يسود القلق بين مؤسسات تجارة الغاز الأوروبية مجدداً، بعد فترة راحة من التقلبات القياسية في الأسعار استمرت لأكثر من عام.
على الرغم من أن الطلب لا يزال ضعيفاً، وقد خرجت المنطقة من موسم التدفئة بفضل أعلى مستويات مسجلة من المخزونات، إلا أن المؤسسات المؤثرة في الصناعة والتي يلتقي ممثلوها خلال مؤتمر "Flame" المنعقد في أمستردام هذا الأسبوع، يرون تصاعداً للمخاطر، فيما تستجيب الأسعار لهذه التطورات.
تشمل مخاوفهم الشعور بحالة عدم يقين بشأن التدفقات الروسية عبر أوكرانيا، وانتعاش الطلب على الغاز في آسيا. من المرجح أيضاً أن يكون فصل الشتاء أكثر برودة من المعتاد، مما يحفز الاستهلاك في أوروبا، بعد فصلين معتدلين متتاليين.
قالت كارا ماكدونالد، رئيسة إمدادات الغاز الطبيعي المسال والوقود النظيف في شركة "آر دبليو إي" (RWE AG): "هل نجونا من الأزمة؟ أعتقد أنه من السابق لأوانه القول بذلك. إذا واجهنا شتاءً بارداً هذا العام أو العام المقبل، فسوف تتضاءل مرونة الطلب".
بعد غزو روسيا لأوكرانيا، عوّضت المنطقة إلى حد كبير إمدادات خطوط الأنابيب القادمة من شرقها، بإمدادات غاز طبيعي مسال من مصادر أخرى، شملت الولايات المتحدة والشرق الأوسط وأفريقيا. لكن دولاً مثل النمسا وسلوفاكيا لا تزال تحصل على معظم احتياجاتها من الوقود عبر هذا الطريق التقليدي من روسيا.
قد يتغير هذا الوضع قريباً. في تصريحاته خلال مؤتمر "Flame"، استبعد مسؤول تنفيذي من شركة "غاز تي إس أو" (Gas TSO) في أوكرانيا أي اتفاقية ربط من شأنها أن تسمح للغاز الروسي بالمرور، عندما تنتهي الاتفاقية الحالية بحلول نهاية العام. قال أندريه بروكوفييف إنه لن يتم بيع إنتاج الغاز بالمزاد العلني على الحدود.
من جانبه، قال ماركو سالفرانك، رئيس التداول التجاري لأوروبا القارية في شركة "أكسبو هولدينغ" (Axpo Holding AG)، إنه في حين لا يبدو أن التجار يستبعدون تماماً بعض التدفقات، فإن مثل هذه التصريحات تطرح علامة استفهام كبيرة.
ينذر ذلك بزيادة التقلبات مرة أخرى، بعد انخفاض في الأسعار منذ الارتفاع القياسي في ذروة أزمة الطاقة خلال النصف الأخير من عام 2022.