تنتهز الصين فرصة انخفاض الأسعار العالمية للفحم والغاز الطبيعي وتعيد بناء المخزون من نوعي الوقود اللازمين لتوليد الكهرباء قبيل صيف آخر حار وطويل.
قفزت واردات البلاد من الغاز حتى نهاية أبريل بنسبة 21% مقارنة بمستوى العام الماضي، فيما ارتفعت مشتريات الفحم بنسبة 13%.
تتحدى الزيادة في واردات الفحم على وجه الخصوص توقعات انخفاضها عن
المستوى القياسي الذي بلغته العام الماضي، وتأتي بعد تسجيل أول انخفاض فصلي في
الإنتاج المحلي منذ الربع الثالث من 2020.
تواجه شركات استخراج الفحم تحقيقات مشددة تتعلق بالأمن والسلامة بعد
سلسلة من الحوادث القاتلة، علاوة على تدهور مستوى الجودة بعد الإسراع في زيادة
الطاقة الإنتاجية في الأعوام الأخيرة.
ومع اقتراب الموعد النهائي الذي حددته بكين لبلوغ ذروة استهلاك الفحم
في عام 2025، يعمل منتجو هذا الوقود الأساسي في الصين أيضاً على الحد من زيادة
الإنتاج.
لذلك تضطر شركات المرافق إلى الاعتماد بكثافة على الواردات، التي
تعتبر ميزة تنافسية في ضوء انخفاض أسعار هذا الوقود نسبياً في الأسواق العالمية.
بلغ متوسط مؤشر اليابان وكوريا لأسعار الغاز الطبيعي المسال، وهو
السعر المعياري في آسيا، مستوى أعلى قليلاً من 9 دولارات للمليون وحدة حرارية
بريطانية في الربع الأول من العام، منخفضاً من 18 دولاراً في الفترة نفسها من 2023.
وبلغ متوسط أسعار العقود المستقبلية للفحم في ميناء نيوكاسل بأستراليا
127 دولاراً للطن، منخفضاً من 236 دولاراً في الفترة نفسها من العام الماضي.
أصبح تأمين الإمدادات من الكهرباء أولوية عند صناع السياسة منذ سلسلة
الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي التي سببت ارتباكاً شديداً في عامي 2021 و2022،
وتسببت في إغلاق المصانع على نطاق واسع.
في الوقت نفسه، من المتوقع أن يشهد النصف الشمالي للكرة الأرضية صيفاً
آخر ترتفع فيه درجات الحرارة بشكل غير عادي مما يرجح زيادة الطلب على تبريد الهواء
في الأشهر المقبلة.