجتماعية والحوكمة
(أهداف الاستدامة من الأمم المتحدة)، ودَعَوْنا الجميع للعمل معًا لتحقيق هذه
الأهداف".