وقع العراق أمس الأربعاء، عقداً مع شركة الغاز الوطنية الإيرانية، تقوم الأخيرة بموجبه بتزويد بغداد بالغاز لمدة 5 سنوات، بمعدلات ضخ تصل إلى 50 مليون متر مكعب يومياً.
هذه الكمية ستكون "متفاوتة حسب
حاجة منظومة" الكهرباء في البلاد، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء العراقية عن
وزارة الكهرباء، التي أشارت إلى أن "ذلك يهدف لإدامة زخم عمل محطات الإنتاج،
ومواكبة ذروة الأحمال والطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية، وريثما يكتمل تأهيل
حقول الغاز الوطنية وسد حاجة الكهرباء".
لطالما اعتبرت إمدادات إيران من الغاز
للعراق مسألة إشكالية، إذ تواجه بغداد مشكلة في تسديد المستحقات بسبب العقوبات
المفروضة على طهران.
في نوفمبر الماضي، جددت الولايات
المتحدة الأميركية لمدة 4 أشهر فترة السماح من العقوبات المرتبطة بالتعامل مع
إيران، ما يتيح لبغداد مواصلة استيراد الطاقة، خصوصاً في ظل ضعف شبكة الإنتاج
المحلية. وكانت تلك المرة الـ21 التي تمدد فيها الولايات المتحدة فترة الاستثناء.
وفي يونيو الماضي، أعلن العراق أنه حصل على إعفاء أميركي، يمكنه من دفع 2.76 مليار
دولار من ديون الغاز والكهرباء إلى إيران.
غالباً ما تلجأ إيران إلى قطع
الإمدادات عن بغداد كوسيلة للضغط عليها لسداد المستحقات، وهو ما يسفر عن أزمة
كهرباء شديدة، أطلقت في عام 2021 شرارة احتجاجات عنيفة.
يستورد العراق أكثر من 40 مليون متر
مكعب من الغاز يومياً من إيران، وفي يناير العام الماضي، أعلن وزير الكهرباء
العراقي زياد علي فاضل في تصريحات لـ"الشرق" بأن الإمدادات الإيرانية
وصلت إلى "صفر"، كاشفاً أنه سيتوجّه إلى طهران لمناقشة ضمان استقرار
واردات الغاز للعامين المقبلين؛ "فنحن نتكلّم عن استيراد غاز بكميات تولّد
7500 ميغاواط كهرباء، حوالي 5000 ميغاواط منها للعاصمة بغداد، ونحتاج لضمان
استدامة تدفق هذا الغاز". وأضاف آنذاك أن "طاقتنا الإنتاجية الحالية تصل
إلى حوالي 15 ألف ميغاواط، في حين أنَّ المطلوب لتلبية احتياجات البلاد من
الكهرباء يناهز 24 ألف ميغاواط".