الأثنين 23 ديسمبر
أُزيح الستار عن أكبر مشروع لخلايا وقود الهيدروجين للطائرات بتمويل حكومي ضخم، رغم التشكيك بجدوى استعمال الهيدروجين في مجال الطيران.
ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، يهدف المشروع إلى بناء وعرض نموذج أولي لنظام دفع ضخم بخلايا الوقود بقدرة 4 ميغاواط، لاستعماله في الطيران -وهو أكبر مشروع يُعرف أنه قيد التطوير في العالم- في غضون 5 سنوات.
بينما يهدف المشروع البحثي الياباني
الثاني، الذي سيحصل على 4.1 مليار ين (26.7 مليون دولار)، إلى تمكين استعمال أنظمة
الدفع بخلايا وقود الهيدروجين في الطائرات التي تضم 80 مقعدًا أو أكثر بحلول عام
2031.
وجاء كشف أكبر مشروع لخلايا وقود
الهيدروجين في إطار تعهّد الحكومة اليابانية بتقديم مبلغ إجمالي قدره 17.3 مليار
ين (110 ملايين دولار) لمشروعين بحثيين للهيدروجين.
ويأتي هذا الإعلان بعد أسابيع قليلة
فقط من كشف الحكومة اليابانية برنامجًا بقيمة 33 مليار دولار لتصنيع طائرة إقليمية
منخفضة الكربون محلية الصنع تعمل بتكنولوجيا "الجيل القادم"، مثل
الهيدروجين.
شكّك الخبراء منذ مدّة طويلة في مدى
جدوى استعمال الهيدروجين النقي وقودًا للطيران لمسافات طويلة؛ وذلك بسبب كثافة
الطاقة المنخفضة نسبيًا من حيث الحجم ومساحة التخزين المحدودة على متن الطائرات،
ولكن حفنة من الطائرات التجريبية الصغيرة التي تعمل بالهيدروجين قد بدأت في
التحليق.
ومع ذلك، قالت منظمة تطوير الطاقة
الجديدة والتكنولوجيا الصناعية (NEDO)، وهي وكالة الأبحاث الحكومية اليابانية، هذا الأسبوع، إنها ستمنح
مجموعة آي إتش آي (IHI) نحو 13.2 مليار ين (85.8 مليون دولار)، لتطوير واختبار خلية الوقود
بقدرة 4 ميغاواط بحلول عام 2029.
ويأتي هذا التمويل من مشروع طائرات
الجيل القادم الذي تبلغ قيمته 30 مليار ين (195 مليون دولار)، وهو في حدّ ذاته جزء
من صندوق الابتكار الأخضر الحكومي الذي تبلغ قيمته 2 تريليون ين (13 مليار دولار).
الهدف من المشروع البحثي هو تطوير
نظام دفع كهربائي بخلايا الوقود بقدرة 4 ميغاواط، يستعمل الهيدروجين السائل إلى
مستوى الاستعداد التقني 6، ما يعني أنه جرى بناء نموذج أولي واختباره في بيئة
تشغيلية قبل الانتقال إلى المرحلة التجريبية من التطوير.
ويُعدّ هذا أكبر بـ3 أضعاف من نظام
خلايا الوقود بقدرة 1.2 ميغاواط الذي تطوره حاليًا شركة إيرباص الفرنسية لصناعة
الطائرات (Airbus)، والذي تخطط لاختباره خلال الطيران على طائراتها العملاقة إيه 380
في عام 2026، وفق ما نقلته منصة "هيدروجين إنسايت"
(Hydrogen Insight).
وشركة آي إتش آي، التي ستوفر 10% فقط
من التكلفة الإجمالية لمشروع خلايا الوقود البالغة 15.9 مليار ين (103.3 مليون
دولار)، مكلَّفة الآن ببناء خلية الوقود، وعرض ما لا يقلّ عن 3 ساعات لكل رحلة على
متن طائرة بحدّ أدنى 40 مقعدًا.
في سياقٍ متصل، حصلت شركة توراي
أنداستريز اليابانية المتعددة الجنسيات (Toray Industries) على مبلغ 4.1 مليار ين (26.7 مليون دولار) للمشروع البحثي الثاني،
الذي يهدف إلى تطوير "التقنيات الأساسية" التي ستسمح باستعمال خلايا
وقود الهيدروجين في طائرات أكبر بكثير تضم 80 مقعدًا أو أكثر.
وبحلول مارس 2031، تهدف شركة
"توراي" إلى تطوير مواد متينة ومقاومة للحرارة مثل أغشية خلايا الوقود،
التي تعمل على تحسين الأداء "بشكل كبير" عند درجات حرارة تصل إلى 100
درجة مئوية أو أكثر، بالإضافة إلى تطوير مواد عالية الكثافة وخفيفة الوزن يمكنها
أن تحمل خلايا الوقود الكبيرة في مكانها على متن الطائرة.
وقالت منظمة تطوير الطاقة الجديدة
والتكنولوجيا الصناعية -في إعلانها-: "من خلال تطوير تكنولوجيا المكونات التي
تشكّل أنظمة الدفع الكهربائية بخلايا الوقود لتطبيقات الطائرات، سنشجع صناعة
الطائرات اليابانية على المشاركة والتعاون مع الشركات الأجنبية في مشروعات التطوير".
وتابعت: "بالنسبة لكل مكون، سوف
نستعمل التقنيات الممتازة والدراية الفنية من المجالات الأخرى قدر الإمكان..
بالإضافة إلى ذلك، سنشارك في أنشطة التقييس الدولية المتعلقة بالتقنية، بالتوازي
مع تطويرها".
